4 جوائز لمصر فى ختام الدورة الأربعين من «القاهرة السينمائى».. والهرم الذهبى من نصيب أوروجواى
محمد حفظى يتحدث فى ختام المهرجان
بعد 10 أيام مليئة بسحر السينما، قدّمها صناع «الفن السابع» من 59 دولة، أسدل الستار على الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائى، برئاسة المنتج محمد حفظى، وأقيم حفل الختام على المسرح الكبير بدار الأوبرا، وسط غياب مجموعة كبيرة من النجوم المصريين، وحضور عدد من الفنانين وصناع السينما العربية والعالمية.
«ورد مسموم» يتصدر «آفاق السينما العربية».. وتنويه خاص لـ«شيكولاتة داكنة».. وتفعيل جائزة الجمهور من الدورة القادمة
«السينما الذاكرة الحية الفاعلة فى مجال الخيال»، قالها الفنان محمود حميدة، فى كلمته الافتتاحية بحفل ختام المهرجان، الذى بدأ بعزف السلام الوطنى. وأضاف: «السينما هى الشباب الدائم، فاكتمال بهائها من صناعها الشباب المقبلين على الحياة، لذا وجب أن يكون لهم لواء القيادة، ووجب علينا جميعاً أن نكون خلفهم، ويترأس الدورة الأربعين من المهرجان واحد من خيرة شباب الصناعة المنتج محمد حفظى».
شهد الحفل غياب الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، لظرف عائلى طارئ، حسبما صرح رئيس «القاهرة السينمائى» فى كلمته، التى وجّه خلالها الشكر إلى الشركات الراعية، وفريق عمل المهرجان، إضافة إلى صناع السينما بشكل خاص، مدير مهرجان فينيسيا السينمائى ألبرتو باربيرا، والمخرج الروسى سيرجى دفورتسفوى، مضيفاً: «وجود إقبال حقيقى على حضور الأفلام فى دور العرض السينمائى خارج دار الأوبرا شىء أسعدنى للغاية». وكشف «بيع تذاكر ضعف أرقام العام الماضى، وهو إنجاز من المهم ذكره فى حفل الختام»، على حد تعبيره.
وتحدّث رئيس الدورة الأربعين عن الملتقى الذى أقيم على هامش الفعاليات، وقدم دعماً لصناع السينما، إضافة إلى تجربة «أيام القاهرة للصناعة»، واصفاً إياها بـ«المنصة شديدة الأهمية والضرورة»، متابعاً: «أشكر رعاة ملتقى القاهرة السينمائى، وأرى أنه كان من المهم إقامته، كون المهرجانات العربية تتعرّض لظروف صعبة جداً، فكل عام نسمع عن إلغاء مهرجان كبير، الدورة الحالية من مهرجان دبى، ومن قبلها أبوظبى، ومن الصعب التعامل مع مؤسسة الدوحة لدعم الأفلام، بسبب المقاطعة مع قطر، وبالتالى السينما المستقلة فى خطر حقيقى، لتراجع الدعم المتاح للسينما العربية بعد وصوله إلى أرقام جيدة الفترة الماضية، لكن عندما يكون هناك ملتقى القاهرة السينمائى الذى يوفر 150 ألف دولار للمشاريع، ومهرجان الجونة الذى يقدّم المبلغ نفسه، تصبح مصر دولة تدعم السينما العربية، وليست المصرية فقط، وأتمنى أن تنجح المهرجانات العربية فى تنفيذ ذلك حتى نرتقى بالسينما، خاصة فى ظل غياب دعم الدولة».
وقدّمت الإعلامية جاسمين طه زكى، حفل الختام، معلنة عن أولى الجوائز، وهى صندوق الأمم المتحدة للشباب، من خلال لجنة التحكيم التى ضمّت المخرج هانى خليفة، داليا أبوسنة، وساندرا دى كاسترو، وقالت الأخيرة: «الجائزة تكرّم الإنجازات السينمائية التى تؤثر فى الشباب وتحثهم على العمل، وتوقظ الضمائر، حيث إن الأفلام لديها القدرة على تغيير عالمنا وتوحيدنا وإطلاق الحقائق المخفية، وتحكى القصص التى يجب أن يسمعها العالم». وذهبت إلى فيلم «ورد مسموم» للمخرج أحمد فوزى صالح، الذى حصد أيضاً جائزة أفضل فيلم عربى فى المهرجان، قيمتها 15 ألف دولار، واختارته لجنة التحكيم المكونة من الناقد الألمانى كلاوس إيدر، السكرتير العام للاتحاد الدولى للنقاد (فيبريسى)، والمخرجة آيتن أمين، والمنتج التونسى نديم شيخ روحه.
«حفظى»: المهرجانات العربية تتعرض لظروف صعبة.. والسينما المستقلة فى خطر حقيقى.. و«حميدة»: رئيس الدورة الحالية من خيرة شباب الصناعة
وقدّمت لجنة تحكيم مسابقة «سينما الغد» المكونة من ياسمين رئيس، والمخرج الجزائرى كريم موساوى، والألمانية كاثى دى هان، جوائز المسابقة التى أدارها الناقد أندرو محسن، وذهبت جائزة يوسف شاهين إلى أحسن فيلم قصير لـ«إخوان» إخراج مريم جوبار، تسلمها المنتج التونسى نديم شيخ روحه، نيابة عن المخرجة، التى لم تحضر لأسباب خاصة، وحصد «هى» جائزة لجنة التحكيم الخاصة، إضافة إلى تنويه خاص من لجنة التحكيم للفيلمين الكولومبى «ذاكرة الأسماك»، والمصرى «شيكولاتة داكنة» للمخرج عمرو موسى.
وأعلن أحمد الحسنى، عضو لجنة تحكيم مسابقة «أسبوع النقاد»، التى تضم الكاتبة والناقدة الأمريكية إيمى نيكلسون، ومحمد حماد، جوائز المسابقة التى أدارها الناقد أسامة عبدالفتاح، وذهبت جائزة شادى عبدالسلام لأحسن فيلم لـ«آجا» إخراج ميلكو لازاروف، وحصل الفيلم اللبنانى «طرس، رحلة الصعود إلى المرئى» إخراج غسان حلوانى، على جائزة فتحى فرج لأحسن إسهام فنى.
وفى مسابقة «آفاق السينما العربية»، التى أدارها الناقد أحمد شوقى، قدم المنتج الفلسطينى محمد قبلاوى، عضو لجنة تحكيم، التى ضمّت المخرج أبوبكر شوقى وعائشة بن أحمد، جوائز المسابقة التى حصد فيها المصرى «ورد مسموم» جائزة صلاح أبوسيف، جائزة لجنة التحكيم الخاصة، والتونسى «فتوى»، للمخرج محمود بن محمود، على جائزة سعد الدين وهبة لأحسن فيلم عربى فى المسابقة، وتسلمت بطلة الفيلم غالية بن على الجائزة رفقة المخرج، وحصل فيلم «A Twelve-Year Night» للمخرج ألفارو بريخنر، على جائزة الاتحاد الدولى للنقاد «فيبريسى» التى حملت اسم الناقد الراحل سمير فريد، ولم تكن الجائزة الوحيدة، إذ حصد أيضاً الهرم الذهبى لأفضل فيلم، قدّمها المخرج بيل أوجست رئيس لجنة تحكيم المسابقة الدولية، التى ضمّت فى عضويتها 8 فنانين وصناع عالميين للسينما.
أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأحسن مخرج «الهرم الفضى» فحصدها مناصفة بوتيفونج أرونفينج مخرج فيلم «Manta Ray»، وسيرجى لوزنتسا مخرج «Donbass»، وذهبت «الهرم البرونزى» لأحسن فيلم، عمل أول أو ثانٍ لـ«Obey» إخراج جايمى جونز، وجائزة أحسن إسهام فنى للفيلم الفيتنامى «The Third Wife» إخراج آش مايفير، وقدم السيناريست مصطفى محرم جائزة نجيب محفوظ لأفضل سيناريو إلى ماريا كاميلا آرياس وجاك تولموند فيدال عن فيلم «Birds of Passage»، إخراج كريستينا جاليدو وتشيرو جويرا، وذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى المجرية صوفيا ساموشى عن فيلم «One Day» إخراج صوفيا سيلاجى، بينما حصل المصرى شريف دسوقى على جائزة أفضل ممثل عن دوره فى فيلم «ليل خارجى» للمخرج أحمد عبدالله.
بطل «ليل خارجى»: «تتويج لأيام من التعب والشقاء».. و«صالح»: أحاول إيجاد صوتى الخاص فى السينما المصرية ولم أتوقع الفوز فى المسابقة
فيما قرر رئيس المهرجان إلغاء جائزة الجمهور للدورة الحالية بسبب وجود مشاكل تقنية فى آليات التصويت، على أن يبدأ تفعيلها من الدورة المقبلة، وتقرر أن تذهب قيمتها المالية وقدرها 20 ألف دولار، إلى الفيلم الفائز بـ«الهرم الذهبى» وهو «A Twelve-Year Night» للمخرج ألفارو بريخنر.
وعبّر المخرج ألفارو بريخنر عن سعادته، قائلاً: «عاجز عن الكلام، وأشكر لجنة التحكيم المتنوعة»، معتبراً أن «الجائزة شرف كبير لى، والمشاركة فى مهرجان القاهرة أيضاً»، مضيفاً: «سعيد بالحضور إلى هنا ومشاهدة الأهرامات وآلاف السنوات من الحضارة والتاريخ، سعيد بالجائزة التى أعتبرها احتراماً وتقديراً للروح البشرية والكرامة الإنسانية».
وعبَّر الفنان شريف الدسوقى عن سعادته البالغة بحصوله على جائزة أفضل ممثل عن دوره فى فيلم «ليل خارجى» بختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وقال لـ«الوطن»: «أهدى جائزتى إلى كل شخص شارك بفيلم (ليل خارجى)، لإيمانهم بقدراتى، فالجائزة ثمن أيام من التعب والشقاء، ولم أتوقع الجائزة رغم أننى كنت أحلم بها، وكان طموحى محدوداً حتى لا أصاب بالإحباط، وأعتبرها جائزتين مش واحدة، الأولى رد فعل الجمهور عندما شاهد الفيلم، والثانية تكريمى بالمهرجان».
وسيطرت الفرحة الممزوجة بالتوتر على المخرج أحمد فوزى صالح بعد حصوله على 3 جوائز عن فيلمه «ورد مسموم»، وقال: «الحصول على 3 جوائز فى مهرجان واحد أمر ليس بسيطاً، وبالطبع هناك مزيج من الخوف والقلق بالنسبة لخطواتى المقبلة، أحاول إيجاد صوتى الخاص فى السينما المصرية»، مضيفاً: «لم أتوقع حصول الفيلم على جائزة، خاصة أنه شارك فى 40 مهرجاناً من قبل، ولو توقعت فى كل مهرجان جائزة سأصاب بإحباط كبير»، معتبراً «أن تحب 3 لجان تحكيم مختلفة الفيلم مصادفة، وكان من الممكن أن تكون لجان أخرى لا تحبه، لكن الجوائز لا تقلل أو ترفع من الفيلم، بالطبع هى مبهجة ومفرحة لكن نحاول التصرف بعقلانية مع الأمر».
وأهدى «فوزى» الجائزة لأهالى وعمال منطقة «المدابغ» الذين ساعدوه فى صنع الفيلم، إضافة إلى فريق عمل الفيلم، مضيفاً: «أهدى الجائزة إلى والدتى، وكل من ساعدنا فى صنع (ورد مسموم) دون هدف أو مقابل، لكنهم كانوا مؤمنين بما نفعله، المنتج محمود حميدة بالدعم المادى والمعنوى، والمنتج صفى الدين محمود»، متابعاً: «طرح الفيلم فى سينما (زاوية)، بدءاً من اليوم، وأرى العمل مختلفاً لا يسعى إلى آلاف الجماهير، بسيط ولا يدّعى أنه يحمل رسالة، وأتمنى أن يذهب الجمهور المهتم بهذا النوع من السينما لمشاهدة الفيلم».