البابا تواضروس: رأيت فى 30 يونيو مسئولين يريدون إنقاذ الوطن.. وحكم الإخوان كان «سنة سوداء وكبيسة»
الرئيس السيسى والبابا تواضروس
قال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، إن عام حكم جماعة «الإخوان» الإرهابية لمصر كان بمثابة «سنة كبيسة وسوداء ومظلمة»، وإن شعوره العام أن الوطن كان «يتعرض للسرقة»، وإن مشاركته فى ثورة 30 يونيو كانت من منطلق «الإحساس بالشعب».
وأضاف البابا تواضروس الثانى فى حوار لبرنامج «رأى عام» على قناة «TeN»، مع الإعلامى عمرو عبدالحميد، أن فترة جلوسه على الكرسى الرسولى شهدت «إيجابيات ومتاعب» وأنه يتعامل مع كل موقف لصالح الوطن والكنيسة والحياة، مشيراً إلى أن بيان الكنيسة الإثيوبية بخصوص «دير السلطان» فى مدينة القدس المحتلة تضمن إساءة لشخصه لكن الكنيسة المصرية تسامحت مع الأمر لأن «إحنا الكبار».. وإلى نص الحوار:
ماذا شهد عام 2018 من أحداث مهمة بالنسبة لكم؟
- عام 2018 شهد 3 أشياء مهمة نفتخر بها، وهى الصلاة للمرة الأولى فى كاتدرائية المسيح بحضور الرئيس «السيسى»، وانعقاد الملتقى الأول لشباب الكنيسة القبطية من القارات الخمس، كما قمنا بتدشين الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بعد 50 سنة من افتتاحها.
وهل شهدت فترة جلوسكم على الكرسى الرسولى أحداثاً مهمة أيضاً؟
- نعم، شهدت تغيرات كبيرة، وحدثت إيجابيات ومتاعب، وأتعامل مع كل موقف فى ضوء صالح الوطن والكنيسة والحياة.
البابا تواضروس: رأيت فى 30 يونيو مسئولين يريدون إنقاذ الوطن.. وحكم الإخوان كان «سنة سوداء وكبيسة»
ما الذى تمثله لكم سنة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى؟
- عام حكم جماعة الإخوان الإرهابية والرئيس المعزول محمد مرسى كان بمثابة «سنة كبيسة وسوداء ومظلمة»، وكان شعورى العام أن الوطن يتعرض للسرقة، وذلك كان إحساساً مدمراً لى، وقد شاركت فى «خارطة الطريق» لإنقاذ البلاد بعد جلوسى على الكرسى البابوى بـ7 أشهر، ومشاركتى فى ثورة 30 يونيو 2013 كانت من منطلق الإحساس بالشعب، وكنت أشعر أن كل المصريين فى الشارع، وأنى من المفترض أشارك فيما يحدث، والرؤية التى كانت أمامى أن هناك مسئولين على أعلى مستوى يريدون إنقاذ الوطن وأنا معهم، والحمد لله أن الأمر نجح، ولا أستطيع تخيل أن الأمر لم ينجح، فأحلامى دائماً هى السلام على أرض مصر، وأن نعيش الحياة الهادئة والناعمة، وما يؤلمنى هو موجات العنف والإرهاب».
هناك ضجة فى تونس بسبب مساواة المرأة بالرجل فى الميراث، والشريعة المسيحية تسمح بذلك وفقاً للمادة الثالثة من الدستور التى نصت على احتكام المسيحيين لشرائعهم.. هل يمكن أن تسعى الكنيسة لتطبيق ذلك القانون من خلال البرلمان مثلاً؟
- طبعاً اللى بيحصل فى تونس يخضع لظروف مجتمعهم ونظرتهم له، لكن من ناحية الديانة المسيحية فهى تقر بالمساواة فى تلك الأمور.
هذا يعنى أن المرأة القبطية المصرية تساوى الرجل القبطى فى الميراث؟
- هذا نص الإنجيل «فى المسيح يسوع ليس ذكر ولا أنثى فالجميع واحد» وهو نص مهم، وأعتقد أنه من الضرورى أن يكون ذلك للأسرة المسيحية لأنه من نصوص الشريعة، بالإضافة إلى متطلبات العصر، ونحن فى الكنيسة عقب الانتهاء من قانون الأحوال الشخصية سننظر لذلك.
فترة جلوسى على الكرسى الرسولى شهدت «إيجابيات ومتاعب» وأتعامل مع كل موقف لصالح الوطن والكنيسة.. ومنتدى شباب العالم تجربة أكثر من رائعة وفرحان بمحمد صلاح جداً لأنه يمثل مصر بشكل جيد
إلى أين وصل قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين؟
- يسير بشكل جيد، ولدينا اتفاق حول 90% من بنود القانون، ولكن بعض الطوائف المسيحية لديها رؤى لأمور أخرى نفكر أن نجعلها عبارة عن ملحق للقانون أو عبارات استثنائية نكتبها داخل القانون، بسبب الاختلاف بين الكنائس، فمثلاً الكنيسة الكاثوليكية ليس لديها طلاق على الإطلاق، ولدينا مناقشات الآن بين كل المسئولين القانونيين للكنائس.
وما البنود التى وافقتم عليها أثناء مناقشة القانون؟
- طبعاً «لا طلاق إلا لعلة الزنا».
ولكن يقال إنها ليست آية فى الكتاب المقدس إنما مقولة للبابا شنودة الثالث؟
- هى بمثابة شرح لآيات فى الكتاب المقدس، مع التقدم وسعنا مفهوم الزنا، فبدلاً من الزنا الفعلى هناك الزنا الحكمى، وهى وجود دلائل وشواهد مادية على عملية الزنا، كالرسائل النصية، والوجود فى مكان واحد فى غرفتين فى نفس الوقت، ولذلك قلنا فى القانون الجديد لو كان لدينا خلاف بين زوجين ولو طرف ترك الطرف الثانى لأكثر من 3 سنوات متصلة، وليس لديهم أطفال، نقول وقتها للقاضى أن يحكم بالانفصال و5 سنوات متواصلة فى حالة وجود أطفال، لأن انفصال طرف عن الآخر يدفع الطرف الآخر للخطأ.
وهل تسعى كل الكنائس لقانون موحد فى ظل الاختلافات بينكم؟
- نسعى لقانون موحد، فالكنيسة الكاثوليكية مثلاً ترتبط قوانينها بالفاتيكان ولا نحبذ وجود قوانين منفصلة.
الكنيسة تطبق لائحتها الجديدة منذ 2016.. هل ساهمت تلك اللائحة فى تقليل حالات الطلاق؟
- جداً جداً جداً، اللائحة ساهمت بشكل كبير، وكذلك تقسيم المجلس الإكليريكى للأحوال الشخصية لـ6 مجالس إقليمية فى الخارج والداخل ساهم بشكل كبير فى تقليل الوقت على أصحاب المشاكل.
التقيت بعدد من متضررى قانون الأحوال الشخصية من خلال الاستضافة فى البرنامج، ومنهم من يقول إن عدد متضررى الأحوال الشخصية يتجاوز 300 ألف حالة فى حين قرأت تصريحات لقداستكم بأن الحالات لا تزيد على 1500 حالة؟
- لا توجد تلك الأرقام والـ1500 حالة فى المجالس الإكليريكية الستة، وأقل من ذلك، وأى شخص متضرر يقول مشكلته ونطرحها بشكل علنى، ولكن المتضرر لديه جانب يخفيه، ولدينا الآن مجالس فى أوروبا وآسيا وأستراليا وأمريكا والقاهرة والوجه القبلى والبحرى، وكل مجلس به أسقف واثنان كهنة وطبيبة ومحام، ولذلك ندرس القضية من كل جوانبها.
كيف تسير عملية تقنين الكنائس حتى الآن، عقب تقنين ما يقرب من 508 كنائس ومبانى خدمات حتى الآن؟
- قانون بناء الكنائس خرج فى سبتمبر 2016 وبه شقان، الأول لبناء الكنائس الجديدة والشق الثانى لتقنين الكنائس، واللجنة تسير بشكل جيد، وتقوم بتقنين الكنائس ومبانى الخدمات، وتلك الكنائس قائمة بالفعل ونصلى بها، وبعضها نصلى فيها منذ ما يقرب من 40 عاماً، ولكنها تأخذ الشرعية القانونية بالتقنين.
فى الفترة الماضية تناول الرئيس عبدالفتاح السيسى قانون بناء الكنائس وكان يشعر بالفرح، قائلاً منذ 150 عاماً كانت عمليات البناء صعبة ولكن الآن الأمور أسهل؟
- مصر تتعدل بها القوانين فى كل مكان وزمان، ولكن بناء الكنائس كان يحكمه قانون من الدولة العثمانية وهو الخط الهمايونى، وكانت الكنائس تبنى على أساسه وجاء واحد من مساعدى وزير الداخلية اسمه «العزبى باشا» ووضع شروطاً تعجيزية وألحقها بقانون الخط الهمايونى، وصار بناء كنيسة أمراً عسيراً للغاية قد يصل لـ20 عاماً إلى أن يتحقق، وطبعاً وجود قانون لبناء الكنائس يعنى وجود حق، وهو يعدل مسار مصر وسط العالم كله، مصر بها كنائس من القرن الرابع الميلادى فى مصر القديمة، وذلك قبل اكتشاف أمريكا وأستراليا.
قداسة البابا هناك 39 نائباً قبطياً فى البرلمان.. كيف تقيم تجربتهم؟ وهل يجب أن يشتمل البرلمان المقبل على تمثيل إيجابى للأقباط؟
- يجب تقييمهم ضمن كل النواب، وتقييم أداء البرلمان ككل، والتمييز الإيجابى مهم جداً لأن البرلمان يمثل الشعب كله، ولو أغفل قطاع يصبح لدينا برلمان معيب، خاصة أن الـ39 نسبتهم لا تتعدى 5 أو 7%، والمهم التمثيل لقطاع من القطاعات الشعبية داخل البرلمان.
اتفقنا على 90٪ من «الأحوال الشخصية» للمسيحيين.. ولا طلاق إلا لـ«علة الزنا».. وأغلقت حسابى على «الفيسبوك» لأنه سبب لى صداعاً.. وقرأت عن ملابس إحدى الفنانات التى أثارت ضجة فى مهرجان السينما.. وأرى أن اللبس «حرية شخصية»
الدستور المصرى نص على إنشاء مفوضية لمنع التمييز ورغم أنها لم تخرج للنور حتى الآن ولكن ما الذى تتمناه يا قداسة البابا فى تلك المفوضية؟
- أن يصير الجميع سواسية أمام القانون، وألا ينظر أحد للمنظور الدينى، وكما قال الرئيس خلال أحد اللقاءات فليعبد من يعبد، وهو حال الأمم المتقدمة.
لدينا الآن قطاع من الشعب المصرى يطالب بتعديل الدستور لتصبح فترة حكم الرئيس 6 سنوات وليس 4 سنوات.. كيف ترى تلك المطالب؟
- تخضع لما يتوافق عليه ممثلونا داخل البرلمان.. والصالح لمصر لأنى لا أستطيع أن أحكم على الأمور السياسية، ولكن لو اقتضت الحاجة ذلك فممكن تعديل الدستور لأن من وضعه بشر.
لماذا اتخذتم قراراً بتجديد الكاتدرائية المرقسية بالرغم من بناء كاتدرائية جديدة فى العاصمة الإدارية الجديدة؟
- الكاتدرائية لها تاريخ مشرف بداية من وضع حجر أساسها على يد الرئيس جمال عبدالناصر والبابا كيرلس، وافتتاحها عام 1968، ولكنها كانت بحاجة للتجديد ورسم الأيقونات والتدشين.
ولكن قداستكم أصررت على أن يكون كل الفنانين المشاركين فى التجديد من أبناء الكنيسة المصريين.. لماذا؟
- تقدم لنا فنانون إيطاليون ويونانيون وروس، ولكنى أصررت أن يكون كل الفنانين مصريين وتم بشكل جيد.
بمناسبة الحديث عن «السوشيال ميديا» لماذا أغلقت حسابك الخاص على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»؟
- لأنه صداع، ولا أجد وقتاً لذلك، وكذلك القرار بالنسبة للرهبان، ولكن الكهنة مسموح لهم.
ما مصير الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بعد افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح فى العاصمة الإدارية؟
- سنظل نصلى بها، ولكننا سنصلى عيد الميلاد فى العاصمة الإدارية، ولكن الكاتدرائية المرقسية سنصلى بها فى شم النسيم وباقى المناسبات.
بطريرك الكرازة المرقسية لـ«الإعلامى» عمرو عبدالحميد: الكنيسة المصرية كالجبل.. ولن يضر الجبل شىء
هل ستتخذ من الكاتدرائية الجديدة فى العاصمة الإدارية مقراً بابوياً جديداً؟
- ليس وقته، لأنه لا يوجد بها ناس كثيرة، والمقر لخدمة الناس، ولدينا أكثر من مقر بابوى، ولدينا مقرات بابوية فى الإسكندرية وخارج مصر، والبابا اسمه بابا الإسكندرية، والعاصمة أصبحت فى القاهرة، ولذلك أصبحت القاهرة والإسكندرية مسئولية البابا، ويساعدنى فيه أساقفة ونفكر فى إقامة مقر بابوى فى أوروبا وفينسيا مثلاً تتبعنى مباشرة.
قداستك قدمت مقترحاً لتوحيد الاحتفال بالأعياد المسيحية فما مصير هذا الاقتراح؟
- ما زال تحت البحث والدراسة، خاصة عيد القيامة لدينا رؤية مع الكنيسة الكاثوليكية، ولكن الكنيسة الروسية والبيزنطية لم نجد حلاً.
نلاحظ وجود تقارب فى عهدكم مع الكنائس الأخرى ولكن البعض من الأقباط يخشى أن يكون ذلك على حساب العقيدة؟
- لدينا مثل مصرى يقول اللى تعرفه أحسن من اللى متعرفوش وهو مثل يعوقنا، وبدأنا من أيام البابا يوساب، قبل البابا كيرلس، نقوم بعلاقات محبة مع كنائس العالم دون التنازل أو التغيير فى العقيدة والإيمان، والتعاون مع الكنائس الأخرى مطلوب، ولدينا علاقة طيبة مع الكنائس، وكما قلنا عن العلاقة مع الكنيسة الإثيوبية أصدروا بياناً صعباً رددنا عليه ببيان جيد، والكنيسة المصرية كنيسة قديمة كالجبل، ولن يضر الجبل شىء.
ما مصير الاتفاق مع الكنيسة الكاثوليكية حول توحيد المعمودية؟
- ما زال تحت البحث والدراسة، هو وقضايا أخرى، ولدينا لجان حوار تعقد سنوياً مع الكنيسة الكاثوليكية.
هل أنت راضٍ عن أداء ما يعرف بـ«بيت العائلة»؟
- بيت العائلة قائم بين الأزهر والكنيسة وله نحو 6 سنوات وله دور اجتماعى محدود وله فروع أخرى.
ولكن بعض الأصوات المسلمة والقبطية تعترض على مشاركته فى الجلسات العرفية؟
- الجلسات العرفية مرفوضة ولن ينصلح الحال إلا بالقانون، وبالثقافة والعلوم والفنون.
قداسة البابا ماذا حدث فى دير الأنبا مقار؟
- مصر من علّمت العالم الرهبنة، ومصر بها رهبنة من القرن الثالث والرابع الميلادى، وأول راهب فى العالم كان مصرياً، والراهب دائماً يتعرض لحروب، بعضها تكون داخلية وبعضها شيطانية وبعضها نفسية، لأنه شخص ترك كل العالم ليتفرغ لعبادة الله، فيحاربه الشيطان.. ما حدث فى دير الأنبا مقار ربما يكون كذلك، راهب تعرض لحروب، وقام بهذا الفعل ولكن الأمور كلها فى يد القضاء الآن.
هل تقوم بزيارة الدير؟ وهل تنوى رسامة رئيس للدير؟
- أزور الدير شهرياً وألتقى مع الرهبان.. والدير يخضع لإشرافى مباشرة، ولكن لن أقوم برسامة أسقف أو رئيس للدير فى الوقت الحالى، وربما يستمر الحال لفترة طويلة.
هل صحيح ما تردد بأن المجموعة التى رسمها البابا شنودة الثالث كانت سبب الخلاف فى الآراء داخل الدير؟
- هذا تجاوز كبير للحقيقة، ولكن ما حدث صراع بين الشباب والشيوخ داخل أسوار الدير، وأنا أجلس معهم جميعاً وأحاول دائماً تقريب وجهات النظر.
قام رهبان دير الأنبا صموئيل بوقفة احتجاجية بسبب منع المواد الغذائية من الوصول لهم.. كيف تابعت ذلك؟
- إغلاق دير أو منع الزيارة عنه أمر خاطئ 100%، وطريق الدير وعدوا برصفه، وحتى هناك شائعات تقول إن البابا أمر بإغلاق الدير، وهو أمر خاطئ ولم يحدث ولن يحدث.
الجلسات العرفية مرفوضة ولن ينصلح الحال إلا بالقانون والثقافة والعلوم وبناء الكنائس يعدل صورة مصر.. ونحن من علمنا العالم «الرهبنة»
ما الذى قاله وزير الداخلية لقداستكم عقب زيارته بعد حادث دير الأنبا صموئيل؟
- جاء للتعزية والتأكيد على النيل ممن قاموا بالاعتداء على زوار الدير.
سمعنا عن قداس أقامه الأنبا مرقس فى السعودية.. كيف جاءت تلك الخطوة؟
- الخطوة جاءت بالترتيب، وهى خطوة طيبة، وصورة من الصور التى نلاحظها فى التطورات الجديدة فى السعودية، وهى ضرورة فى ظل العالم المفتوح، والسعودية تستقبل آلاف العاملين بها مصريين وغيرهم، ومنهم مسيحيون، وعندما توفر السعودية ذلك فهو أمر طيب وخطوة طيبة.
هل تنتظر أن تتطور تلك الخطوة لبناء كنيسة داخل السعودية؟
- ولم لا، الدول المجاورة مثل الكويت وعمان والإمارات وغيرها تسمح ببناء كنائس، وأيضاً سمو ولى العهد إنسان فاضل جداً، ولديه رؤية واسعة جداً.
أقول للرئيس: «شكراً على كل تعبك واهتمامك.. وربنا يديلك الصحة والعافية لأنك تحمل هم 100 مليون مواطن»
نريد الاطمئنان على صحتكم؟
- قمت بعملية جراحية فى الظهر فى نوفمبر عام 2017 فى ألمانيا.
هل تسترجع دراستك للصيدلة وتصف لنفسك بعض الأدوية؟
- الأدوية مضرة بشكل عام، ولكن فى بعض الأحيان أقوم بذلك؟
أخيراً ما رسالتك لشعب مصر وللرئيس عبدالفتاح السيسى؟
- أقول للشعب المصرى تفاءل وابعد عن الأمور السلبية، والحياة بها أتعاب، ولكن هناك نعماً كثيرة، فهناك مثلاً مليار من البشر ليس لديهم مياه شرب، ولكن لدينا النيل، ونحن لدينا الاستقرار، وشاهدت أسراً مشردة داخل خيم، والنعم كثيرة.. والله لن يزيد ما فى أيديكم بدون شكر، وبلدنا به طبيعة جميلة والصيف والشتاء فى مصر «حنين»، وأقول للسيد الرئيس شكراً على كل تعبك واهتمامك وشمولية العمل فى مجال الطاقة والطرق، وربنا يديله الصحة والعافية وهو يحمل هم 100 مليون مواطن.
أى البابوات الـ117 فى تاريخ الكنيسة المصرية أقرب لفكرك؟
- أكثر البابوات الذين تأثرت بهم هو القديس إثناسيوس الرسولى، الذى يعد بطلاً فى تاريخ الكنيسة، وتم نفيه 5 مرات، واختير بطريركاً وعمره 30 عاماً، وكان نابغة فى كل شىء، وكانت أعماله كثيرة جداً، وأجريت عليه دراسات كثيرة، وكنت أدرس فى ديره بمحافظة البحيرة.
ما سر علاقتك الطيبة بالأطفال؟
- قبل اختيارى بطريركاً كنت مسئولاً عن ملف الأطفال فى الكنيسة، وأنا أحب الأطفال جداً، ونلعب مع بعض، ولكن دلوقتى الوقت بقى محدود قوى، واخترت تسجيل قصص للأطفال، ولما ألتقى أسراً تكون نصف الجلسة للأطفال، حيث أشعر أن وجودى مع الأطفال هو المتنفس الخاص بى، خاصة لديهم عفوية لو الكبار شطار يتعلموا منها.
ما الذى تحرص على قراءته بشكل يومى؟
- أنا حريص على قراءة المقالات الرصينة فى «الأهرام»، ويأتى لى تقرير يومى عن أهم المقالات فى الصحف عن الكنيسة، وهناك أيضاً قراءات عامة عن كتب التاريخ والفلسفة.
كانت هناك ضجة مؤخراً حول ملابس إحدى الفنانات فى مهرجان القاهرة السينمائى.. هل سمعت بها؟
- قرأت فى الجرائد عن ملابس إحدى الفنانات التى أثارت ضجة فى مهرجان القاهرة السينمائى، وأرى أن «اللبس حرية شخصية»، وليس لنا حق أن نتحدث فيه.
وماذا عن كرة القدم؟
- لم أشاهد كل مباريات مصر فى كأس العالم، وكنت أرى الموجز فقط الخاص بالأهداف، وأتابع محمد صلاح الذى يمثل مصر بشكل كويس، وأنا فرحان ليه جداً، وأى نجاح لمصر يحسب للبلد كله.
ملف «دير السلطان» فى مدينة القدس المحتلة من أسخن الملفات الآن.. فماذا عنه؟
- موضوع دير السلطان قديم، وقد تجدد فقط لاحتياجه للترميم، والكنيسة المصرية أرسلت وفداً من أجل بحث سبل الترميم، ولكن الكنيسة الإثيوبية رفضت الأمر، وتدخل بطريرك الروم الأرثوذكس فى الموضوع لمحاولة الوساطة، ولكنها لم تنجح.
والكنيسة المصرية عرضت أكثر من عرض، وعندما قامت الحكومة الإسرائيلية بالترميم قمنا بالاحتجاج، مما نتج عنه الحادث الأخير من الاعتداء على أحد الرهبان المصريين، ورفعنا قضية فى محكمة الأمور المستعجلة ويتابعها محام قبطى، والموضوع كله أصبح قانونياً.
وعلاقتنا مع الكنيسة الإثيوبية طيبة جداً ونحرص عليها، وحتى البيان الخاص بنا كان بصيغة هادئة جداً، على الرغم أن بيان الكنيسة الإثيوبية بخصوص الدير كان شديداً، وبه عبارات إساءة لشخصى، ولكننا تسامحنا مع الأمر لأننا الكنيسة الكبيرة، وإحنا الكبار، والكبير يجب أن يكون حكيماً.
غير أن «الدير بتاعنا» ولدينا 17 وثيقة تؤكد امتلاكنا للدير، وقبلنا الوساطة من أجل حل الأمور، والدير تحت الاحتلال والمبانى الأثرية فى فلسطين لها قوانين خاصة، والمحكمة تخرج قراراً، ولكن الحكومة بيدها تنفيذه، ويبدو أن هناك خلفية سياسية وراء عدم عودة الدير للسيادة المصرية، والسفير المصرى فى إسرائيل يقوم بدور رائع من أجل حل الموضوع، ونحن نفسنا طويل لإنهاء المشكلة، خاصة أن الدير مهم لأنه مدخل البطريركية المصرية، ويتعارض مع طريق كنيسة القيامة، وحتى الآن هناك راهب قبطى مقيم فى الدير، وكان الأقباط المصريون حتى 67 فى فلسطين كثيرين، وعملنا مجتمعاً كبيراً جداً، ولكن العدد قل الآن، ولنا ممتلكات مصرية كانت ترعاها الكنيسة السريانية، ولنا أديرة وكنائس، تحت سلطتنا، علماً بأن المصريين الذين يذهبون إلى الأراضى المقدسة الآن هم من كبار السن والعائلات.
كيف رأيتم «منتدى شباب العالم» الأخير؟
- منتدى شباب العالم تجربة أكثر من رائعة، ومخاطبة الدول من خلال شبابها «شىء مثالى»، وأعتقد أن مصر نجحت فى تجميع 5 آلاف شاب من مختلف دول العالم، وهو ما يعتبر من أروع الإنجازات التى رأيتها فى السنوات الأخيرة.
البابا «تواضروس» خلال حواره مع الإعلامى عمرو عبدالحميد