"سنكسار اليوم".. قصة القديس أكاكيوس بطريرك مدينة القسطنطينية
غلاف كتاب السنكسار
يحتفل الأقباط في صلواتهم بالكنائس، اليوم، بحسب "السنكسار الكنسي"، بتذكار وفاة القديس أكاكيوس بطريرك القسطنطينية، وتذكار استشهاد القديس مكاريوس، وتذكار تكريس كنيسة القديسين قزمان ودميان واخوتهما انسيموس ولاونديوس وابرابيوس وأمهم ثاؤذوتي، وتذكار استشهاد القديس الراهب يوحنا القليوبي، بحسب الاعتقاد المسيحي.
"والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الأحد، 30 من شهر هاتور لعام 1735 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنه في مثل هذا اليوم، توفي القديس أكاكيوس بطريرك مدينة القسطنطينية، وكان عالما خبيرا بالكتب الإلهية، مفسرا لغوامضها، فكرسوه قسا علي كنيسة القسطنطينية، ولما اجتمع مجمع خلقيدونية، لم يرض إن يحضر الاجتماع ولما طلبوه للاستنارة برأيه، امتنع محتجا بالمرض، ولما مات أناطوليوس بطريرك القسطنطينية، اختير هذا الآب من المتقدمين والوزراء لرتبة البطريركية، فسعي في إزالة ما حدث في الكنيسة من الشقاق، وأرسل رسالة إلى البابا بطرس بطريرك الإسكندرية، يعترف له فيها بصحة الإيمان ويطلب منه قبوله معه في الشركة، فجاوبه بابا الإسكندرية علي كل واحدة منها، ثم كتب له أيضًا رسالة جامعة أرسلها مع ثلاثة أساقفة، ذهبوا متنكرين إلى إن دخلوا القسطنطينية واجتمعوا بهذا الأب، فأكرمهم إكراما جزيلا، وقبل الرسالة منهم، وقراها علي خاصته من متقدمي المدينة المستقيمي الإيمان، فصادقوا عليها واعترفوا معه بالإيمان القويم، وبعد ذلك كتب أمامهم رسالة، قرر فيها قبول تعاليم الآباء ديسقورس وتيموثاؤس وبطرس، معترفا بصحة إيمانهم، ثم صحب الأساقفة الثلاثة إلى بعض الأديرة، واشترك معهم في خدمة القداس وتناول القربان، واخذوا منه الرسالة وتبارك الفريقان من بعضهما، ورجع الأساقفة بالرسالة إلى البابا بطرس، واعلموه بشركتهم معه في القداس، فقبل الرسالة وأمر بذكر أكاكيوس في القداسات والصلوات، واتصل خبر ذلك بأساقفة الروم، فنفوا القديس أكاكيوس من القسطنطينية، فظل في المنفي إلى إن توفى، وذلك بحسب الاعتقاد المسيحي.
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "ثلاثة عشر شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.