بشعارات "الربيع العربي".. حمى "السترات الصفراء" تنتقل إلى إسرائيل
السترات الصفراء في إسرائيل - صورة أرشيفية
ظهور جديد للسترات الصفراء، لكن هذه المرة ليس في فرنسا ولكن في إسرائيل، حيث تظاهر المئات، اليوم الجمعة، في مدينة تل أبيب، ضد موجة غلاء الأسعار في إسرائيل.
وارتدى المشاركون في المظاهرة سترات صفراء على غرار المتظاهرين في باريس، لتشهد المظاهرة اشتباكات مع رجال الشرطة الإسرائيلية بعد أن أقدم بعضهم على سد مفترق طرق رئيسي في تل أبيب واعتقال نحو 10 متظاهرين.
ويقول الدكتور خالد سعيد، الباحث بمركز الدراسات الإسرائيلية، إن تظاهرات السترات الصفراء بتل أبيب ستستمر لفترة طويلة، مشيرا إلى أن المتظاهرين الإسرائيليين يرفعون شعارات مماثلة، لشعارات ما يسمى بـ"الربيع العربي"، مثل "ارحل يا نتنياهو".
وأضاف سعيد لـ"الوطن": "شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تراجع كبير حاليا، لاسيما عقب الضربات التي يتلقاها من قطاع غزة الفلسطيني في مسيرات العودة والصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية، كما أن عملية درع الشمال التي أطلقها جيش الاحتلال في الحدود مع لبنان لم تحقق الأهداف المرجوة منها، إضافة غلى قضايا الفساد التي تلاحق نتنياهو".
وأعلنت سلطة الكهرباء الإسرائيلية، رفع أسعار الكهرباء بنحو 8%، وكذلك سلطة المياه أعلنت نيتها رفع الأسعار بنحو 4%، وقالت شركة غذاء ضخمة في إسرائيل أنها تنوي رفع أسعار منتجاتها الرئيسية، ومن المتوقع أن يرتفع سعر الخبز في أعقاب رفع أسعار المياه والكهرباء.
وأوضح الباحث في الشؤون الإسرائيلية، أن أعضاء بالكنيست الإسرائيلي انضموا للمظاهرات مثل يائير لبيد، رئيس حزب "يش عتيد"، وهذا يعطي التظاهرات الإسرائيلية قوة وتأثير أكبر.
ورفع المتظاهرون شعارات ضد غلاء المعيشة وضد العلاقة غير الأخلاقية بين رجال الأعمال ونظام الحكم وعالم الإجرام المنظم"، وقال أحد منظمي المظاهرة إن موجة المظاهرات القادمة ستستقطب المزيد من المواطنين، "الأسبوع القادم سيشارك في المظاهرة عشرات آلاف الإسرائيليين"، حسب موقع "المصدر" الإسرائيلي.
وأشار إلى أن مظاهرات السترات الصفراء في تل أبيب ستختلف كثيرا عن المظاهرات التي تمت الدعوة إليها في مدينة القدس المحتلة يوم 22 من الشهر الجاري، نظرا لاختلاف طبيعة المدينتين، حيث إن تل أبيب مدينة مفتوحة وشوارعها أكبر وساحلية رغم التكدس الأمني بها لأنها العاصمة، أما القدس المحتلة فهي مدينة محكومة بالحواجز وشوارعها ضيقة ولها خصوصيتها.
وعن احتمالية استغلال المقاومة الفلسطينية لمظاهرات السترات الصفراء في إسرائيل، قال سعيد، إن العمليات الخاصة بالمقاومة من الممكن أن تنفذ في الضفة الغربية وليس في تل أبيب، كما أن الوضع يختلف في قطاع غزة الفلسطيني، نظرا لاعتماد القطاع على مسيرات العودة الأسبوعية والتي تنطلق كل يوم جمعة منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس المحتلة في إعتراف بأن المدينة عاصمة لإسرائيل، إضافة إلى الصواريخ التي تطلقها فصائل المقاومة بالقطاع على المستوطنات المحاذية له.
وأعلن الاتحاد القطري لطلبة الجامعة عن انضمامه للاحتجاج ضد غلاء المعيشة ودعا الطلبة إلى المشاركة في مظاهرة كبرى في تل أبيب في 22 ديسمبر، حيث جاء في بيان صادر عنه "نعود إلى الشوارع لأننا لا نقدر على التحمل بعد، الأسعار ترتفع، وحين ندير خدنا الثانية نصفع بغلاء آخر".