أكذوبة عودة «الخلافة».. القتل باسم الدين
صورة أرشيفية
تستغل الجماعات الإرهابية الجهل الديني لدى عامة الشعب ويستخدمون مجموعة من الألفاظ الشرعية تمس مشاعر المسلمين بوجه عام وينادون بها ومنها أن ما يقومون به من ذبح وقتل بإسم الدين له هدف إسمي وهو عودة الخلافة الاسلامية وتوحيد المسلمين.
تقول دار الإفتاء المصرية، في تقرير لها للرد علي تلك المزاعم: الخلافة أو الإمامة العظمى مترادفتان في الدلالة على معنى واحد هو القيام بخلافة صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا، والحاصل الآن أن منصب الخلافة بمعناها المتمثل في شخص واحد قد انقضى، إلا أن علته المتمثلة في الحفاظ على مصالح الناس وسياستهم لا تزال قائمة، وهذا بعينه ما يقوم به رئيس الدولة حديثا؛ من نحو سياسة الناس وتدبير شؤونهم وتنفيذ الأحكام وتجهيز الجيوش وكسر شوكة المجرمين والأخذ على أيديهم، وإظهار الشعائر.
تضيف الدار: بما أنه قد تقرر شرعا أن "الميسور لا يسقط بالمعسور"، فعند تعسر وجود رجل واحد متمثل في شخص الخليفة، ووجد حكام أعانوا الناس على إقامة الشعائر وساسوهم بما يحقق مصالحهم، فإنه تجب طاعتهم شرعا ما لم يأمروا الناس بمعصية.
ويقول ابن خلدون في «مقدمة التاريخ»: «الخلافة هي حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إليها؛ إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها بمصالح الآخرة، فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به».
ونص العلماء على أن إقامة الخلافة فرض كفاية على الأمة؛ إذ لا بد لها ممن يقيم لها أمور دينها ودنياها، فبه يدفع الله تعالى الظلم عن الناس ويحقق لهم المصالح ويدفع عنهم المفاسد، فلما جاء الإسلام نقل العرب إلى الحضارة في شتى مناحي الحياة صغيرها وجليلها، وكان من مظاهر هذه الحضارة أنه نقلهم من القبلية إلى الدولة، المتمثلة في نظام الخلافة، وقد حافظ المسلمون على الحكم بها، وعلى توحيدها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
وتقول الدار في تقريرها: الدول اليوم صار لكل واحدة منها دستور ورئيس وقانون يحكمها وسيادة على أراضيها مستقلة عن غيرها؛ فمن حكم دولة من هذه الدول المعاصرة فإن له حكم الإمارة، فيجب على الناس أن يطيعوه، ما لم يأمرهم بمعصية؛ فالغرض من الإمامة هو بعينه ما يقوم به رئيس الدولة حديثا؛ من نحو سياسة الناس وتدبير شؤونهم وتنفيذ الأحكام وإظهار الشعائر، وهو ما قام به أمراء الدويلات قديما، وبما قامت به الخلافات المتعددة الخارجة عن الخلافة الأم.
تتابع الدار: الدول ما دام سكانها أو أغلبهم من المسلمين ويستطيعون القيام بشعائرهم الدينية ويظهرون أحكام دينهم دون أن يمنعهم مانع من ذلك، فهي بلاد إسلامية؛ وحكامها شرعيون يجب طاعتهم ما لم يأمروا الناس بمعصية.