وكيل الأزهر: علوم الشريعة سبب في ترسيخ القيم الأخلاقية بالمجتمع
جانب من المؤتمر
نظمت كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، اليوم الأربعاء، المؤتمر العلمي الدولي الثاني بعنوان "العلوم الإسلامية ودورها في ترسيخ القيم المجتمعية".
يأتي ذلك برعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والأستاذ الدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، وبحضور كل من الشيخ صالح عباس، القائم بأعمال وكيل الأزهر، والأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والأستاذ الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، والدكتور يوسف عامر، نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور جاد الرب أمين عبد المجيد، عميد كلية الدراسات الإسلامية للبنين بالقاهرة، وبمشاركة علماء وباحثين من الدول العربية والأجنبية.
بدوره، قال الشيخ صالح عباس، القائم بأعمال وكيل الأزهر، إن علوم الشريعة كلها متضافرة ومتآزرة يشد بعضها بعضًا، فهي السبيل لدفع الإنسان لتأمل عظيم قدرة الله في خلقه ولترسيخ القيم الأخلاقية في المجتمع.
وطالب وكيل الأزهر طلاب العلم بالصبر على تحصيل العلم واحترام المعلم، لأن العلم أشرف النعم وبه تنال أعلى المنازل والمراتب، وهو ميراث الأنبياء، كما أنه الطريق إلى الجنة، وتحصيله ليس بالأمر الهين ولا بد من بذل الجهد.
ومن جانبه، قال الدكتور يوسف عامر، نائب رئيس جامعة الأزهر لشؤون التعليم والطلاب، إن المؤتمرات التي تشهدها جامعة الأزهر تؤكد نشاط الحركة الثقافية التي يرعاها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ويدعمها الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، كما تؤكد أن الأزهر الشريف يمسك بتلابيب التجديد والتطوير في الفكر الديني، ويثري الحركة الثقافية في مصر وخارجها ويحفظ للأمة هويتها الإسلامية والعربية.
وأكد "عامر" خلال كلمته نائبًا عن الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، أن هذا المؤتمر يلبي حاجة واقعنا المعاصر وما يموج به من فتن ظاهرة وباطنة، لأن ما تملكه العلوم الإسلامية في ترسيخ القيم المجتمعية لا تتملكه العلوم الأخرى، وذلك لأن العلوم الإسلامية تخاطب القلب والعقل معا، كما تمد الروح والجسد بما يحتاج إليه من قيم.
ومن ناحيته، قال الدكتور جاد الرب: "إن الله أكرم البشرية بالرسالة الخاتمة، رسالة (اقرأ) تلك الكلمة الخالدة في سمع الوجود"، موضحاً أنها لم تكن أمراً بالقراءة فقط، بل كانت إيذانا ببدء عصر جديد، يكون للعلم فيه الصدارة، عصر انطلقت فيه الأمة لتحويل العلم من إطار نظري إلى حركة تطبيقية شاملة لكل مناحي الحياة العلمية في المجتمعات الإسلامية.
وأكد عميد كلية الدراسات الإسلامية للبنين بالقاهرة، أن تراجع الأمة أحدث انفصالًا واضحًا بين العلوم المرسخة للقيم العليا، التي أرساها ديننا الحنيف، والواقع المشاهد في حياة الناس، ما نتج عنها انحطاط واضح في القيم المجتمعية يحسها الجميع.
ومن جانبه، قال الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم إن "تقديم البحوث العلمية من خلال العلوم الإسلامية، هو هدف الأزهر الشريف لترسيخ القيم المجتمعية"، موضحًا أن هناك أناسا اندسوا وحاولوا أن يحرفوا الدين، وينكرون قيم الإسلام، وقد وجدوا مساحات إعلامية ينشرون فيها سفاهات وجهالات ما أنزل الله بها من سلطان.
وشدد على ضرورة أن نصحح الأخطاء، ونستعيد رسالتنا التي بُعث بها سيد الخلق أجمعين، وأن يراقب كل منا ربه وأن يخلص في رسالته، وفيما حملنا الله من أمانة لأشرف تراث في الوجود.
وفي ذات السياق، قال الدكتور علي جمعة: "إن هذا المؤتمر يبين نشاط هذه الكلية، وعمق منهجها وهدفها في التواصل مع المجتمع ومع مصالح العباد والبلاد"، موضحا أن المؤتمر يبين النموذج المعرفي الذي يواجه به المسلم المعاصر العالمين، فلا يتأخر عن ركب العصر، ولا يصطدم مع الآخرين صدامًا يؤدي إلى الفساد".
وبيّن الدكتور جمعة أن هذا المؤتمر يوضح لنا كيف نفهم التراث؟، وكيف نستخلص من مناهجه مايساعدنا على إنشاء منظومة القيم التي أكد الله عليها من خلال أسمائه الحسنى.
ومن جانبه، أكد الأستاذ الدكتور إبراهيم الهدهد أن اللغة العربية هي وعاء كل العلوم، وهي وعاء الثقافات والقيم، موضحاً أن رباطها بالقيم رباط وثيق، لأنها استمدت قوتها من الرسالة العالمية التي ختم الله بها الرسالات السماوية.
وشدد على أن أزمتنا التي نعيشها هي أزمة قيم وليست أزمة فقر، لافتًا إلى أن الأوائل ممن سبقونا كانوا أكثر فقرًا، لكنهم عظموا القيم فسادوا العالم.