هدايا «محو الأمية»: بطاطين وكراريس.. «لازم نشجعهم»
سيدات يتجمعن أمام فصول محو الأمية
«بطاطين، كراريس وأقلام، شنط غذائية».. مكافأة للدارسين فى فصول محو الأمية، تشجيعاً وتحفيزاً لهم على الاستمرار، لرفع مستواهم التعليمى والانتظام فى الحضور، فرحة عارمة سيطرت على وجوه الدارسات اللاتى حضرن مبكراً للمدرسة وسط معلماتهن، منتظرين لحظة وصول البطاطين لتسلمها: «إدونا قبل كده شاى وسكر وكراريس، بيرفعوا من روحنا المعنوية كل فترة»، تقولها شادية أبوزيد، صاحبة الـ55 عاماً، التى أصرت على دخول فصول محو الأمية، كى تستطع قراءة العناوين وتصفُّح الأخبار: «كل ما باروح مكان كنت باتوه ومش عارفة أنا فين». تعلمت على مدار تيرم كامل القراءة والكتابة والحساب: «بقيت باستهجى وباجمع وباطرح»، تشيد بالقائمين على الفصول لمراعاتهم ظروفهن الاجتماعية وتوفير سبل الراحة والتشجيع لهن للتعلم: «فكرة البطاطين حلوة، وفينا كتير محتاج».
انتظمت نبيلة عبدالسلام، فى الفصل الذى انضمت إليه منذ شهرين، بعد أن علمت أن المجتهدين لهم مكافأة كل فترة: «حبيت أكون من ضمن الناس اللى هتاخد جايزة»، تحكى السيدة الثلاثينية أن طلب أولادها لها بالمذاكرة كل فترة هو ما دفعها للانضمام للفصول للتعلم، لتزيح الحرج عن نفسها: «نفسى أولادى يكونوا فخورين بيا وأذاكر لهم زى باقى الأمهات». تهادى أطفالها بالبطانية التى حصلت عليها كمكافأة منها لهم بعد أن تعلمت قراءة كتبهم والإجابة عن أسئلتهم البسيطة: «العلم نور فعلاً، وباتعب فى المذاكرة علشان أولادى أهم حاجة فى الدنيا».
«نبيلة»: «أخدت البطانية لأولادى علشان أفرحهم»
وقفت وسط الحضور بثينة عبدالنبى، معلمة، تنتظر معهم أمام باب المدرسة فى إمبابة، قرابة ساعتين، حتى أتت سيارة البطاطين: «الحاجات اللى بنوزعها دى بتفرق فى نفسيتهم جداً، وبتخليهم يتشتروا وينافسوا بعض، لما واحدة تاخد وتروح تقول لجارتها»، تعمل منذ عام 2002 فى فصول محو الأمية إلى أن عُيّنت رسمياً عام 2015، تعلم 15 فرداً فى العام: «كل مُعلمة ليها مقر بتعلم فيه، وبناخد المدرسة كمقر للى مالوش مكان»، تمنحهم جميع أدوات الدراسة وتقدم لهم الدعم المعنوى باستمرار: «الحاجات دى بتخليهم يلتزموا».