«القاتل الصامت».. «قائمة المرضى» تستقبل 20 ألف مواطن سنوياً
الدكتور باسم صلاح، مدير مركز الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة
أكد الدكتور باسم صلاح، مدير مركز الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة، «مركز الدكتور محمد غنيم»، أن قائمة مرضى الفشل الكلوى فى مصر تستقبل سنوياً 20 ألف مريض جديد، وفقاً لإحصائيات تم إجراؤها منذ أكثر من عام ونصف، ما يعنى أن العدد الحقيقى حالياً تخطى هذا الرقم، وقال فى حوار لـ«الوطن»، إن الجهات الرسمية فى الدولة المنوط بها توفير الرعاية الصحية للمرضى، لا تستطيع تقديم العلاج الضرورى لكل هذا العدد رغم إمكانياتها وانتشار مستشفياتها ومؤسساتها.
د. باسم صلاح: قانون نقل الأعضاء معمول به فى عدة دول بالمنطقة وتطبيقه فى مصر تأخر كثيراً ويحتاج إلى بنية تحتية قوية
ما الأمراض التى تصيب الكلى أو المسالك البولية ومعدلات حدوثها فى مصر؟
- لدينا 6 مجاميع لمشاكل أساسية، أبرزها حصوات الكلى وتحدث بمعدل من 0.5% إلى 1%، وبالتالى لدينا فى مصر على الأقل من نصف مليون إلى مليون يعانون من حصوات، ثم مشاكل تضخم البروستاتا ويبدأ ظهورها لكل الرجال بعد الخمسين، وبعد عمر الستين يزداد العدد، و43% من الرجال بعد سن الستين يحصل لهم تضخم حميد يحتاج لعلاج البروستاتا، ولدينا من 10 إلى 15 مليون رجل 43% منهم يحتاجون إلى علاج، أما السلس البولى فيصيب 30% من النساء بعد سن 35 سنة، حيث يشكو هؤلاء من «السلس»، سواء كان اندفاعياً، أو بسبب نزول المياه مع بذل الجهد أو غير ذلك، وهذا رقم ضخم، كذلك هناك العيوب الخلقية فى الأطفال، سواء كانت فى مجرى البول أو الكلى والحالب، وهذا يحدث فى 0.5% إلى 1% من كل أطفال مصر، وهؤلاء يعانون من عيب خلقى فى شىء ما، أو أورام الجهاز البولى سواء الكلى أو المثانة، وتاريخياً أورام المثانة كانت مرتبطة بالبلهارسيا، وكان نوعاً من الأورام تتميز به مصر عن باقى دول العالم، وحالياً بعد الجهود التى حدثت فى مصر على مدار 40 سنة، اختفت أورام البلهارسيا، إضافة إلى أورام المثانة العادية التى تحدث لعدد من المرضى.
مدير مركز غنيم للكلى: %43 من الرجال فوق الـ60 يصابون بـ«تضخم البروستاتا» وثلث النساء فوق الـ 35 بـ«سلس بول»
أين الفشل الكلوى من هذه المجموعة من الأمراض؟
- الفشل الكلوى المزمن ليس مرضاً منفصلاً، وإنما حالة وظيفية يسببها مجموعة عوامل تشريحية أخرى، فلا يمكن أن نشخص معاناة مريض على أنها «فشل كلوى»، ولكن هناك مريض عنده حصوات على الكلى، وتؤثر على وظيفة الكلى، ومع مرور الوقت يصاب بالفشل الكلوى، أو طفل يعانى من وجود عيب خلقى، بعد سنة أو اثنتين يصاب بالفشل كلوى، لذلك فهو ليس مرضاً مستقلاً بذاته، وهو وضع نهائى لكل هذه الأمراض.
نقدم خدمة طبية لا تقل عن العالمية ونعانى من سوء توزيع الخدمات
هذه النسب فى مصر هل تختلف عن دول العالم؟
- المعدلات فى مصر هى المعتادة فى أى دولة بالعالم نتيجة التدخين أو المبيدات الحشرية أو أورام الكلى، ونسبة حدوث أمراض المسالك البولية فى العالم هى من 2% إلى 3%، هو نفس المعدل فى مصر، وبالتالى لدينا نحو 2.5 مليون مريض فى السنة بما يعادل 140 حالة فقط فى الدقهلية.
ما المعوقات التى تواجه المؤسسات الطبية فى مصر؟
- مشكلتنا هى توزيع الرعاية الصحية، مثلاً هل أنا كمستشفى جامعى إقليمى، هل ألتزم بتقديم العلاج لكل مرضى مصر؟، وما يحدث أن لدينا 85% يعالجون مجاناً، إضافة إلى التأمين الصحى والعلاج على نفقة الدولة، ومنهم 70% من خارج الدقهلية، والمركز يستقبل 80 حالة شهرياً، أورام، ولا نخضع للتوزيع الجغرافى، وفى عام 2017 استقبلت العيادة الخارجية للمركز 570 ألف مريض، منهم 130 كشف، و400 ألف مترددون لأخذ علاج أو علاج كيماوى أو أشعة وتحاليل، وأجرى بالقسم الداخلى أكثر من 13300 عملية جراحية، والمفروض أننا فى المستشفى نستطيع بالكاد علاج مرضى المسالك على مستوى محافظة الدقهلية لكن فى الحقيقة نعالج المرضى من أنحاء مصر ما يصيب المركز بعبء بشرى ومالى ضخم.
وأين الخلل فى منظومة العلاج؟
- لدينا أكثر من 20 جامعة حكومية فى مصر، وكل جامعة لديها مستشفيات وبها أقسام مسالك بولية، ومن المفترض أن يقوم كل قسم بدوره كما يقوم به مركز الكلى بالمنصورة، لتقليل الحالات الواردة من المحافظات الأخرى، والبديل الأساسى هو مستشفيات وزارة الصحة، والنظام العلاجى فى مصر من المفترض أن يقوم على عاتق مسئولية الوزارة ودور المستشفيات الجامعية عمل أبحاث باعتبارها أقساماً أكاديمية وعلاج المرض طبقاً للأبحاث التى تجرى.
وإلى أى مدى وصل علاج أمراض الكلى سواء فى المركز أو داخل باقى المستشفيات؟
- مركز الكلى بالمنصورة يقدم خدمة طبية لا تقل عن أى أكاديمية علمية فى العالم، والمركز أقيم منذ 35 سنة واستطعنا تقديم 1100 بحث منشورة بمجلات علمية عالمية، وعدد الأبحاث هو المقياس الحقيقى لدور المركز، والوضع المادى مريح لأن المجتمع قبل الحكومة يعلم دور المركز فأصبحنا نحصل على دعم من الأهالى والحكومة.
كيف يحصل مريض الفشل الكلوى على خدمة طبية متميزة؟
- عن طريق «ماكينة غسيل» ذات تقنية فائقة وفنى وممرضة وطبيب مدرب طبقاً للمعدلات العالمية، عندها بالتأكيد هيبقى المريض فى وضع أقرب إلى الطبيعى، أما إذا جرى التقصير فى أى عامل ستحدث كارثة، وهناك 3 شركات تنتج المحلول المستخدم فى الغسيل، وطبيعى أن المريض يرتاح على نوع معين من الثلاثة، لكن المادة الفعالة والتركيبة واحدة، والمهم أن كفاءة الغسيل تتوقف على معايير محددة، وممكن أن نضيف بعض المركبات للمريض، ولكن المشكلة ممكن تكون فى الفلتر أو الماكينة والمياه التى تدخل على الماكينة، وأهم شىء أن الماكينات تحتاج لصيانة وتغيير الفلاتر بعد كل جلسة.
متى يمكن أن يعرف الشخص أنه مريض كلى، وبماذا تنصحه؟
- الآلام التى تصيب الأجناب وتكرارها وحدوث حرقان فى البول، هى أبرز المؤشرات التى تحتاج الذهاب للطبيب فوراً، وضرورة شرب المياه بكثرة والتقليل من الأطعمة التى تحتوى على أملاح، وشرب المياه الطبيعية بما لا يقل عن 3 لترات فى اليوم، وهناك من الآبار الجوفية التى تحتوى على ملوحة وهذه تسبب بعض المشاكل للمرضى.
وهل إقرار قانون نقل الأعضاء يمكن أن يخفض أعداد مرضى الكلى؟
- زراعة الكلى حالياً أصبح الانتظار فيها يصل إلى 6 أشهر وإقرار القانون تأخر جداً، وتم تطبيقه فى دول عدة، وفى مركز الكلى نستطيع تطبيق هذا القانون إذا تم إصداره، لكننا نحتاج لإمكانيات، بداية من حصد الأعضاء وتجهيزها ونقلها إلى المستشفيات، ما يحتاج أولاً إلى شبكة طرق جيدة وربما إلى طائرات هليكوبتر لنقل الأعضاء، لكن أول خطوة هى تفعيل القانون ومن ثم إنشاء البنية التحتية.