ما مصير أزمة الرباعي العربي مع قطر بعد دعوتها لاجتماع مجلس التعاون؟
الدوحة
جدد سامح شكري وزير الخارجية شرط إنهاء الأزمة مع قطر، مؤكدا تمسك مصر بالشروط الـ13، التي قدمتها مع السعودية والإمارات والبحرين، لإنهاء الأزمة مع قطر، بحسب ما نقلت، مساء أمس، وكالة الأنباء الكويتية، بعد ساعات من دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لحضور القمة الخليجية في الرياض، الأحد المقبل.
وقال "شكري"، خلال مؤتمر صحفي على هامش اجتماعات اللجنة المشتركة المصرية الكويتية، إنه "إذا كان هناك توجه حقيقي لتغير المسار والكف عن التدخل في الشئون الداخلية، والابتعاد عن التنظيمات المتطرفة، والترويج لها من خلال أبواق إعلامية في قطر، فهناك مجال للحديث".
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، تلقى، أمس الأول، رسالة خطية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز يدعوه فيها لحضور أعمال قمة مجلس التعاون لدول الخليج، ما يدعو للتساؤل حول ما بعد هذه الدعوة وما الذي تعنيه؟
"علينا أن نفرق بين مسارين، أحدهما يتعلق بمجلس التعاون الخليجي، وآخر يتعلق بموقف الدول الأربع"، هكذا علق أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية الدكتور طارق فهمي على دعوة أمير قطر للمشاركة في القمة الخليجية المقبلة.
وقال "فهمي"، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن "الحفاظ على مجلس التعاون الخليجي أولوية على الأقل من حيث الإجراءات، فتوجيه الدعوة إلى أمير قطر لحضور القمة يؤكد التمسك بأهمية استمرار مجلس التعاون الخليجي".
وعقدت القمة الخليجية الماضية في الكويت ووصفت بالفاشلة نتيجة الخلافات الطاغية بين الدول الأعضاء وضعف التمثيل فيها.
واندلعت الأزمة مع قطر في يونيو قبل الماضي عندما قررت مصر والسعودية والإمارات والبحرين مقاطعة قطر دبلوماسيا واقتصاديا، كإجراء عقابي رفضا لتدخلات "الدوحة" في شؤون تلك الدول ودعم تنظيمات إرهابية، وهي الاتهامات التي ينفيها النظام القطري.
وأضاف الخبير في شؤون الشرق الأوسط: "ربما يحضر أمير قطر، وفي رأيي أنه سيحضر، لكن هذا لا يعني أنه ربما يحدث تغير في المواقف من قبل الرياض وأبوظبي والمنامة فيما يتعلق بمسار الأزمة مع الدوحة".
وتابع "فهمي"، "وهذا النهج هو ما تدعمه الكويت، الحفاظ على مجلس التعاون الخليجي، وربما تحضر هذه القمة سلطنة عمان ويكون هناك مساعي كويتية – عمانية لإحداث تقارب في المواقف، لكن بكل الأحوال توجيه دعوة لأمير قطر لا يعني حدوث انفراج في الأزمة".
وبحسب "فهمي"، "أما مسار الأزمة مع قطر بالنسبة للدول الأربع، فهو مسار ثانٍ منفصل عن مجلس التعاون، وهناك مطالب للدول الأربع، ومن الممكن أن يحدث تقارب لكن كما قلت حضور أمير قطر للقمة ليس مؤشرا على التقارب في الأزمة".
وتوسطت دولة "الكويت" على أمل إنهاء الأزمة، حيث تلقت 13 مطلبا من دول الرباعي العربي يأتي أبرزهم وقف دعم وتمويل الإرهاب وإغلاق قناة "الجزيرة" وتقليص العلاقات مع إيران، لكن "الدوحة" لم تستجب لتلك المطالب، ولم تحقق الوساطة الكويتية أي اختراق في الأزمة.