أوبرا عايدة
يبدوا أن الحضارة الفرعونية دائمًا ما تلهم الفنانين وأصحاب الذوق الرفيع، بفنونها وأسرارها العالم بأجمع، وتحل اليوم 24 ديسمبر ذكرى أول عرض للأوبرا الشهيرة "أوبرا عايدة" في القاهرة عام 1869.
وتم عرضها في إفتتاح الأوبرا الخديوية في 24 ديسمبر 1869، وتم اكتشاف مخطوطات اوبرا عايدة من قبل عالم الآثار الفرنسي "اوجست ماريتا" في وادي النيل والمخطوطة التي عثر عليها هي عبارة عن قصة من 4 صفحات ألف قصتها ميريت باشا عالم المصريات الفرنسي الشهير وكتب نصها الغنائي "الليبرتو نزوني" وبعد ترجمتها سلمت إلى الموسيقار الإيطالي فيردي في عام 1870 من أجل تأليف أوبرا عايدة بطلب من الخديوي إسماعيل ووضع فيردي الموسيقي لاوبرا عايدة مقابل 150 ألف فرنك من الذهب وقد تم تصميم ديكور وملابس العمل في باريس وتكلفت 250 ألف فرنك.
وأمر الخديوي إسماعيل ببناء دار الأوبرا لتكون جاهزة خلال 6 أشهر في عام 1869 للاحتفال بافتتاح قناة السويس، وفقا لموقع "الهيئة الوطنية للإعلام".
ويشير الكاتب والمؤرخ الفرنسي روبير سوليه في كتابه "مصر ولع فرنسي" إلى أن الكثيرين نسبوا تأليف نص أوبرا عايدة إلى مؤلفين شتّى، وثبت انتساب هذا العمل إلى مارييت عالم المصريات الفرنسي الذي كتب السيناريو وصمم الملابس وديكورات العرض فضلا عن وضع الخطوط العريضة لإخراج العمل الفني.
واختار مارييت باشا اسم "عايدة" عنوانا لعمله لما يحمله الاسم من دلالة مصرية، كما استلهم أحداثها من تاريخ مصر القديم، معطيا لنفسه حرية التحرك في سرد أحداثها دون التقيد بفترة زمنية محددة، على الرغم من اتجاه البعض إلى ربط الأحداث بفترة حكم الملك رمسيس الثالث، وكان مارييت قد قضى 6 أشهر في صعيد مصر ينسخ بمنتهى الدقة نقوشا وتفاصيل فنية على صفوف أعمدة المعابد، كي يستفيد منها في إخراج عمله ليكون الأقرب علميا للطبيعة الفنية للنص التاريخي، وفقا لـ"بي بي سي".
وقصة "أوبرا عايدة" تجسد صراعا بين "الواجب والعاطفة"، وتروي قصة أميرة حبشية أسيرة في مصر، تصبح وصيفة لـ "آمنيريس"، ابنة الملك الفرعون، وتقع الفتاتان في حب رجل واحد "راداميس"، القائد الحربي المصري، الذي يبادل عايدة حبا كبيرا.
ويستمر العرض الدرامي في سرد الأحداث بعد أن تفسد الأمور نتيجة اندلاع حرب بين مصر والحبشة، وتنتصر مصر ويطلبون من راداميس الزواج من ابنة الفرعون مكافأة له على الانتصار، فيسعى إلى الهرب مع حبيبته عايدة، ويفشي بعض الأسرار العسكرية لها عن دون قصد، فيعتبرونه خائن لواجبه العسكري ويحكم عليه بالدفن حيا، وتلحق به عايدة وتموت بين ذراعيه في قبرهما.
تعليقات الفيسبوك