برامج تليفزيونية «وقعت فى الفخ»: شهادات «مضروبة» عن توليد الطاقة من التراب
محمد وائل فى برنامج «نجوم صغار»
حالة فوضوية تشهدها بعض البرامج التليفزيونية، لا سيما خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، حيث يقع القائمون عليها فريسة لشباب يزعمون أنهم أصحاب اختراعات وهمية، أو يزورون شهاداتهم العلمية، ويحلون ضيوفاً على هذه البرامج، مع إلصاق صفة المخترع قبل أسمائهم، الأمر الذى تسبب فى إحداث سيولة تجاه هذا المصطلح واستخدامه بكثرة، فضلاً عن توجيه اتهامات بالترويج لأكاذيب عبر شاشات التليفزيون، ومخالفة ميثاق الشرف الإعلامى، وافتقاد المهنية والمصداقية فى الموضوعات التى يتم تناولها.
مُقدمة برنامج «مع الناس»: أى شخص لديه إمكانية إطلاق لقب مخترع على نفسه.. ونشجعه
عدد من البرامج كان ضحية لهذه النوعية من البرامج، منها برنامج «البداية» الذى يُعرض عبر التليفزيون المصرى، والذى ظهر فى إحدى حلقاته، شاب يُدعى عمرو تويج، حيث زعم أنه اخترع جهازاً يعمل على توليد الطاقة من التراب، وظهر داخل الاستديو بجهاز آخر، قال عنه إنه يُنتج كهرباء «وايرلس»، وكذلك ضياء سليمان، الذى حلّ ضيفاً على محمد الغيطى، خلال إحدى حلقات برنامج «صح النوم»، وادعى أنه صاحب 70 اختراعاً، رغم أن عمره لا يتجاوز 17 عاماً.
وأطلق برنامج «صباح البلد»، عبر قناة «صدى البلد»، لقب «المخترع الصغير» على طفل عمره نحو 7 أعوام، يُدعى محمد وائل، وزعم أنه يُلقى محاضرات فى البحث العلمى، ورفض عروض سفر من بعض الدول، ولديه 5 اختراعات، منهم جهاز خاص لكشف المواد المتفجرة.
ويُعد وليد عبادى، الذى حلّ ضيفاً على العديد من البرامج التليفزيونية، منها «حقائق وأسرار» للكاتب الصحفى مصطفى بكرى، وكان يتم وصفه بـ«المخترع الصغير»، وكُرّم من بعض الجهات المختلفة، إحدى الحالات التى زورت فى إحدى الشهادات العلمية، حيث زعم فى شهر أغسطس الماضى، أنه حصل على المركز الأول من صالون موسكو الدولى للاختراعات وتقنيات الابتكار (صالون أرشميدس)، الأمر الذى تقصت منه «الوطن» آنذاك، وتبين أن اسمه لم يكن ضمن أصدقاء الصالون المسجلين.
وتقول الإعلامية عبير الشيخ، مُقدمة برنامج «كلام هوانم»، عبر قناة «الحدث اليوم»، التى استضافت «عبدالغنى» و«راندا»، قبل 6 شهور تقريباً، اللذين تم وصفهما بأنهما «مخترعان»، وذلك بعد اختراع غسالة أطباق وماكينة لغسيل السجاد، إنها تمنح فرصة الظهور للأشخاص أصحاب الابتكارات وعرضها أمام الجمهور، مضيفة: «لا أحكم على المُنتج، بينما عليهم توضيح الصورة للمُشاهد».
وأوضحت «عبير» لـ«الوطن» أن «راندا» تستخدم هذه الابتكارات فى منزلها، إذ إنها ليست اختراعات وهمية، لافتة إلى أن وصفهما بالمخترعين، يُعد نوعاً من التشجيع والتقدير للجهود التى بذلاها، لافتة إلى أن الإعلام يسعى إلى إظهار صورة إيجابية للشباب بهدف تشجيع الناس على تقديم أفكارهم وإبداعاتهم، مؤكدة أن هناك معايير خاصة لاستضافة المخترعين فى البرنامج خلال الفترة المقبلة، منها أن يكون مشروعه حاصلاً على براءة اختراع، أو بحوزته مستندات تُثبت أن ابتكاره لم يكن شيئاً وهمياً.
بينما بسمة إبراهيم، مُقدمة برنامج «مع الناس»، التى استضافت شاباً يُدعى «على» من ذوى الاحتياجات الخاصة، قبل 4 شهور، والتى وصفته بـ«المخترع»، بعد ظهوره بنماذج مصغرة داخل الاستديو للأجهزة التى اخترعها، مثل مروحة سقف وغسالة، فضلاً عن حصوله على جائزة لابتكاره شبكة خاصة بلعبة كرة السلة، تقول إن هذا الشاب لم يكمل دراسته وانقطع عن التعليم: «بالنسبة لى أى شاب لديه فكرة مبتكرة يُعتبر مخترعاً»، وقالت «بسمة» لـ«الوطن» إن أى شخص لديه إمكانية إطلاق لقب مخترع على ذاته، بجانب منحه فرصة الظهور على الشاشة، مؤكدة أن استضافتها ذوى الاحتياجات الخاصة، تعتبر محاولة منها لتوصيل ابتكاراتهم إلى الحكومة، لافتة إلى أن كلمة «مخترع» بالنسبة لها تُطلق على الشخص الذى اجتهد وفكر ونفذ، وأوضحت أنها تطلق وصف «مخترع» على هذه النماذج التى تستضيفها بهدف التشجيع، وتنمية أفكارهم، مُعربة عن استيائها من سخرية رواد «السوشيال ميديا» من أصحاب الأفكار المبتكرة، واصفة إياهم بـ«مرضى نفسيين»، وأشارت إلى معايير استضافة المخترعين فى برنامجها، خلال الحلقات المقبلة، «إن كان من ذوى الاحتياجات الخاصة، ولديه شىء مبتكر، سوف أستضيفه على الفور، بينما إن كان شخصاً عادياً يشترط أن يكون قد انتهى من اختراعه، وليس شرطاً وجود براءة اختراع».