«القاتل الصامت».. النائب حاتم عبدالحميد: أكثر من مليون مريض بالفشل الكلوى فى مصر
عبدالحميد
«الانفعال والعصبية هما السبب»، هكذا قال النائب حاتم عبدالحميد، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، عن سبب إصابته بـ«الفشل الكلوى»، الذى اكتشفه منذ 4 سنوات، قائلاً إنه أُصيب بمرض الضغط نتيجة الانفعال الدائم، وهو ما أثر على الكلى بشكل تدريجى حتى وصل الأمر للفشل الكلوى.
عضو لجنة الصحة: العصبية والانفعال سبب إصابتى بالمرض
وأضاف عبدالحميد، فى حواره لـ«الوطن»، أن هناك أكثر من مليون مريض بالفشل الكلوى فى مصر، يعانون بسبب «غسيل الكلى»، خصوصاً مع تهالك الأجهزة المستخدمة، التى مر عليها أكثر من 20 سنة، فى حين أن صلاحيتها لا تتجاوز أكثر من 5 سنوات، على حد تعبيره.
متى أُصبت بـ«الفشل الكلوى»؟
- منذ 4 سنوات، فأثناء وجودى بالعمل فى أحد الأيام، تعرضت لحالة إغماء مفاجئة، واضطر زملائى لنقلى للمستشفى فوراً، وحينها اكتشفت أنى مصاب بـ«الفشل الكلوى»، والدكتور أخبرنى حينها أنه يجب علىّ الخضوع لجلسة غسيل كلوى عاجل، لإنقاذ الموقف.
وكيف وصل بك الحال لـ«الفشل الكلوى؟
- للأسف أنا مريض ضغط بسبب انفعالى الدائم والشديد، والضغط مرض قاتل لذلك الأطباء يطلقون عليه «القاتل الصامت» وهو من أثر على الكلى بمرور السنين، حتى وصل بى الحال لـ«الفشل الكلوى»، وكانت غلطة كبيرة هى عدم الاهتمام بمرض الضغط، أو الكشف المبكر حتى يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
المرضى غلابة.. ومبادرات الرئيس للكشف المبكر طفرة حقيقية سيشعر بها المواطنون بشكل مباشر
وما المشاكل التى يواجهها مرضى الفشل الكلوى فى مصر؟
- للأسف عدد مرضى الغسيل الكلوى بمصر يتجاوز مليون مريض، وهو رقم كبير جداً، ويستدعى التعامل باهتمام شديد معهم.
ويجب تظافر جميع الجهود الحكومية وغير الحكومية لمساعدتهم فى رحلة علاجهم وللأسف هؤلاء المرضى لديهم معاناة شبهة يومية مع جلسات الغسيل الكلوى، إما بسبب التكلفة العالية لهذه الجلسات، أو بسبب المشاكل الموجودة بالأجهزة نفسها، وتؤثر على كفاءة الغسيل، خصوصاً أن أغلب الأجهزة المستخدمة «عفى عليها الزمن»، فمدة صلاحية ماكينات الغسيل الكلوى 5 سنوات ولكن الموجود منها حالياً يستخدم منذ 20 عاماً، وهو أمر فى غاية الخطورة، ويمكن أن يسبب كوارث كبيرة نحن فى غنى عنها.
وكيف قرأت كارثة مرضى الغسيل الكلوى بمستشفى ديرب نجم فى الشرقية؟
- للأسف هذه الكارثة تحدث يومياً، فمن لم يمت أثناء الغسيل، يمت أثناء عودته لمنزله، بسبب الكارثة الموجودة نتيجة تقادم الأجهزة وسوء الخدمة المقدمة لهؤلاء المرضى «الغلابة»، فالسبب الرئيسى فى وفاة «مرضى ديرب نجم» يرجع لعدم قيام القائمين على وحدة الغسيل الكلوى بتعقيم الماكينات بمادة سامة، تعمل على تنظيف الماكينات جيداً بعد الصيانة، ولكن قام مسئولو الوحدة بإجراء الغسيل دون التعقيم الجيد للماكينات، وعلى الجميع أن يعلم أن هؤلاء المرضى يحتاجون كل الدعم من الدولة وهو ما يفعله حالياً الرئيس عبدالفتاح السيسى بالمبادرات اليومية التى يطلقها.
هل الأزمة الوحيدة التى تواجه المرضى هى تهالك الأجهزة؟
- الأزمة الحقيقية هى النقص الحاد فى الأدوية، «ويا ريت المستشفيات تقوم بإعداد وجبة طعام للمرضى أثناء قيامهم بالغسيل نظراً لطول الفترة التى قد تصل إلى 4 ساعات، أى حاجة إن شاء الله سندوتش فول».
وما النصيحة التى تقدمها بعد هذه التجربة؟
- الكشف المبكر ثم الكشف المبكر، وعدم العصبية والانفعال لأنها السبب فى كل هذه الأمراض، والتوقف عن الاستخدام العشوائى للمسكنات والأدوية بدون وصفة طبية لأنها تضر بالكلى جداً، وهو أمر فى غاية الخطوة، فهناك ملايين المواطنين يستخدمون المسكنات بشكل يومى بحجة «الصداع» وبدلاً من علاج المرض نفسه يتسببون فى تدمير الكلى، فهذه العادات والثقافة الطبية يجب تغييرها تماماً، وهنا يأتى دور الأطباء والإعلام، حتى لا يتسبب أحد فى قتل نفسه نتيجة المفاهيم الخاطئة.
وما رأيك فى المبادرات التى يطلقها «الرئيس» للكشف المبكر؟
- مبادرات فى غاية الأهمية، وستنقذ حياة الكثيرين، ممن يجهلون إصابتهم بأمراض معينة كالسكر والضغط وفيروس سى، بل ستوفر عليهم طريق مضاعفات هذه الأمراض، مستقبلاً، التى تكون باباً رئيسياً للفشل الكلوى والكبد، والسرطانات، لذلك فالوقاية خير من العلاج، فالدولة لم تقم بدور مثل هذا من قبل، وهذه طفرة حقيقية سيشعر بها المواطنون بشكل مباشر.