«حصن شالى».. ألف عام شاهدة على سيمفونية «الصحراء والشجر والينابيع الصافية»
الحصن الأثرى عاد إلى الحياة بعد ترميمه
«حصن شالى» الأثرى فى واحة سيوة هو أول ما يلوح فى الأفق عند الوصول إلى المدينة التاريخية التابعة لمحافظة مطروح، بعد أن عاد الحصن إلى الحياة من جديد، بمشروع للترميم تبنته وزارة الآثار، أعاد جمع أطلال الحصن من جديد، وفك طلاسم طرقه التى اندثرت، وكادت تصبح فى طى النسيان، حاملة معها تاريخ مدينة عريقة يقارب عمرها أكثر من 1000 عام.
«العنانى»: قوتها الأثرية تكمن فى امتلاكها طابعاً سياحياً خاصاً وأجواء مختلفة
وعن مشروع تطوير مدينة شالى، قال الدكتور خالد العنانى وزير الآثار إن «العمل فى المشروع بدأ منذ شهر تقريباً، حيث إن أهالى المدينة هم الذين قاموا بالعمل بأنفسهم، ومنذ افتتاح المسجد العتيق تم افتتاح العديد من المحلات فى المنطقة، وهو ما شجع الوزارة على افتتاح مسجد تطندى».
وأضاف «العنانى» قائلاً إن «قوة سيوة الأثرية تكمن فى امتلاكها طابعاً سياحياً خاصاً وأجواء مختلفة، فالسائح لا يريد فندقاً مبنياً بأعلى طراز، حيث إنه يريد أن يزور أماكن مختلفة بأجواء مختلفة، كما يوجد نموذج من الفنادق يسمى «البوتيك أوتيل»، وللأسف مصر لا تمتلك هذا النوع من الفنادق»، وأوضح الوزير أن «الآثار» أدركت أهمية ذلك، ونسقت مع وزارات السياحة والتخطيط والصناعة، لدراسة مشروع تحويل المبانى والقصور التراثية والأثرية إلى فنادق أو مطاعم تراثية، مع الحفاظ على الشكل الأساسى والقيمة التراثية له، فجميع دول العالم التى تمتلك حضارات قديمة تستخدم تراثها وحضارتها فى الترويج لسياحة البلد، كما أن هذا الملف تأخرنا فى العمل به كثيراً ولكننا بدأنا بالشراكة مع القطاع الخاص ونقوم بترميم المبنى وفقاً للمعايير الأثرية وندرس كيفية الاستخدام التى لا تضر بطبيعة الأثر، ثم نقوم بوضع شروط للمستثمر حتى يلتزم بها.
من جانبه، قال الدكتور منير نعمة الله، صاحب فكرة إعادة إحياء حصن شالى، إن الحصن هو المستوطنة الأصلية بسيوة ، التى هجرها أهلها بعد دخول الواحة تحت الحماية المصرية، وانتهاء الغرض من إنشاء هذه القلعة، التى تقع على تل فى قلب الواحة، وتحيط الآن بأطلال شالى مدينة حديثة. من جهته، قال الدكتور عبدالعزيز الديميرى، مدير آثار سيوة، إن «سيوة تمتلك مقومات دعم سياحى، تتمثل فى السياحة التاريخية والأثرية، نظراً لوجود أهم معبد للأسرة الـ26 الفرعونية على مستوى مصر، وهو معبد الوحى الذى جاء إليه الإسكندر الأكبر وأصبح مشهوراً بعدها، كما توجد مقابر ملونة فى جبل الموتى ما زالت حتى الآن محتفظة برسومها وألوانها ونقوشها ولا يوجد لها مثيل فى العالم أجمع».
من جانبها، أكدت إيناس المدرس، مدير مشروع ترميم الحصن، أن «المشروع يشمل كذلك ترميم وتهيئة استخدام المبانى والفراغات فى الموقع الأثرى، لرفع مكانة شالى كإحدى مناطق الجذب الرئيسية للسياحة الثقافية فى سيوة وبناء قدرات السكان المحليين على ترميم ممتلكاتهم باستخدام طرق البناء التقليدية».