لا صرف ولا مياه ولا مدارس.. حلم سكان «أبوغالب» الوحيد «ATM»
صابر
تتصدر ماكينة الصرف الآلى أو «ATM» قائمة أحلام سكان قرية أبوغالب التابعة لمحافظة الجيزة، على أمل أن تعفيهم من معاناتهم الشهرية فى الحصول على رواتبهم أو معاشهم، التى تكلفهم قطع مسافة لا تقل عن 30 كيلومتراً، إضافة إلى إنفاق أكثر من 20 جنيهاً فى المواصلات التى يستقلونها منها داخل معدية فى النيل، تعد حلقة الوصل بينهم وبين أشمون فى محافظة المنوفية، يقفون فى طوابير تغرب الشمس قبل أن تنتهى، مستعدين لتجهيز مكان من جهودهم الذاتية لتحقيق حلمهم المنتظر.
«الشيخ يوسف»: 35 ألف موظف بيقطعوا مسافة 30 كيلومتر علشان القبض
«شُفنا مكان وكلمنا مدير البنك هنا فى القرية ومحدش عبرنا» يقولها صابر حسين، ضابط معاش بالقوات المسلحة، يعانى الجهد الذى يبذله كل شهر فى الحصول على المعاش: «والله أوقات كتير باروح وبارجع من غير فلوس»، فرع واحد فقط يتغذى عليه نحو 15 قرية لا يستوعب الأعداد الكبيرة التى تتوافد عليه: «البنك فى شقة صغيرة، وبندى الأولوية للستات»، يضطر أحياناً لأخذ سيارة خاصة فى أوقات مرضه لعدم قدرته على التنقل من سيارة إلى أخرى تكلفه 100 جنيه: «لما باكون محتاج فلوس قوى ومش قادر أنزل باخد عربية مخصوص».
يشكو أيضاً الشيخ يوسف أبوطالب، مدير المعهد الأزهرى بالقرية، من صعوبة الحصول على راتبه الشهرى: «عندنا بنك التنمية الزراعية ممكن نستعين بماكينة فيه من الأهلى أو بنك مصر وعندنا غفير هنوقفه عليها»، يحكى أن أعدادهم كبيرة من مسنين وموظفين فى التربية والتعليم والوحدة الصحية والمحلية يصل إلى نحو 35 ألف شخص: «كلهم بيقبضوا إما من المناشى أو أشمون فى المنوفية، محتاجين ماكينة علشان كبار السن»، تطالب «دسوقية فرج»، ذات الـ83 عاماً بمكان قريب من بيتها للقبض منه بدلاً من قضاء أكثر من 3 ساعات أمام الماكينة فى قرية أخرى: «أنا ست كبيرة وعندى جلطة ماباعرفش أتحرك، نفسى فى مكان جنبى هنا».