"خرائط ولوحات ومصغرات وكتب في التاريخ والأدب والسفر والسياسة بالعربية، والفرنسية، والإنجليزية، وألمانية، بعضها يعود لمئات السنين"، كل هذا في مكتبة صغيرة قاطنة بشارع قصر النيل في وسط البلد، المكتبة الذي اشتراها الفنان الراحل حسن كامي عام 1967 وأهداها لزوجته نجوى، وظلت تعتني بها حتى وفاتها عام 2012.
"في كل مرة أبيع فيها أحد هذه الكتب الثمينة، أشعر بالأسف قليلاً"، قال كامي في حوار قديم أجراه مع صحيفة "إيجيبشن استريت" تحدث فيه عن المكتبة، متابعا: "الكتب تشبه رفقاء الحياة وهي غالية جداً بالنسبة لي"، ويكشف الأبرالي، أن لزمه 17 عاما من التردد على المكتبة بشكل مستمر ليقنع صاحبها ببيعها له، ويحصل على مقعده ذلك فيها وفوقه صورة زوجته الراحلة "نجوى".
ويقول كامي: "قلت لصاحب المكتبة، يا سيدي العزيز، مهمتي في الحياة هي خدمة الفن باسم بلدي، وسوف تعتني زوجتي به"، مؤكدا أن زوجته تحمست جدا وأخذت على عاتقها إعادة ترتيب المكتبة، التي كانت في حالة فوضوية خاصة منطقة التخزين"، وتابع: "عندما توفيت ظننت أنها ستكون فرصة جيدة بالنسبة لي للمجيء إلى هنا، فكان أفضل شيء أن أظل هنا مع ذكرى زوجتي".
وللمكتبة تاريخ طويل يرجع إلى تأسيسها على يد اليهودي السويسري "فيلدمان"، الذي اضطر إلى مغادرة البلاد بعد العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956، قبل أن يبيعها إلى مساعده الأول "شارل بحري"، الذي ظل بها حتى أقنعه كامي بشرائها في عام 1967.
وتوفي الفنان حسن كامي في منزله، صباح اليوم، عن عمر ناهز 82 عاما، وستشيع الجنازة عقب صلاة الجمعة من مسجد السيدة نفيسة.
كان الفنان الراحل بدأ حياته الفنية عام 1963 حينما عيّن في دار الأوبرا المصرية، وكانت أولى مشاركاته الفنية في بطولة العرض المسرحي "أوبرا عايدة" عام 1976، وقدم خلال تلك الفترة 720 أوبريتا بمختلف دول العالم منها إيطاليا وروسيا وأمريكا وفرنسا.
خطفته السينما بسبب وسامته، وقدم عددا تجاوز 100 فيلم أبرزها "يا مهلبية يا، وسمع هس، وكريستال، وكشف المستور، وعلاقات مشبوهة، وزكي شان"، وآخرها فيلم "قدرات غير عادية" عام 2015، وفي التليفزيون فقدم "بوابة الحلواني، وهوانم جادرن سيتي، وأميرة في عابدين، والجماعة، والعراف".
تعليقات الفيسبوك