مسلمون وأقباط يرحبون بتوجيهات «السيسى» لبناء كنائس فى المدن الجديدة
كنيسة العاصمة الإدارية الجديدة
أشادت قيادات إسلامية وكنسية بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى الخاصة ببناء كنيسة فى كل تجمّع عمرانى جديد، وقال القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الأرثوذكسية، لـ«الوطن»: «بناء أى دولة حديثة من أولى قواعده إرساء دولة المواطنة، والتوجيه الرئاسى ببناء الكنائس ملمح مهم لإرساء دولة المواطنة، ومن الصعب على الرئيس العمل بمفرده فى مجال المواطنة، فالوضع يحتاج إلى اشتراك كل مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى، وليس من الإنصاف أن يبنى الرئيس ويقوم التطرّف بالهدم، الوضع خطير، لا بد من إرساء المواطنة فى كافة مناحى الحياة».
وأضاف: «نحتاج لبناء الإنسان الذى يتقبل بناء الكنائس، ويتقبل وجود الآخر، لأن التطرف يلتهم أى تنمية، لذا نحن أمام تحدٍّ يلتهم الأخضر واليابس، وعلينا أن نستيقظ لمواجهة الخطر الذى يُهدّد الوطن كله، فإرساء قواعد المواطنة ليس رفاهية، بل أهم من أى عمل آخر، ويجب أن يأخذ اهتمام وأولويات كل مؤسسات الدولة، وأفراد الشعب».
وقال الأب هانى باخوم، المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية: «هذا الأمر يوضح إدارة البلاد بطريقة لا تفرق بين المواطنين، ومدركة لوجود الاختلاف، ومن حق الجميع العبادة، لأن هناك تنوعاً دينياً فى البلاد يؤخذ فى الاعتبار عند التخطيط، ونتمنى أن يصل هذا الفكر إلى كل من يمارس سلطة فى الدولة». وقال كمال زاخر، مؤسس التيار العلمانى القبطى: «الرئيس يحاول كسر موجة استهداف الأقباط، التى تستهدفه هو شخصياً من خلالهم»، فيما أكد كريم كمال، رئيس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن، أن حرص واهتمام الرئيس السيسى على وجود كنائس فى المشروعات القومية الجديدة يؤكد إيمان الرئيس بفكر المواطنة ومساواة جميع المواطنين فى الحقوق والواجبات، مضيفاً أنه منذ تولى السيسى المسئولية وهو حريص على الحريات الدينية، وقد تم منذ بداية عهده وحتى الآن الموافقة على بناء وتجديد عدد كبير من الكنائس، مقارنة بالعهود السابقة، وتم تقنين عدد كبير من الكنائس.
«جمعة»: الإسلام أمر بتوفير الأمان لأهل الكتاب فى أداء العبادة.. ومتحدث «الأرثوذكسية»: التوجيه الرئاسى ببناء الكنائس ملمح مهم لإرساء دولة المواطنة
وطالب «كمال» اللجنة المنوط بها تقنين الكنائس، بسرعة تقنين باقى الكنائس والمبانى المغلقة حتى لا تعطى فرصة للمتشدّدين والمتطرفين بإثارة المشاكل حولها، موضحاً أن المسيحيين يشعرون بالفارق بين الماضى والحاضر، والأغلبية العظمى من الأقباط تدرك أن هناك من يريد تشويه الحاضر ببعض الحوادث الإرهابية، التى تهدف إلى ضرب استقرار الدولة باستهداف الأقباط.
وقال هانى عزت، مؤسس حركة منكوبى الأقباط: «المواطنة وعدم التمييز وحرية الاعتقاد وممارسة كل مواطن عقيدته بحرية، والاهتمام ببناء دور العبادة من الركائز الأساسية لاستقرار الوطن وسلامه المجتمعى، وهى سياسة واضحة للرئيس السيسى منذ توليه المسئولية والاهتمام ببناء الكنائس والإصرار عليها فى المجتمعات العمرانية الجديدة يعطى الإحساس بالاستقرار وترسيخ هذا المفهوم سيؤدى شيئاً فشيئاً إلى استقرار كامل للمجتمع». من ناحية أخرى، أكد الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، المفتى السابق، أن الشريعة الإسلامية أجازت للمسيحيين بناء الكنائس إذا احتاجوا ذلك فى عباداتهم وشعائرهم، وفق اللوائح والقوانين، التى تنظمها الدولة، ولم يرد فى الشرع الحنيف المنع من ذلك.
واستشهد «جمعة»، فى فتوى له، بأن النبى أقر فى عام الوفود لوفد نصارى نجران الصلاة فى مسجده الشريف، والمسجد هو بيت الله المختص بالمسلمين، ومن باب أولى فإنه يجوز بناء الكنائس ودور العبادة التى يؤدون فيها عباداتهم وشعائرهم، موضحاً أن الشريعة الإسلامية كلفت المسلمين بتوفير الأمان لأهل الكتاب فى أداء عبادتهم، فكيف يقر الإسلام أهل الذمة على بقائهم على أديانهم وممارسة شعائرهم، ثم يمنعهم من بناء دور العبادة التى يتعبّدون فيها عندما يحتاجون ذلك.
وأشار إلى أن الإمام الليث بن سعد، والإمام قاضى مصر أبوعبدالرحمن عبدالله بن لهيعة، أكدا أن كنائس مصر لم تبنَ إلا فى الإسلام، وأشارا على والى مصر فى زمن هارون الرشيد موسى بن عيسى بإعادة بناء الكنائس التى هدمها من كان قبله، وجعلا ذلك من عمارة البلاد، وكانا أعلم أهل مصر فى زمنهما، كما أكد المؤرخون أن مصر شهدت بناء عدة كنائس فى القرن الأول الهجرى، مثل كنيسة «مارى مرقص» بالإسكندرية ما بين عامى 39 و56 هجرية، وفى ولاية مسلمة بن مخلد بين عامى 47 و68 هجرية، وبُنيت أول كنيسة بالفسطاط فى حارة الروم، كما سمح عبدالعزيز بن مروان حين أنشأ مدينة «حلوان» ببناء كنيسة فيها، وسمح كذلك لبعض الأساقفة ببناء ديرين.