بالفيديو| أسبوع ساخن في الهرم.. من "فيديو فاضح" إلى شائعات بيعه
صورة ارشيفية
بين شائعات عن بيعه لإحدى الدول العربية، وانتشار حادثة تصوير "فيديو مثير" أعلى قمته، تصدرت منطقة الأهرامات بالجيزة مانشيتات الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة.
فقد أُثير في بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي أنباء عن قيام وزارة الآثار ببيع منطقة الأهرامات السياحية لإحدى الدول العربية مقابل مبالغ مالية ضخمة، وقد قام المركز الإعلامي لمجلس الوزراء بالتواصل مع وزارة الآثار، والتي نفت صحة تلك الأنباء بشكل قاطع، مؤكدة أنه لا نية لبيع منطقة الأهرامات السياحية لإحدى الدول العربية مقابل مبالغ مالية، وأن الوزارة تحرص تمامًا على جميع الآثار المصرية والتراث الحضاري الذي يمتد عبر آلاف السنين في ربوع الوطن كافة نظرًا لأهميتها وقيمتها التاريخية المهمة، وأن كل ما يتردد حول هذا الشأن شائعات مغرضة هدفها البلبلة والنيل من جهود الوزارة الخاصة بسلسلة الاكتشافات الأثرية الأخيرة.
وأوضحت الوزارة أن حقيقة الأمر تتمثل في توقيع الوزارة عقدًا مع إحدى الشركات المصرية السياحية لتقديم وتشغيل الخدمات في المواقع الأثرية، يتم بموجبه تحسين الخدمات المقدمة للسائحين كافة، كما ستتولى الشركة تشغيل أتوبيسات صديقة للبيئة، وتقديم خدمات الإنترنت وتنظيم رحلات وكذلك تقديم الأطعمة والمشروبات الخفيفة بالمناطق الأثرية، بهدف تطوير المناطق الأثرية، وفي النهاية ناشدت الوزارة وسائل الإعلام المختلفة ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي تحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار والتواصل مع الجهات المعنية بالوزارة للتأكد قبل نشر معلومات لا تستند إلى أي حقائق تؤدى إلى بلبلة الرأي العام وإثارة غضب المواطنين.
وفي الأسبوع الماضي، أثار مصور دنماركي يدعى أندرياس هيفيد، بعد نشره مقطع فيديو له مع صديقته وهما يتسلقان الهرم الأكبر "خوفو" بالجيزة، وصولا إلى قمّته، وتصوير مشاهد وصورا إباحية أعلاه، ردود فعل واسعة وغاضبة حول الواقعة.
ونشر هيفيد الفيديو معلقا عليه: "جرى تصويره في شهر نوفمبر الماضي، لم أقم بالتصوير لحظة تسللنا حول موقع الأهرامات خوفاً من أن يرانا الحراس"، إلا أنه عاد وحذف المقطع بعد الهجوم الشديد عليه، وفي أول رد من منطقة الهرم الأثرية على الواقعة، قال أشرف محيي الدين مدير المنطقة، إنه سيتقدم ببلاغ للنيابة العامة لفتح تحقيق في واقعة الفيديو المتداول، لمعرفة مدى صحة الواقعة من عدمه، وأضاف محيي الدين في تصريحات لـ"الوطن"، أن المنطقة الأثرية تغلق أبوابها في تمام الخامسة وتسلم لشرطة السياحة والآثار، التي تتولى تأمين المنطقة بعد إخلائها من الزوار، وكما يبدو في المقطع المصور فإنه التقط مساءً وهو أمر شبه مستحيل.
وفي تحرك سريع كشفت مصادر أمنية، عن أن الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار، بدأت في فحص مقطع الفيديو الإباحي المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي تضمن لقاءً جنسيًا بين مصور دنماركي الجنسية، وصديقته، أعلى هرم خوفو، لكشف ملابسات الواقعة، وكيفية تسلله إلى المنطقة الأثرية ليلًا.
وقالت المصادر، إنه تم تشكيل فريقين من المباحث بعدما أرسل وزير الآثار الدكتور خالد العناني، مذكرة بالواقعة، وأمر الوزير بتحرير مذكرة للتحقيق في الواقعة، وإرسالها إلى شرطة السياحة، وبدأ الضباط فحص كافة جوانب الواقعة، حيث يتولى الفريق الأول فحص كافة الفنادق حول منطقة الهرم والخاضعة لشرطة السياحة والآثار.
وجاء في تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية، أن فريق بحث بمشاركة عدد من الأجهزة بوزارة الداخلية، وحدد الفريق صاحب مقطع الفيديو، ويدعى"أندرياس هيفيد أندر سين"، دنماركي الجنسية مواليد 1985 ويعمل مصور فوتوغرافي، وصل البلاد بتاريخ 19 نوفمبر الماضي، وغادر بتاريخ 4 ديسمبر الجاري، إذ تسلق أندرياس الهرم الأكبر، عقب تسلله للمنطقة الأثرية ليلا بصحبة الدنماركية الجنسية "جوزفين سارة بالس"، مواليد 1998، وصلت للبلاد بتاريخ 28 نوفمبر، وغادرت بتاريخ 30 نوفمبر وتمكن من تصوير مشاهد فاضحة لهما بسطح الهرم.
وألقت وزارة الداخلية القبض على "جمّال" يعمل بالمنطقة الأثرية بالهرم، وفتاة لاتهامهما بمساعدة سائح دنماركي الجنسية في التسلل بالمنطقة الأثرية ليلا، وتسلق الهرم الأكبر، وتصوير مشاهد فاضحة، بصحبة فتاة دنماركية الجنسية، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة.
وحصلت "الوطن" على تفاصيل اعترافات المتهمين بتسهيل صعود المصور الدنماركي وصديقته إلى الهرم، وتصوير فيديو إباحي نهاية نوفمبر الماضي.
وجاء في محضر الشرطة، أن المتهم الرئيسي ويدعى "موسى عمر موسى" "جمال"، مقيم في نزلة السمان ويعمل جمّال بمنطقة الأهرامات، أن يوم 28 نوفمبر الماضي، تقابل مع سيدة تدعى "هند" وكان بصحبتها شخصين دنماركيين، وأضاف المتهم: "أنهما طلبا منه أن يصعدا إلى أعلى الهرم الأكبر، ولكني رفضت وقلت لهم "ممنوع صعود الهرم الأكبر وطلبت منهم 1400 دولار فقالوا لي كتير"، وتابع: "بعد كده قولت لهم أنا عندي حل تاني وهو إني أطلعكم بالنهار بالحصان وأسيبكم داخل المنطقة، وإنتم اتصرفوا زي ما عايزين".
وعن يوم الواقعة، قال: "انتظرتهم الساعة 10 صباحا ولكنهم لم يأتوا وفوجئت بهم يتصلون بي الساعة 8 بليل وطلبوا مني أن يصعدو الهرم، واتفقت معهم أن يدفعوا لي 4 آلاف جنيه واصطحبتهما بعد ذلك إلى بوابة منطقة ترب المسلمين، وبعدما وصلنا لم يكن موجود موظف الآثار بالمنطقة ثم قفز الرجل والمرأة الدنماركيين إلى المنطقة الأثرية".
وجاء في تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية، أن المتهمة الثاني وتدعى "هند على إبراهيم" حاصلة على بكالوريوس علوم، اعترفت بتفاصيل الواقعة، قائلة: "إن بداية الواقعة عندما تقابلت مع الشاب الدنماركي في كافيه في منطقة وسط البلد"، مضيفة أنها تعرفت على الشاب عن طريق إحدى تطبيقات الهاتف المحمول، وأضافت: أن "الشاب الدنماركي أندريا قال لها إن حلمه أن يصعد إلى الهرم، وأضافت أنه في يوم 28 تقابلت مع الشاب الدنماركي وصديقته في منطقة أبو الهول".
واستكلمت: "الشاب الدنماركي كان معه صورة لشخص وطلب مني مقابلته واكتشفت بعدما قمنا بالسؤال عليه أنه عم موسى"، وتابعت قائلة: "توصلنا لعم موسى الذى طلب من أندريا 1400 دولار مقابل صعود الهرم، وثانى يوم قام اندريا وصديقته بطلبى أن اذهب لهم عند الهرم ، وطلبا منى ان اتصل بعم موسى، وبالفعل قمنا بالاتصال به وحضر لنا ، وفى اليوم الثانى عرفت ان عم موسى اصعدهمت للهرم مقابل 4 آلاف جنيه".