​

يتعرض المرضى النفسيون في مجتمعنا العربي للكثير من الانتقادات الغريبة، والمعاملة غير السوية من الكثيرين من الأشخاص، وذلك بسبب عدم فهم هؤلاء الأسوياء لما يشعر به هؤلاء المرضى من اضطرابات نفسية شديدة.

ويرى العديد من الأصحاء ببعض الحالات النفسية، أنها مجرد مبالغات من المرضى، يحاولون معها اكتساب تعاطف المجتمع، وبدلًا من تخفيفهم من معاناتهم، ومساعدتهم في الشفاء من تلك الأمراض، يتهمونهم بالمبالغة والكذب أحيانًا، وهو ما يدفع المرضى ببعض الحالات للانتحار.

وبسبب تلك الاعتقادات الخاطئة، والمعاملات السيئة التي يتعرض لها المرضى، قررت جمعية التوعية بالصحة النفسية "دوبامين" الأردنية، بالقيام بحملات توعية لتشخيص وعرض الفكرة الصحيحة عن بعض الأمراض النفسية بطريقة صحيحة وبسيطة.

وانتشرت مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة من الصور لعدة شباب وفتيات أردنيين، صمموا مشروعا جديدا، لنشر الوعي حول التشخيص الصحيح للمرض والمرضى النفسيون، حيث كانت طريقتهم مبتكرة بعدما قاموا بتمثيلهم كأنهم تماثيل للعرض "مانيكان"، وتعليقهم لأوراق على صدورهم، تحمل كل ورقة التشخيص الصحيح للمرض النفسي، ونظرة المجتمع الخاطئة له، في عبارات صغيرة.

وصرحت الأخصائية النفسية، منى الأنقر، أمين سر الجمعية، في حديثها مع "الوطن"، إن الجمعية كانت تقوم بإلقاء محاضرات في أماكن مختلفة بالأردن، لنشر التوعية الصحيحة عن تلك الأمراض.

وقالت: "اخترنا فكرة المانيكان لأنه فكرة جديدة بدنا نعبر بس من خلال صورة عن الأفكار الخاطئة ونحارب الوصمة من خلالهم، عملنا هاد المشهد في الجامعة الأردنية أول مرة، وبعد هيك عملناه في عدة أماكن بعمان للتوعية بالصحة والاضطرابات النفسية، ومحاربة الوصمة وآخر مرة عملناه في جامعة الزرقاء الخاصة، ودي المرة لقت نجاح كبير وقدرنا نوصل الفكرة للناس".

وأضافت: "من خلال تحدي المانيكان ناقشنا عدة اضطرابات وأفكار، أول فكرة إنه المريض النفسي مش مجنون وإنه بتعالج، وناقشنا اضطرابات مثل الفصام، القلق الاجتماعي، والأنروكسيا، واضطراب ثنائي القطب، والهوس، والاكتئاب، والإدمان، واضطرابات الهلع".

وبسؤالها عن ردود الأفعال حول تلك الفكرة، أوضحت الأنقر، أن ردود الأفعال كانت إيجابية للغاية، حيث تفاعل جمهور "السوشيال ميديا" مع المشروع بشكل رائع.