بالفيديو| صحة المصريين والعمق الإفريقي.. عنوان مبادرات السيسي في 2018
السيسي
منذ توليه الحكم قبل أكثر من 4 أعوام، حمل الرئيس عبدالفتاح السيسي على عاتقه مهام حل العديد من الأزمات التي يعاني منها المجتمع المصري، في مختلف نواحي الحياة، من صحة وتعليم وفرص العمل، فضلا عن مساعيه لإعادة البلاد إلى أحضان إفريقيا، لتخرج مبادراته الفاعلة من داخل مصر إلى القارة برمتها.
وشهد عام 2018، والذي جرى فيه انتخاب السيسي لولاية رئاسية ثانية، العديد من المبادرات المتنوعة، استكمالا لمسيرته الضخمة في تلك المبادرات التي بدأها منذ الشهر الأول لحكمه.
وفي يناير الماضي، أعلن البنك المركزي فتح حساب مصرفي لتحصيل "كسور الشيكات"، وتحويل حصيلته إلى بعض المشروعات التنموية والخيرية مثل تطوير المناطق العشوائية، تفعيلا منه لمبادرة السيسي، في سبتمبر 2016، لمسؤولي البنوك بإيجاد آلية للاستفادة من "فكة" كسور الشيكات لضخها في مشروعات تخدم البلاد.
"وجهت اليوم وزارة الداخلية نحو اتخاذ اللازم للإفراج عن جميع الغارمات من السجون، بعد سداد مديونياتهن من صندوق تحيا مصر، كما أكدت على ضرورة أن يقضين أول أيام عيد الفطر المبارك وسط أسرهن".. بهذه الكلمات البسيطة عمت الفرحة العديد من البيوت المصرية، بعد التدوينة التي نشرها الرئيس عبر حسابه بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، في يونيو الماضي، حيث انطلقت المبادرة الرئاسية "سجون بلا غارمين أو غارمات".
لم تخلو مبادرات السيسي من الاهتمام بالجانب الإنساني، حيث تأتي تلك المبادرة استكمالا لحملته التي أطلقها في عام 2015 بعنوان "مصر بلا غارمات"، حيث تسعى تلك الحملة لتسديد ديون الغارمين عبر صندوق "تحيا مصر"، وأضاف الرئيس، عبر "تويتر"، أنه "نسعى دائما لإعلاء الإطار الإنسانى وتنفيذ اللازم من إجراءات الحماية الاجتماعية، للحد من مثل هذه الظواهر التى تؤثر سلبًا على الاستقرار المجتمعي".
وأوضح محمد مختار، مدير إدارة الإعلام بصندوق "تحيا مصر"، عبر مداخلة هاتفية مع الإعلامية ريهام إبراهيم في برنامج "هنا العاصمة" بفضائية "CBC"، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أمر بتخصيص 30 مليون جنيه لمبادرة "سجون دون غارمين" لحين خروج آخر غارم أو غارمة من السجون.
نالت الصحة نصيبا كبيرا من مبادرات السيسي هذا العام، حيث أطلق مبادرة خلال يوليو الماضي، للقضاء على قوائم انتظار المرضى في الفترة من 3 إلى 6 أشهر، ومن ثم بدأت وزارة الصحة في تنفيذ ذلك لعلاج قوائم انتظار العمليات الحرجة على نفقة الدولة، بإطلاق الموقع الإلكتروني مخصص لها، والخط الساخن رقم 15300 لتسجيل بيانات مرضى قوائم انتظار العمليات الحرجة، في مستشفيات سواء بالوزارة أو مستشفيات القوات المسلحة والشرطة.
وتحت شعار "100 مليون صحة"، أطلقت الحكومة مبادرة الرئيس السيسي، للقضاء على فيروس سي، والكشف عن الأمراض غير السارية، والتي تستهدف نحو 50 مليون مواطن ممن تزيد أعمارهم على 18 عاما، في نهاية سبتمبر الماضي، حيث تهدف للكشف المبكر عن الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي، والسكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة، من أجل الوصول إلى مصر خالية من فيروس سي بحلول عام 2020، وخفض الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية والتي تمثل نحو 70% من الوفيات في مصر.
وفي ذلك الإطار، جرى تخصيص نحو 1412 مقرا لإجراء الحملة، وتستعين وزارة الصحة في خطتها لتنفيذ المسح الشامل لفيروس سي بقواعد بيانات اللجنة القومية للانتخابات، وذلك بهدف الوصول إلى 45 مليون مواطن في جميع محافظات الجمهورية، فضلا عن تدشين موقع إلكتروني لها، وإطلاق خط ساخن هو (15335)، وإرسال نحو 50 مليون رسالة نصية قصيرة للتعريف بالحملة وأماكن إجراء المسح.
قسمت تلك المبادرة إلى 3 مراحل، أولها من أكتوبر وحتى نوفمبر 2018، وتضم 9 محافظات، هي "جنوب سيناء ومطروح وبورسعيد والإسكندرية والبحيرة ودمياط والقليوبية والفيوم وأسيوط"، أما الثانية بين ديسمبر 2018 وفبراير 2019، وتضم 11 محافظة، هي: "شمال سيناء والبحر الأحمر والقاهرة والإسماعيلية والسويس وكفر الشيخ والمنوفية وبني سويف وسوهاج وأسوان والأقصر"، والثالثة بين مارس وأبريل 2019، وتضم 7 محافظات، وهي: "الوادي الجديد والجيزة والغربية والدقهلية والشرقية والمنيا وقنا".
وبنهاية يوليو 2018، وبالتزامن مع عام ذوي الاحتياجات الخاصة، أطلق الرئيس مبادرة الإتاحة التكنولوجية للبوابات الإلكترونية للمؤسسات الحكومية، لتمكين ذوي الإعاقة من تلبية احتياجاتهم ودعم قدراتهم الإبداعية، إضافة إلى تدشين أكاديمية لتدريبهم وتأهيلهم، لتصبح مركزا إقليميا في العالم العربي وأفريقيا، خلال فعاليات المؤتمر المؤتمر والمعرض الدولي السابع للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة.
ومن القاهرة إلى إفريقيا، اهتم أيضا السيسي بأن تشمل مبادراته أبناء القارة السمراء، فحظت بالعديد من تلك المبادرات الرئاسية، ففي نوفمبر الماضي، أعلن عن إطلاق مبادرة "أفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية"، على أن تتولى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تنفيذها بالتعاون مع جهات الدولة المعنية، بهدف تنمية قدرات وتأهيل 10 آلاف شاب مصري وأفريقي على تطوير الألعاب والتطبيقات الرقمية، باستخدام أحدث التقنيات، وتحفيز تأسيس 100 شركة ناشئة مصرية وأفريقية في هذا المجال.
وقال السيسي، خلال افتتاحه للدورة الثانية والعشرين لمعرض ومؤتمر القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن هذه المبادرة تأتي استكمالا لتلك الجهود، التي تهدف إلى إنشاء جيل جديد قادر على قيادة برامج التحول الرقمي، وإدارة أنظمة العمل في البيئة الرقمية؛ وتشجيع وتحفيز الإبداع التكنولوجي، ليس فقط في مصر، بل في القارة الأفريقية، التي نحرص على التعاون مع دولها الشقيقة، ودعم جهود التنمية فيها.
وسبقها مبادرات عدة أيضا، في خلال الجلسة الختامية لمنتدى شباب العالم بنوفمبر 2018، أعلن الرئيس عن تقديم مصر منح تدريبية للشباب الإفريقي في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بإطلاق البرنامج الرئاسي لتدريب الشباب الإفريقي على القيادة.
كما قرر أيضا إعلان مدينة أسوان عاصمة للشباب الإفريقي لعام 2019، على أن يتم خلال هذا العام تنظيم ملتقى الشباب العربي الإفريقي بها، لبحث أبرز التحديات والقضايا التي تواجه شباب القارة السمراء.
وقبل شهر من ذلك، أعلن السيسي عن تأسيس وبدء فعاليات منتدى الشباب الإفريقي، تحت إشراف الهيئة الدولية للري والصرف ككيان يعمل على دعم بناء وتنمية القدرات للشباب الإفريقي في مجالات الري والصرف والإدارة المائية والمجالات ذات العلاقة، على هامش "أسبوع القاهرة للمياه".
وفي بداية سبتمبر الماضي، انطلق أعمال "ملتقى الشباب الإفريقي"، تحت شعار "معا نحقق الحلم"، بمقر معهد البحوث والدارسات الإفريقية بجامعة القاهرة، بتوجيه من الرئيس، حيث يهدف لدمج الشباب المصري والإفريقي وتجسير الفجوات وبناء جسور من الثقة والتفاهم باعتبار أن مصر جزء أصيل لا يتجزأ من إفريقيا.
وشهد العام الحالي الذي أوشك على الانتهاك، دعوة السيسي أيضا بأن تدفع الشركات تأمينا للعمالة المؤقتة دفعة واحدة، عبر شهادة "أمان" للعاملين، خلال كلمته على هامش افتتاح مدينة العلمين الجديدة، والتي لا تحتاج إلى إجراءات أو مستندات إدارية، وتبلغ قيمتها 500 جنيه، على أن تضاعف حتى 2500 جنيها، ويبلغ قسطها الشهري من 4 جنيهات، حتى 20 جنيها كحد أقصى، وتصل مدة الاستفادة منها تكون 5 سنوات أو 10 سنوات، وتصرف في حالة الوفاة بمزايا غير مسبوقة.
ويمكن لأي مواطن مصري شراء الشهادة، يتراوح عمره من 18 حتى 59 عاما، حيث إن إصدار شهادة "أمان" بلا إجراءات أو مستندات إدارية، بينما الرقم القومي هو المطلوب للوثيقة، التي يبلغ عمرها 3 أعوام، حيث إنها قابلة للتجديد مرتين لتصل إلى 9 أعوام، وتحصل على فائدة 16% من البنوك، ويحصل منها قيمة القسط الشهري.
وعبر رده مبادرة "اسأل الرئيس" ضمن فعاليات المؤتمر الوطني السادس للشباب، الأحد، بجامعة القاهرة، أطلق مبادرة مسابقة لرفع كفاءة الجامعات المصرية، كتحفيز سنوي على مستوى الجامعات لاختيار أفضل جامعة، داعيا المواطنين للمشاركة في ترميم مدارس الجمهورية ورفع كفاءتها كل في نطاقه.
كما أطلق برنامجا تحفيزيا للمتميزين في مجال الصحة والتعليم، ضمن العديد من الإجراءات الإصلاحية لتحسين الخدمات الطبية المقدمة لغير القادرين.