بالصور| القصة الكاملة لاحتجاجات فرنسا.. "السترات الصفراء" تشعل عاصمة الجمال
ثلاثة أسابيع من الاحتجاجات في العاصمة الفرنسية باريس، تصاعدت خلالها حدة العنف، وسط مظاهرات ما تسمى بحركة "السترات الصفراء"، ومواجهة الشرطة للاحتجاجات ومحاولات كسر حواجز "الشانزليزيه" بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.
وسادت حالة من العنف شوارع فرنسا، وحرق للممتلكات العامة والخاصة، وانتشار عمليات السلب والنهب للمتاجر والمحال التجارية، ما أسفر عن تضرر المئات من أصحاب الأعمال.
قصة الاحتجاجات بدأت العام الماضي، حين طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرائب إضافية على الوقود والبنزين، تمهيدًا لتشجيع المواطنين لاستخدام وسائل مناسبة للبيئة، إذ شجّعت الحكومة المواطنين على شراء سيارات خضراء أو كهربائية، في أواخر 2017، لتقديم زيادات سنوية لضرائب الديزل، الوقود الأكثر استخدامًا في السيارات الفرنسية.
وفي غضون عام ارتفعت أسعار الوقود بنسبة 23% على الديزل و14% على البنزين، وترغب حكومة إدوارد فيليب رفعها مرة أخرى بداية العام المقبل، ليواجه ماكرون حينها الغضب، بإلقاء اللوم على أسعار النفط العالمية لثلاثة أرباع ارتفاع الأسعار، وقال أيضًا إن هناك حاجة إلى مزيد من الضرائب على الوقود الأحفوري لتمويل استثمارات الطاقة المتجددة.
وفي نهاية أكتوبر الماضي، بدأت الاحتجاجات بشكاوى مشتركة بين مجموعات من الأصدقاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، من زيادة أسعار الديزل التي وضعتها حكومة ماكرون في محاولة للحد من انبعاثات الكربون.
وفي 11 نوفمبر الماضي، تجمّع مئات الآلاف حول البلاد للتظاهر ضد ارتفاع أسعار الوقود، معتبرين إياها تمثل أعباء غير عادلة لملايين المواطنين الذين يعيشون في البلدات الصغيرة والريف، حيث لا يمكنهم التنقل عبر وسائل النقل العام أو الدراجات البخارية الكهربائية.
شارك في الاحتجاجات، حينها، ما يقرب من 300 ألف شخص، إذ تم عرقلة الطرق والطرق السريعة، ولقيت إحدى المتظاهرات مصرعها بعد دهسها من قبل أحد سائقي السيارات، بالإضافة إلى عدد كبير من الإصابات، ما يقرب من 600 جريح.
ولأكثر من أسبوع، حجب متظاهرون يرتدون السترات الصفراء الطرق السريعة فى جميع أنحاء البلاد بحواجز محترقة وقوافل من الشاحنات بطيئة الحركة، وعرقلوا الوصول إلى مستودعات الوقود ومراكز التسوق وبعض المصانع.
وبعد أسبوع تقريبًا من أول موجة للاحتجاجات، ظهر أصحاب "السترات الصفراء" مرة أخرى، وتجمع المتظاهرون بأعداد أقل نسبيًا، ما جعل الشرطة الفرنسية تستخدم الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لصدّ وتفرقة المتظاهرين، بحسبْ "بي بي سي"، وزحف مئات المتظاهرين إلى الشانزليزيه لمواجهة الشرطة التي منعتهم من الوصول إلى قصر الإليزيه الرئاسي والمباني الرئيسية مثل المقر الرسمي لرئيس الوزراء، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الفرنسي أنه "لن يتنازل في مواجهة الذين يهدفون للتخريب".
واليوم، السبت، سجل أصحاب "السترات الصفراء" ظهورهم الثالث في العاصمة الفرنسية السبت، وسط مخاوف من تجدد حوادث حرق المتاريس والتخريب التي وصفها الرئيس إيمانويل ماكرون بأنّها "مشاهد حرب"، فيما أعلنت الشرطة الفرنسية، أن 75 ألف متظاهر شاركوا في احتجاجات "السترات الصفراء".
المواجهات بين الشرطة والمحتجين في شوارع فرنسا أسفرت عن احتراق أكثر من 30 سيارة، بالإضافة إلى فندق بمحيط قوس النصر، كما أُغلقت عدد من محطات المترو في باريس وصل إلى سبعة، وبلغ عدد المعتقلين من بين المتظاهرين حتى الآن 205 أشخاص.
وقال أحد المتظاهرين للصحفيين: "السترات الصفراء كانت بداية لشيء أكبر من ذلك بكثير، نريد لهذه الحركة أن تنتشر، لقد بدأت في فرنسا، ونريدها أن تستمر في ألمانيا وهولندا عبر أوروبا حتى إلى بريطانيا".
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الحركة قد بات بالفعل بالانتشار في بلجيكا، حيث ارتدى مئات الأشخاص "السترات الصفراء" واحتجوا خارج مباني الاتحاد الأوروبي الرئيسية في بروكسل، وسط قلق المسؤولين من أن الاحتجاج قد يمتد عبر الحدود.
الموقف الرسمي الفرنسي من المتظاهرين وأصحاب "السترات الصفراء" لم يتغير، حيث أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه لن يرضى أبدا بـ"العنف" الذي اندلع اليوم، في باريس على هامش احتجاجات حركة "السترات الصفراء"، متوعدًا بمحاسبة المسئولين عن أعمال العنف والتخريب.
فيما وصف وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستانير، المتظاهرين بالمخربين، حيث كتب في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "بوجود 1500 مخرب وصلوا لافتعال مشاكل"، كما قالت وزيرة الصحة الفرنسية آنياس بيزون، إنه على جماعة "السترات الصفراء" طرد الجماعات المتطرفة من بينهم".