الإبرة اخترقت عين "سارة" وقلب والدها.. "أنقذوا مستقبل بنتي"
سارة
طفلة في عمر الزهور، تلهو وتلعب مع قريناتها في قريتها الصغيرة في أعماق صعيد مصر، تنتظر انقضاء الأيام الطويلة قبل وصول أبيها من عمله في القاهرة، ليقضي معهم تلك الإجازة التي يحصل عليها كل عدة شهور، لتستمع بقضاء الوقت معه، والنوم بين أحضانه، التي تشعرها بالأمان، إلا أنها لم تتخيل أن تلك الإبرة ستؤرق حياتها وتجبر والدها على القدوم مبكرًا عن موعد إجازته.
قصة سارة صاحبة السنوات العشر، والتي بدأت يوم 26 أغسطس الماضي، يرويها والدها حسن عز العرب لـ"الوطن"، ففتاته الصغيرة التي أصابت "إبرة خياطة" إحدى عينيها لتخترق "نني" العين، ويهرول بها نحو مستشفى مركز "أبو تيج"، والتي حوَّلته لمستشفى أسيوط العام، لتجري لها عملية خياطة عاجلة لعينها.
"بعد العملية قالولنا في المستشفى خلصوا ورق من التأمين الصحي عشان يتعملها عملية تانية" كلماتٌ وصف بها الرجل الثلاثيني رحلته الطويلة، التي استغرقت مرحلة إنهاء الأوراق والإجراءات فيها حتى 30 أكتوبر، لتبدأ مرحلةٌ أخرى مع المستشفى العام في أسيوط، والتي كان يقطع يوميًا 60 كيلو من قريته ليصل إليها، منتظرًا منذ الثامنة صباحًا وحتى العاشرة مساءً دون جدوى، لينتهي يومه بعبارة "إبقى تعالى بكرة" تخترق مسامعه.
التضارب كذلك كان السمة الأبرز لتشخيص حالة سارة، ونوع العملية التي تحتاجه "دكاترة قالولنا محتاجة عملية مية بيضا وزرع عدسة ودكاترة تانيين قالوا محتاجة زرع عدسة واستئصال الجفن الزجاجي" لتصيب الحيرة الأب العاجز، الذي ترك عمله في القاهرة لمرافقة ابنته، حتى قررت الشركة التي يعمل بها فصله من العمل.
"سارة" التي تسببت إصابتها في عدم ذهابها للمدرسة، حيث من المفترض التحاقها بالصف الخامس الابتدائي، أصبحت في حاجةٍ لتدخلٍ سريعٍ لإنقاذ عينها "تابعت مع دكاترة برة المستشفى، قالولي لازم تسافر بيها القاهرة عشان الأجهزة في مستشفى أسيوط مش حديثة لعمليتها"، ليذهب مجهود أربعة شهورٍ سدى أمام أعين الشاب العاطل عن العمل.
"بناشد مستشفى القوات المسلحة تعالجها" استغاثةٌ وجهها والد "سارة" عبر "الوطن"، يتمنى فيها علاج ابنته في أحد المستشفيات التابعة للقوات المسلحة لإنقاذ عينها من الضياع، ومستقبلها من الانهيار، فالعملية الجراحية مهما كانت تكلفتها، لا يستطيع "حسن" العاطل عن العمل تحملها.