«القاتل الصامت».. أساتذة كلى: الحصوات وضغط الدم والبلهارسيا وراء انتشاره
مصطفى
أجمع أطباء متخصصون فى أمراض الكلى، على أن إهمال المتابعة الدورية لصحة الإنسان، والعادات الغذائية السيئة، وأمراض البلهارسيا، هى أبرز العوامل الأساسية للإصابة بالفشل الكلوى وانتشاره فى مصر، مؤكدين أن الغسيل الكلوى هو العلاج المتبع لمعظم المصابين بهذا المرض، إلا أن زراعة الكى أصبحت موجودة وتعيد المريض لحياته الطبيعية مرة أخرى، وأكدوا أن مصر أصبحت من رواد زراعة الكلى على مستوى العالم خاصة وأن دكتور محمد غنيم استطاع أن يدخل زراعة الكلى فى مصر مبكراً.
الغسيل هو العلاج المتبع لدى معظم المصريين.. والزراعة تعيد الإنسان إلى حياته الطبيعية
وقال الدكتور هشام مصطفى استشارى زراعة وأمراض الكلى والأستاذ المساعد بجامعة المنيا إن أسباب انتشار مرض الفشل الكلوى، ترجع إلى انتقال البكتيريا والعدوى التى تسبب الإصابة بالتهاب مجرى البول وتؤدى للإصابة بالفشل الكلوى، علاوة على كثرة تناول المسكنات، التى تتسبب فى قتل الألم بدلاً من علاجه، وتؤثر على الكلى بشكل كبير، لافتاً إلى أن مادة «الباراسيتامول» هى الأكثر أماناً على الكلى، محذراً من المواد الحافظة التى تستخدم فى بعض الأطعمة، وكثرة تناول الأملاح، والمياه الغازية، لأنها ذات تأثير سلبى كبير على الكلى.
وأوضح أن نسبة الغسيل الكلوى وزرع الكلى ازدادت فى مصر وخاصة بين السيدات، وهناك نسبة كبيرة منها ناتجة عما يسمى بـ«تكيسات الكلى الوراثية»، والتى تنتقل للأطفال وراثياً ولا تظهر أعراضها إلا فى سن 25 سنة، وتتسبب فى الفشل الكلوى ويلجأ المريض فى هذه السن الصغيرة إلى الغسيل الكلوى باستمرار، أو زراعة الكلى.
وأشار إلى أن الدولة تتكلف 50 ألف جنيه للمريض الواحد فى الغسيل الكلوى سنوياً، مطالباً بزيادة دور التوعية الإعلامية والصحية للمواطنين، ومحذراً من انتشار الأطباء غير المتخصصين على القنوات الفضائية ومنحهم نصائح غير صحية للمشاهدين، عبر التليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعى، بالإضافة إلى انتشار العلاج بالأعشاب وغيرها من الأمور التى تضر «الكلى»، أكثر من معالجتها.
«هشام»: احذروا المسكنات والعلاج بالأعشاب.. و«بيومى»: 76 ألف مريض فقط مسجلون فى وزارة الصحة
وقال الدكتور أحمد بيومى، أستاذ جراحة المسالك البولية بجامعة المنصورة، إن الفشل الكلوى ليس نوعاً واحداً، ولكن هناك ما يسمى بالفشل الكلوى المزمن، والفشل الكلوى الحاد، لافتاً إلى أن نسبة حدوث الفشل الكلوى الحاد كبيرة وتصل إلى 200 حالة من كل مليون شخص سنوياً، وبذلك يكون لدينا 17 ألف حالة فشل كلوى مزمن كل عام، وعدد مرضى الغسيل الكلوى المسجلين فى دفاتر وزارة الصحة نحو 76 ألف شخص فقط.
وأوضح «بيومى» أن الكلى لكى تعمل بشكل طبيعى يلزمها مستوى معين من ضغط الدم، وهو ضغط الدم المعتاد «120/80»، عندما يكون نسيج الكلى سليماً، ويقل هذا الضغط لأى سبب من الأسباب مثل: النزيف، الجفاف، الإسهال الشديد، أو فى الصيام عند البعض، فتصبح تروية الكلى بالدم ضعيفة، فيحدث قصور أو فشل كلوى حاد، ويمكن للكلى أن يكون لها علاج تحفظى، وتستعيد عافيتها ووظيفتها مرة أخرى إذا تمت معالجة السبب خلال فترة تتراوح من 6 إلى 60 يوماً طالما أن نسيج الكلى سليم.
وكشف عن وجود أسباب أخرى لحدوث الفشل أو القصور الكلوى الحاد منها نقل دم غير مطابق وترسب نتيجة تفاعلات تكسير كرات الدم فى الكلى، أو حدوث تسمم مصحوب بانخفاض ضغط الدم، أو انسداد كلا الكليتين بحصوات فى الحالبين وعدم تمرير أى بول للمثانة.
وعن الفشل الكلوى المزمن، قال إنه عبارة عن حدوث تلف دائم فى أنسجة الكلى يمتد بالتدريج حتى يشمل 90% من أنسجة الكلى، حينها يكون القصور عبارة عن فشل كلوى مزمن لا يمكن معه استعادة الكلى لعافيتها ووظائفها، ولا يمكن علاجها بأى وسيلة علاجية سوى العلاج الاستبدالى بالغسيل الكلوى أو الاستئصال، مشيراً إلى أن القصور الكلوى الحاد قد يتحول إلى قصور كلوى مزمن إذا لم يتم علاج السبب الذى أدى إلى حدوث الفشل الحاد، وحينها ينطبق عليه ما ينطبق على الفشل الكلوى المزمن.