جرس الكنيسة: دقة فرح.. دقة حزن.. دقة صلاة
تُحبس الأنفاس، تُوحد القلوب، تنشرح النفوس، الجميع ينتظر ذلك الجرس المعلق أعلى منارة الكنيسة، ليعلن عن انتهاء صيام دام 55 يوماً، فاليوم عيد الميلاد. قصة أجراس الكنيسة تعود لأزمان بعيدة، حينها كانت تُستخدم الأبواق لجمع الناس وإبلاغهم بأمر ما، وفى عهد سيدنا موسى ذكر سفر العدد، أحد الأسفار المقدسة فى الكتاب المقدس لدى اليهودية والعهد القديم لدى المسيحية، أن الله أمر موسى أن يستخدم تلك الأبواق فى جمع الناس للصلاة أيضاً. يقول القس مكارى القمص كاهن كنيسة مارجرجس بشبرا الخيمة إنه عندما تم تأسيس الكنيسة، استُبدلت الأبواق بالأجراس حتى تسمعها أعداد أكبر، ويعلمون حينها أن صلاة ستقام بداخلها أو أن أمراً جللاً يحدث فيها الآن: «يعلق هذا الجرس غالباً فى أعلى منارة الكنيسة، ويكون حجمه كبيراً حتى يصل صوته لأكبر عدد ممكن فى المنطقة المحيطة بالكنيسة، وتُوكَل مهمة ضربه إلى أحد خدام الكنيسة بعد أن يكون قد تلقى تدريباً جيداً على استخدامه، وتختلف دقاته وفقاً للمناسبة التى يدعو إليها، فهناك «الدقات الحزينة» التى يشعر قلبك عند سماعها بالحزن والشجن والهدوء، ويُستخدم هذا النوع فقط عندما يكون هناك ظرف وفاة فى الكنيسة، وهناك الدقات التى تعنى بداية القدّاس، أما النوع الثالث فهو دقات الفرح، وتكون عبارة عن دقات سريعة بها حيوية وفرح، وتُستخدم فى الأعياد والأفراح أو عند استقبال الرئاسة الكنسية». لجرس الكنيسة دلالات عملية وأخرى روحانية، حسب «القس مكارى»، فدلالاته العملية تكمن فى قدرته على تجميع الناس، أما الروحانية، فتعنى أنه تهليل الكنيسة لبدء التسبيح لله، وتُستخدم بعض النغمات الموسيقية فى الصلاة أيضاً عند تلاوة بعض التسابيح، مثل «الدف»، والـ«تراى»، وهى آلة موسيقية على شكل مثلث، تُصدر نغمات هادئة تسمو بالروح عند سماعها. أما استخدام الأجراس فى الأديرة، فيزيد عن استخدامه فى الكنيسة فى بعض الأحيان، حيث جرت العادة فى الدير أن تُدق الأجراس ليجتمع الرهبان عند منتصف الليل، وعند الفجر للصلاة، كما أن الأجراس تُستخدم فى حالة الحدث الجلل فى الدير مثل وفاة أحد الرهبان، بل إنه فى بعض الحالات تُدق الأجراس قبل وفاته حتى يستطيع الرهبان التجمع حوله وأخذ بركته، وأخيراً يحدث هذا فى الدير أيضاً عند وفود زيارة من الكنيسة إليه.