الحركات القبطية: احمونا «رافائيل»: أتوقع حدوث عمل إرهابى.. «لمعى»: الكنائس ستغلق أبوابها فى العاشرة
مع كل عيد للأقباط.. يرفرف الموت على كنائسهم.. تأتى أعيادهم، فيغطى إحياء ذكرى قتلاهم على مظاهر العيد. وإذا كان «يناير» ترسخ فى أذهان كثير من الأقباط بعيد ميلاد المسيح، فإنه ارتبط لدى بعضهم بذكرى ضحايا كنيسة القديسين، وأحداث الكشح ونجع حمادى. ويأتى عيد هذا العام وسط سلسلة من التفجيرات الإرهابية تهز أرجاء مصر، ورغم التطمينات الأمنية بتأمين الكنائس والأقباط طوال فترة أعيادهم، فإن الخوف يطل من الوجوه. الكنيسة الإنجيلية نبّهت على كل كنائسها بألا تمتد قدّاسات الصلاة بعد الساعة 10 مساء، وهو التوقيت الذى وضعته كحد أقصى لغلق الكنائس فى ظل العمليات الإرهابية التى تحدث فى مصر، وأرسل القس إكرام لمعى، رئيس السنودس الإنجيلى، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الإنجيلية، خطاباً لكل الكنائس الإنجيلية فى مصر، بغلق أبوابها فى العاشرة مساء، وانتهاء قداسات الصلاة فى التاسعة، مشيراً إلى أنه رغم التشديدات الأمنية وقت الأعياد، فإن رغبة الكنيسة فى عدم إرهاق الأمن وإعطائهم الفرصة لتأمين البلاد أمام الإرهاب الأسود، جعلها تتخذ هذا القرار. وقال القس إكرام لمعى، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن الإرهاب يضرب البلاد، ورغم التشديدات الأمنية، وإرسال «الداخلية» خطابات للكنائس تطالبها بتركيب كاميرات مراقبة وبناء دشم عسكرية وأبواب إلكترونية على مداخلها، فإنه من المحتمل ارتكاب أى عمل إرهابى ضد الأقباط والكنائس خلال تلك الفترة، بالرغم من ارتكاب الإرهابيين عملية إرهابية كبيرة فى الدقهلية، لكن هذا لا يقلل من إمكانية استهداف الأقباط والكنائس، مضيفاً أن خطابه يأتى تضامناً مع أسر الضحايا، وليس خوفاً من التفجيرات، لأن التفجيرات يمكن أن تحدث فى أى لحظة، وليس بالضرورة فى الساعة 12.
وقال الأب رفيق جريش، رئيس المكتب الصحفى للكنيسة الكاثوليكية، إن الأقباط لديهم تخوفات حقيقية من حدوث أعمال إرهابية خلال تلك الفترة، لأن العمليات الإجرامية التى تسيطر على عقول المجرمين لا تجعلهم يفكرون أو يخافون من التشديدات الأمنية، مؤكداً ثقته فى حماية الأمن للأقباط والكنائس خلال تلك الفترة، خاصة فى ظل نجاحه فى تأمين احتفالات «الكريسماس» للأقباط الكاثوليك فى 25 ديسمبر الماضى.
أما الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية، أسقف عام كنائس وسط القاهرة، فقال إنه يتوقع أن تتكرر بين الحين والآخر حوادث إرهابية مشابهة لما وقع فى كنيسة السيدة العذراء بالوراق، فى شهر أكتوبر الماضى، وذلك لبث الرعب فى قلوب المصريين عموماً، لأن الإرهاب ليس له قانون.
وطالبت الحركات القبطية الدولة والأجهزة الأمنية بحماية الأقباط خلال أعيادهم، وسبق أن طالب اتحاد شباب ماسبيرو، رئيس الجمهورية بالإسراع بإقالة اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، لتأكُّد فشله فى حماية الأمن والمواطنين والمنشآت الأمنية، لا سيما مع تكرار العمليات بنفس الطريقة، حسب الاتحاد، الذى قال إن الأيام المقبلة تنذر بكارثة مع أعياد الميلاد التى تشهد أكبر زحام، لا سيما أن الجماعات الإرهابية سبق أن نشرت تهديدات باستهداف كنائس فى مناطق مختلفة.
وأكد الاتحاد أن تصاعد وتيرة العنف وتوسعه الجغرافى والنوعى جاء نتيجة صمت الأجهزة الأمنية فى التعامل مع الجماعات الإرهابية التى هاجمت المسيحيين وما زالت، وأن هذا الصمت شجعها على ارتكاب ما نراه اليوم من عمليات أكثر إجراماً. وقال مينا ثابت، عضو اتحاد شباب ماسبيرو، لـ«الوطن»: إن الأقباط ينتابهم قلق شديد حول الاحتفالات بأعياد الميلاد، فى ظل وجود استهداف واضح من تيار الإسلام السياسى للمسيحيين فى مصر والعالم العربى طوال الـ3 سنوات الماضية، وتزايد الشعور بالقلق بعد سلسلة التفجيرات التى استهدفت أماكن عامة وأمنية، وأصبح الشعور بالقلق شعوراً عاماً ينتاب كل مصرى.
وأضاف «ثابت» أنه لا يعتقد أن هذا القلق يصل لمرحلة الخوف أو الذعر، مؤكداً أن المسيحيين سيذهبون لكنائسهم ويحتفلون بمناسباتهم الدينية دون خوف.