خبراء: لدينا 20 مليون مريض كبد فى مصر
عمارة والباتع
نحو 20 مليون شخص مصابون بفيروس «سى» فى مصر، ما دفع الدولة المصرية لإطلاق حملات للقضاء على الفيروس، تستهدف الكشف المبكر، خاصة فى القرى، وذلك من خلال القوافل الطبية التى انطلقت مؤخراً فى عدد من المحافظات. فى الوقت نفسه حذر أطباء ومتخصصون من أن الخطر المقبل الذى قد يهاجم أجساد المصريين هو «الكبد الدهنى»، مطالبين بضرورة إطلاق حملات توعوية لاكتشافه مبكراً.
وقال الدكتور حسن الباتع، أستاذ أمراض الكبد، عميد طب كفر الشيخ، إن دهون الكبد هى الوباء المقبل الذى قد ينتشر فى مصر خلال السنوات المقبلة، لعدم التزامنا بالعادات الغذائية، وإن الدولة تولى اهتماماً كبيراً بالقضاء على فيروس سى، أحد أهم مسببات أمراض الكبد. وأضاف لـ«الوطن» أن حملات المسح ممتازة، لأنها تهدف لسعى الطبيب وراء المريض وليس العكس، ما يقلل من نسب انتشار العدوى بين الأسرة الواحدة والمجتمع، وأن «المخصبات الزراعية والمبيدات المسرطنة، والبلهارسيا نهشت أجساد المصريين فى الماضى، نظراً للعادات والتقاليد المصرية الخاطئة، التى هى أهم مسببات المرض.
«الدهنى» الخطر المقبل نتيجة المبيدات المسرطنة والمخصبات الزراعية
وقال الدكتور ياسر عمارة، مدير مركز أبحاث وعلاج أمراض الكبد بكفر الشيخ، إن أهم أسباب انتشار أمراض الكبد هى العادات السيئة كاستخدام الأدوات الشخصية وأدوات الحلاقة لأكثر من شخص، إضافة إلى استخدام الحقن والسرنجات والعادات الغذائية السيئة والتلوث، بالإضافة إلى الأمراض فى اللحوم والأسماك، والحقن غير الآمنة والعمليات الجراحية، والختان الجماعى، وخرّامات الأذن عند الصاغة، وأدوات الجراحة لدى طبيب الأسنان.
وأضاف أن المرض هو رقم واحد فى مصر، وهناك نحو 20 مليون مواطن مصابون بالمرض، فى حين أن أوروبا كلها يوجد بها 20 مليون مواطن. وتابع: «فيروس سى وأمراض الكبد عموماً ليس لها أعراض ولا يمكن اكتشافها سوى بطريقتين، أولاهما تقييم الطبيب وإجراء تحليل الأجسام المضادة، والثانية وهى التى تحدد إصابة الشخص من عدمه، هى تحليل الـpcr الذى يحدد عدد الفيروسات ودقتها وأى مراحل وصل إليها المريض، لتحديد نوع العلاج الذى يتلقاه، كما أن الحديث عن استمرار الفيروس مدى الحياة هو أوهام باتت موجودة لدى معظم الناس، فجرعات العلاج تشفى المريض بعد 3 أشهر نهائياً، وأن العالم أصبح يهتم أكثر بمرضى الكبد الدهنى، الذى ينتج عن تعاطى الكحوليات، لكننا لدينا 3 أنواع من المرض وهى a وb وc، أما a فمنتشر بين الأطفال وهناك تطعيمات له، وأما b وc، فينتشران بين الشباب والكبار، لكن العلاج أصبح سهلاً»، مشيراً إلى أن المركز عالج نحو 40 ألف مريض حتى الآن، حيث يستقبل أكثر من 500 مريض يومياً.
وأكد الدكتور عصام هانى، استشارى أمراض الكبد بكفر الشيخ، أن الرئاسة اهتمت بالقضاء على الفيروسات الكبدية المنتشرة، من خلال الفحص الدورى بالحملات المستمرة والحملة التى ستبدأ فى ديسمبر المقبل، مضيفاً: «يجب على المواطنين إجراء الفحوصات الدورية فور ظهور أعراض أولية عليهم مثل مشاكل عسر الهضم، أو القىء، والكسل والخمول، أو الانتفاخات، وما يُسمى بارتباكات الجهاز الهضمى»، مؤكداً أن مشكلة أمراض الكبد أنها تظهر متأخرة. وأضاف أنه لا بد من إجراء التحاليل اللازمة كل فترة، بحيث يتم علاج مرض الكبد فى مراحله الأولى، ما يحد من انتشاره، ولا بد من تفعيل حملات التوعية من جانب الإعلام، مثلما كان يحدث أيام حملات البلهارسيا وشلل الإطفال قديماً، لأن هذا يساعد على الاكتشاف المبكر وعدم الانتشار.