بالأمس كان هناك «ديوان غزة».. والآن لا شىء هناك لـ«دواعٍ أمنية»
إحدى فعاليات مبادرة ديوان غزة الثقافى
لم تمنعهم الحروب والاحتلال من أن يكون لهم نشاط ثقافى، بشقيه الافتراضى والواقعى، حيث تمكن مجموعة من الشباب الفلسطينى فى غزة من تأسيس «نادى ديوان غزة الثقافى» عام 2012، بدأ ذلك عندما تجمع بعض من مُحبى القراءة والأفلام والموسيقى، ثم تأسس النادى كملتقى للشباب الذين يتشاركون فى نفس الاهتمامات بالشأن الثقافى.
الكتب لا تختلف عن باقى أساسيات الحياة الكريمة التى تصل بصعوبة إلى أبناء غزة، فكانت الفكرة قائمة على تبادل الكتب، حيث يحضر كل مشارك كتاباً كان قد قرأه، ثم يعرضه للتبادل مع مشاركين آخرين فى الفعالية، ويبدأ لقاء ثقافى منقسم إلى جزأين، ففى الجزء الأول يتحدث كل مشارك عن كتابه الذى أتى به، ثم فى الجزء الثانى يُفتح باب النقاش حول موضوع واحد، ويقوم بإدارة الجلسة عضو جديد فى كل مرة.
وفى حديث لـ«الوطن» مع علا العنان، أحد مؤسسى مبادرة ديوان غزة، قالت إن المبادرة كانت تقدم فعاليات مجانية، يقوم بها المنظمون بشكل تطوعى بجانب أعمالهم، وذلك حباً وشغفاً بالثقافة، ومن هذه الأنشطة تم تنظيم أكثر من 50 جلسة نقاش ومشاركة للكتب، واستضافة مهرجان فلسطين للأدب، وتنظيم عروض لأفلام فلسطينية وعالمية، ومؤتمر لعلماء الفلك، حضره علماء من الأردن والجزائر، فكان الديوان بمثابة نادٍ للكتب ونادٍ للأفلام الوثائقية والدرامية، استضافوا خلال فعالياته صناع هذه الأعمال الثقافية من خلال لقاءات افتراضية عبر تطبيق «سكايب»، أو من خلال استضافتهم شخصياً إذا ما كانوا فى زيارة لقطاع غزة، كما كان لهم السبق فى تنظيم لقاءات تجمع نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى فى غزة لمناقشة الأمور الثقافية 3 مرات، فكان أكبر تجمع لنشطاء «تويتر» بعد نهاية حرب 2012، فى لقاءات «تويت أب tweet up».
«أتعلم من جمال ما تحاولونه فى الصعب الممتد، وفى قسوة الأمس واليوم، أنتم جميلون والغد لكم»، كلمات أرسلها الشاعر الفلسطينى، مريد البرغوثى، إلى شباب نادى غزة، أثناء مشاركته وابنه تميم، فى إحدى الفعاليات الثقافية فى دبى عام 2017.
وتابعت «عُلا» لـ«الوطن»: «توقفنا منذ عام تقريباً لعدة أسباب، أولها سفر معظم أعضاء الفريق المؤسس للخارج، والسبب الثانى كان متعلقاً بالتضييق من الجهات الأمنية لعدم وجود إطار مؤسسى رسمى يندرج تحته ديوان غزة».