«من يدق الباب يسمع الجواب».. الفصائل الفلسطينية تستعد للتصعيد
صورة أرشيفية
خضر عدنان لـ«الوطن»: التصعيد من أجل نظرة مستقبلية.. والحشد والتظاهرات ستكون أكبر يوم الجمعة
ذكر مصدر بالفصائل الفلسطينية لـ«الوطن»، أن القوى الفلسطينية في قطاع غزة تنوي التصعيد تجاه «العدو الإسرائيلي» نهاية هذا الأسبوع بصورة كبيرة خلافًا لما جرى في الأيام السابقة، وذلك ردًا على اغتيال الاحتلال لـ5 من صفوف الفلسطينيين في تظاهرات سلمية.
وقال خضر عدنان، القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن الاحتلال الإسرائيلي صعد، الجمعة الماضية، ضد التظاهرات السلمية والتي هي أكثر من سلمية، مضيفًا أن التظاهرات يقوم بها الفلسطينيون رغم أنها تلحق بهم الخسائر إلا أنها لازمة من أجل نظرة مستقبلية للحرية والعزة والكرامة، لذلك يدفعون الثمن، موضحًا أن استمرار الاحتلال في قتل الأطفال والشباب والنساء بدم بارد في قطاع غزة دون دفع الثمن، سيجعل الاحتلال يعتاد على سياسة القتل من طرفه والصمت من طرفنا، مستطردًا: "هذا لن يكون.
وأضاف عدنان أن المقاومة الفلسطينية لها خطوات واضحة، فالهدوء مقابل الهدوء والتصعيد مقابل التصعيد، لافتًا إلى أن التصعيد المنتظر هذا الأسبوع ردًا على قتل 5 من شعب قطاع غزة والذي يعد تصعيد إسرائيلي واضح، وتابع: "فصائل المقاومة الفلسطينية وجهت نداء للراعي المصري لتدارك الأمر، ولم يكن على مستوى الراعي مصر فقط، بل كان هناك للغرب أيضًا للأمم المتحدة من أجل إلجام هذا الاحتلال، وإيقافه عند حده"، وقال: "نحن كشعب فلسطيني لا نريد التصعيد من أجل التصعيد، نحن نلجأ إلى المقاومة لوقف الدماء الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية".
خضر عدنان
«من يدق الباب يسمع الجواب».. بهذه الجملة وصف عدنان أسلوب المقاومة الفلسطينية في الرد، مضيفًا أنه لا يوجد فعل عدمي للمقاومة، وهي لا تريد التصعيد، وهذ واضح في كل فصائل المقاومة الفلسطينية من يمينها إلى يسارها، لافتًا إلى أن الاحتلال يريد أن يطبق سياسة جديدة على الأرض في الميدان بغزة، وهي التقل والجرح والتدمير والتخريب والقصف دون أن يقابله رد فلسطيني، وهذا الأمر يرفضه أي إنسان.
أكد عدنان أنه سيكون هناك حشد أكبر للمسيرات والتظاهرات، والتفكير للرد سيكون في يد فصائل المقاومة والنخب الشبابية والحركات النسوية في ميدان قطاع غزة، لافتًا إلى أنهم سيقدرون الموقف، مشيرًا إلى أن "أهل غزة لا أحد يملي عليهم ما يجب أن يفعلوه، ولكن هم يريدون أن يفعلوا ما سيفعلوه لوقف نزيف دماء أبناءهم"، لافتًا إلى تراجع إطلاق البالونات الحارقة وفقًا لاتفاق التهدئة، وهذا كان واضح.
القاهرة تحاول التهدئة وترسل وفد أمنى بصورة عاجلة إلى غزة للتحقيق في استشهاد 5 فلسطينيين
غزة - صورة أرشيفية
في السياق، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية ما نشرته صحيفة «الأخبار» اللبنانية، أمس، بشأن تهديد فصائل المقومة في غزة باستعدادها لخوض جولة جديدة من المواجهة جراء تعمد العدو استهداف المدنيين، مشيرة إلى أنه تم إبلاغ القاهرة بذلك، وبسبب ذلك، توقعت وصول وفد مصري أمس إلى القطاع لتلقي التحقيقات الفلسطينية على أحداث الجمعة الأخيرة بحيث إنه سيستلم من المقاومة دلائل تؤكد أن العدو تعمد استهداف الشهداء من دون أن «يشكلوا خطراً على جنوده أو حتى يقتربوا من المنطقة العازلة»، على أن الجمعة المقبل سيكون موعد الاختبار الفعلي وفقًا للمقاومة.
أضافت الصحيفة الفلسطينية، أنه على مدى اليومين الماضيين والمصريون يُجرون «اتصالات موسعة» مع قيادة الفصائل في غزة لمنع وقوع تصعيد أو مواجهة عسكرية مقبلة، بعدما أبلغت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» القاهرة مباشرة وبوضوح أن الأسبوع الجاري سيكون «اختباراً حقيقياً للتفاهمات»، وأن «الأدوات الخشنة لمسيرات العودة» ستعود بقوة وبأساليب مختلفة. ونقلت الصحيفة أن المصريون ضغطوا على الفصائل لـ«ضبط النفس».
«غرفة عمليات المقاومة»: يوم الجمعة سيكون حاسمًا
ويأتي ذلك بعد يوم على بيان «الغرفة المشتركة للمقاومة» في غزة وصفت فيه ما حدث يوم الجمعة بأنه «جريمة متكاملة الأركان، واستهتار واضح من العدو بدماء أبناء شعبنا الغالية».
ورداً على المطالبة المصرية بتوثيق تعمد الاحتلال قتل وإصابة المتظاهرين خارج «المنطقة العازلة»، قالت «غرفة عمليات المقاومة»: «لقد تبين لدينا بعد الفحص الدقيق لوقائع الجريمة الصهيونية بأن جميع الشهداء قد تم استهدافهم على بعد 300-600 متر من السلك الزائل، كما كانت معظم الإصابات على بعد 150-300 متر، ما يؤكد أن هناك تعمداً واضحاً في قنص جميع الشهداء والجرحى». جراء ذلك، قررت «الغرفة» أن «يوم الجمعة المقبل سيكون حاسماً في اختبار سلوك ونوايا العدو الصهيوني تجاه أبناء شعبنا في مسيرات العودة، وإننا مصرّون على حماية أبناء شعبنا الفلسطيني، ولدى الغرفة المشتركة ردودٌ جاهزةٌ وقاسيةٌ يحدد مسارها وشكلها وتوقيتها سلوك العدو على الأرض، وإن غداً لناظره قريب».
ميدانياً، وفي إشارة إلى جدية التوجه بعودة الضغط، أطلقت «وحدات البالونات» دفعة من البالونات، أمس الأول، الحارقة والمفخخة التي انفجر عدد منها فوق المواقع العسكرية الإسرائيلية ومستوطنات «غلاف غزة»، ما أدى إلى استنفار كبير لدى جيش العدو على الحدود محاولاً تفجير البالونات التي لم تنفجر.