العلم لا يزال يبحث عن إجابات شافية للقضاء على «السرطان والكبد والفشل الكلوى»
رونالد ليفى يتابع أبحاثه حول مواجهة سرطان الغدد الليمفاوية
رغم التقدّم الهائل فى مجال الطب والعلوم، فإن الأورام السرطانية وأمراض الكبد والكلى لا تزال هى الأخطر على الإطلاق، وبينما تصدّرت مصر قائمة الدول التى نجحت فى استخدام علاج للقضاء على أمراض الكبد، فإن الأورام السرطانية لا تزال الهاجس الأول للعلماء، بحثاً عن علاج يتمكن من القضاء عليها دون أن يتسبّب ذلك فى مضاعفات أو تداعيات للمرضى على غرار ما يحدث فى العلاجات الكيماوية والإشعاعية.
باحثو جامعة «ستانفورد» البحثية الأمريكية، الذين سبق لهم تطوير أحد أكثر علاجات أورام السرطان الأكثر شيوعاً، أكدوا أنهم باتوا على مقربة من تطوير لقاح جديد قادر على مهاجمة الأورام السرطانية فى جميع أنحاء الجسم، وصل إلى مرحلة التجارب السريرية البشرية، بعد أن نجح فى التجارب على الفئران.
«أتلانتيك»: مصر رائدة فى مواجهة «فيروس سى».. و«ستانفورد»: علاج جديد للسرطان.. و«هارفارد»: الاستغناء عن غسيل وزراعة الكلى
واللقاح الجديد، حسب باحثى الجامعة الأمريكية، يتمثل فى حقنة واحدة يتم حقنها فى أحد الأورام الموجودة بالجسم، مما ينتج عنها رد فعل دفاعى فى كامل الجسم يؤدى إلى مهاجمة جميع الأورام المنتشرة فيه، حيث يعمل على تحفيز دفاعات الجهاز المناعى.
وأكد الباحثون أن العلاج الجديد، الذى نجح فى التجارب على الفئران، استهدف أحد أكثر أنواع الأورام السرطانية انتشاراً، وهو سرطان الغدد الليمفاوية، وهو ما جعل الباحثين يبحثون عن متطوعين من البشر مصابين بنفس نوع الورم، لإجراء التجارب السريرية عليهم. وقال رونالد ليفى، كبير الباحثين القائمين على التجارب وأستاذ الأورام الشهير: إن «هذا النهج يتجاوز الحاجة إلى تحديد الأورام المستهدفة من قبل الجهاز المناعى، حيث يمكن استخدام اللقاح المطور، لاستهداف عدة أنواع من السرطان»، مضيفاً: «يتضمّن علاجنا المطور حقن كميات صغيرة جداً من عاملين لتحفيز الخلايا المناعية فقط داخل الورم نفسه. ولاحظنا وجود آثار مذهلة للعلاج لدى الفئران». ويقول الباحثون إن اللقاح المطور منخفض التكلفة، ومن غير المرجّح أن يسبب آثاراً جانبية ضارة. ولا تتوقف الأمراض التى حيّرت العلماء كثيراً عند حد الأورام السرطانية، حيث إنه قبل عامين كانت أمراض الكبد هى الظاهرة الأسوأ على الإطلاق فى عدد كبير من الدول، إلى أن تم التوصل إلى علاج التهاب الكبد الوبائى (فيروس سى)، الذى أثبت فاعلية كبيرة فى مصر تحديداً، مما جعل مصر رائدة فى مجال علاج «فيروس سى»، حسب مجلة «أتلانتيك» الأمريكية، التى أكدت أن «مصر اليوم تمحو المرض عن سكانها بوتيرة غير مسبوقة». وتُعد أمراض الكلى، وتحديداً الفشل الكلوى، من بين الأمراض التى لم يتم التوصل إلى علاج نهائى فعال لها، حيث تشير هيئة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أن 30 مليون أمريكى يعانون من أمراض الكلى، إلا أن العلاجات المتاحة حتى الآن لا تقدم سوى أنها تبطئ عملية تطور المرض، لكنه فى النهاية يصل إلى مرحلة الفشل الكلوى. أما معهد «هارفارد» الأمريكى لأبحاث الخلايا الجذعية، فقد أعلن أنه يعمل على تطوير علاج جديد يعمل على إصلاح الكلى دون الحاجة إلى الغسيل الكلوى المتكرر أو عمليات زرع الكلى، إلا أن الأبحاث الحالية ترتبط بتطوير علاجات جديدة لأمراض الكلى المرتبطة بأمراض السكر، بينما يعمل المعهد على استراتيجيات متوسطة وطويلة الأمد لإيجاد علاجات للأنواع الأخرى من الفشل الكلوى.