في محاضرة بإحدى جامعات مدينة يوجياكارتا الإندونيسية، تحدثت الدكتورة نانسي سميث - هفنر إلى طلاب الجامعات، حين لفت انتباهها وجود "تريند" أو اتجاه، هو تفضيل 2% من النساء فيه في أواخر الأربعينيات لم يسبق لهن أن تزوجن، حيث تسعى فيه الشابات لإنهاء تعليمهن والشروع في أداء مهنهن قبل الالتزام بتأسيس عائلة، وفقا لتقديرات الزواج العالمي.
علمت نانسي، ببعض المشاكل التي تواجه أولئك الذين يتبعون هذا الاتجاه، منها أن الفتيات تركزن على التخرج من الجامعة والعمل الجاد، الدخول في حالة يسيطر عليها التساؤل عن كيفية العثور على شريك تؤسس معه عائلتها، وفي بعض الأحيان تستمر هذه الحالة لفترة طويلة وتصبح مصدرا للتوتر وخيبة الأمل، لتدخل هؤلاء النساء في تساؤل جديد، "هل أنا فقط لا أستطيع العثور على شريك؟".
في الحقيقة، هذه الظاهرة أو الـ"تريند"، لا يعاني منها شباب يوجياكارتا فقط، بل يشعر بها الشباب في جميع أنحاء العالم، من بروكلين إلى باريس ورواندا إلى اليابان، يطلق عليها "الانتظار"، وقد يؤدي ذلك إلى تغيير جوهري في طريقة تفكيرنا في الحب والشراكة، وفقا لموقع "Quartaz".
تعمل سميث هيفنر، أستاذة علم الأنثروبولوجيا في جامعة "بوسطن" الأمريكية، على البحث في المجتمعات الآسيوية لسنوات، ولكن عندما وصلت إلى ظاهرة "الانتظار"، بدأت تشاهد أوجه تشابه واضحة بين الشباب الإندونيسيين الذين كانوا موضوع بحثها وطلابها الأمريكيين الشباب.
وفي 2008، وضعت "ديان سينجرمان"، بروفيسورة مساعدة في قسم الحكومة في الجامعة الأمريكية في واشنطن، مصطلح "حالة الانتظار"، بعد دراسة الشباب في الشرق الأوسط، ففي العديد من الأماكن مثل مصر، حيث ركزت بعض أبحاث (سنجرمان)، يكون الزواج مكلفا للغاية بالنسبة للشباب.
وترجع أسباب "حالة الانتظار"، لارتفاع معدلات البطالة، وانخفاض الأجور، بما يؤدي إلى ابتعاد الرجال عن الارتباط، خاصة في الأماكن التي يتوقع فيها دفع مهر مرتفع، وبالتالي منعهم من تأسيس عائلات خاصة بهم.
وحتى في الأماكن التي يمكن فيها أن تصبح أبا دون زواج باهظ، فإن معدلات الخصوبة آخذة في الانخفاض، فدول مثل اليونان وإسبانيا وفرنسا تواجه مشاكل خصوبة مرتبطة بالعمر، ويعود ذلك جزئيا إلى عدم قدرة الشباب على تحمل نفقات العائلة ومكان العيش.
بجانب اختلاف بعض الثوابت المجتمعية مثل أن الزواج الرسمي ليس البنية الوحيدة التي يمكن أن تكوّن عائلة، فالكثير من النساء تلجأ لقرار عدم إنجاب الأطفال، وتأتي بعدها فكرة التبني وتربيتهم بطرق غير تقليدية.
تعليقات الفيسبوك