«عيد الحصاد».. ثلاث ليالٍ قمرية فوق «جبل الدكرور»
جانب من الاحتفالات فوق «جبل الدكرور»
طقس شعبى ممتد منذ نحو 200 عام، تخلو من أجله المنازل والطرقات وتكتسى الوجوه بلون الفرح، حيث يسارع الجميع تجمعهم المحبة نحو «جبل الدكرور» لثلاث ليال قمرية، فى احتفالية سنوية يسميها الأهالى «عيد الحصاد» بسبب تزامنها مع انتهاء موسم حصاد الزيتون والبلح.
طقس الاحتفال الشعبى ممتد منذ 200 عام وحضرة صوفية لا تخلو من «المجردج» والفتة
ويعود أصل هذه المناسبة إلى نجاح الشيخ محمد ظافر المدنى أحد مشايخ الطرق الصوفية، قبل مائتى عام، فى مصالحة الأهالى المتنازعين منذ أجيال بعيدة، وجمعهم لعقد صلح تاريخى فوق «جبل الدكرور»، ومنذ ذلك التاريخ قرر أهالى سيوة الاجتماع سنوياً فى هذا المكان للذكر والابتهالات.
وقال محمد عمران جيرى، مسئول بهيئة تنشيط السياحة: إنه «إثباتاً للود والمحبة بين أهالى الواحة، تجمعهم مأدبة طعام واحدة، يقوم الأهالى بتجهيز طعامها من خبز مخصوص يسمى المجردج، يصنعون منه الفتة، ليأكلوا جميعاً من هذا الطعام فى وقت واحد، ومكان واحد، وبعد أداء صلاة العشاء تبدأ الاحتفالات الروحانية الدينية، حيث تعقد «حضرة صوفية» دائرة كبيرة تتردد فيها الأدعية الدينية والأذكار والابتهالات، ويقودها قائد يتغير من حين لآخر، وتستمر الاحتفالية الروحانية أكثر من ساعتين يذهب بعدها كل شخص إلى بيته على وعد باللقاء غداً، وقبل الذهاب يسلم كل منهم على الآخر ويتصالح المتخاصمون وتنتهى الخلافات وتصفى القلوب بين أهالى الواحة».
احتفالات أهالى سيوة لا تتوقف عند عيد الحصاد، بل تمتد لما يقرب من الشهر احتفالاً بـ«مهرجان التمور» الذى أعيد إحياؤه منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، ليجتمع نحو 200 من أصحاب مزارع النخيل ومصانع التمور فى منافسة تحسم لصاحب أفضل محصول خلال العام فى واحة تحتوى على نحو مليون نخلة، تنتج نحو 84 ألف طن من التمور ويقدر إنتاجها السنوى بنحو 1.5 مليون طن، أى ما يعادل 20% من الإنتاج العالمى المقدر بـ7.5 مليون طن وفقاً للتقرير الأخير لمنظمة «الفاو».
تهدف المسابقة كما يقول الشيخ عمر راجح، شيخ قبيلة «أولاد عمر»، إلى «خلق روح التنافس الإيجابى بين مزارعى النخيل المحليين وتطوير النشاط الإبداعى للوصول إلى مستويات عالية من الإنتاج والنوعية لكافة أصناف التمور المصرية المحلية، خصوصاً الصنف التجارى المشهور باسم «البلح السيوى»، وبالتالى رفع المستوى المادى للمزارعين وتشجيع تصنيع وتعبئة التمور لأغراض التصدير خارج الواحات إلى باقى مدن الجمهورية وصولاً إلى تسويقه دولياً.