تراجيديا «المنصة» فى اغتيال السادات: الإخوان حرّضوا.. والإشراف والتنفيذ لـ«الجماعة الإسلامية والجهاد»
مشهد من حادث المنصة
بعد رحلة عامرة بالعطاء والكفاح امتدت على مدار 63 سنة وضع الإخوان وأذنابهم حداً لحياة الرئيس محمد أنور السادات فى 6 أكتوبر 1981، بعدما نفذوا جريمة اغتياله على يد أعضاء تنظيمَى الجهاد والجماعة الإسلامية، تحت مسمى عملية الجهاد الكبرى، وبتحريض تام من الجماعة الإرهابية.
وأكد إسلاميون وخبراء فى الشأن الإسلامى أن الإخوان أعادوا فكر الخوارج، وأن كتابات سيد قطب كانت سبباً لاغتيال السادات، فـ«الإخوان» وصفت منفذى حادث الاغتيال بأنهم أبناؤها، وسعت الجماعة لتنفيذ حوادث اغتيال سابقة، منها حادث الفنية العسكرية الذى شاركت فى إعداده القيادية الإخوانية زينب الغزالى.
وقال الشيخ فؤاد الدواليبى، القيادى التاريخى للجماعة الإسلامية: الإخوان هم مؤسسو الفكر الجهادى التكفيرى فى العصر الحديث، وتشكلت أفكار قيادات الجماعة الإسلامية وجماعات التكفير بناء على كتابات سيد قطب، فالإخوان هم أول من أسس ووضع بذرة أفكار التكفير والخروج على الحاكم، كما هو مدون وثابت فى كتب سيد قطب مثل «فى ظلال القرآن»، و«معالم فى الطريق».
خالد الزعفرانى: الجهاديون لم ينسوا ثأرهم منذ كان عضو اليسار فى محكمة الشعب عام 1954
وأضاف أن «جماعة التكفير والهجرة تُعد أكبر جماعة تكفيرية وُجدت على الساحة حينها، بقيادة شكرى مصطفى الذى كان إخوانياً وخرج من تحت عباءة الإخوان وعاد بفكر الخوارج، وكان يكفر المسلمين ويخرجهم من الملة ويستحل قتلهم، مثل ما فعل مع وزير الأوقاف الأسبق الشيخ الذهبى».
وتابع: كانت قيادات الجماعة الإسلامية فى عهد السادات لا يتجاوز أعمارها 27 سنة، والالتزام المعرفى بالأمور الشرعية قائم على اجتهاد شخصى لكل فرد فى تحصيل بعض المواد الشرعية بطريقة عشوائية، وكانت تحكم القيادات فى هذه الفترة العاطفة أكثر من أى شىء آخر، فتأثروا بخطاب صالح سرية وكارم الأناضولى فى قضية الفنية العسكرية مع قراءات متفرقة فى كتابَى «فى ظلال القرآن»، و«معالم فى الطريق» لسيد قطب، فتشكلت عقول قيادات الجماعة الإسلامية، وأخذوا موقفاً عدائياً ضد حكام العرب. ولقلة خبراتهم بالأمور السياسية والشرعية كان قرار اغتيال السادات القرار الخاطئ فى حياتنا.
وأكد وليد البرش، مؤسس جبهة «تمرد الجماعة الإسلامية»، أن «الإخوان لم يمهلوا الرئيس السادات ليصحح خطأه بالتصالح معهم، فقد قال الشيخ كرم زهدى، الأمير السابق للجماعة الإسلامية لنا: الإخوان كانوا يحرضوننا على قتل السادات رافعين شعار (الإسلام ضاع)، والتلمسانى مرشد الإخوان أفتى بأن اتفاقية كامب ديفيد حرام، فقتلوه، بل إنهم كانوا يعلمون تفاصيل حادث الاغتيال وموعده، كما ذكر ذلك القياديان الإخوانيان محيى عيسى وأبوالعلا ماضى، ولم يكتفِ الإخوان بذلك، فقد أصدر مصطفى مشهور عدداً من مجلة الطيور المهاجرة التى تصدرها (الإخوان) فى فيينا، وعلى غلافها صورة خالد الإسلامبولى وقتلة السادات فى القفص، وقال: أبناء الإخوان فى سجون مصر».
سامح عيد: احتفلوا باغتياله داخل السجون ومحمد حبيب: «البنا» أول من زرع بذرة العنف
وقال الشيخ خالد الزعفرانى القيادى الإخوانى المنشق: كنت حلقة التواصل بين الإخوان والجماعة الإسلامية فى هذه الفترة، ولم تكن معاهدة السلام السبب وراء اغتيال السادات، بل جماعة الإخوان هى السبب فى ذلك، والدليل أن التيار الإسلامى لم يكن لديه عداء مع الدولة ورؤسائها منذ ثورة 23 يوليو حتى عام 1975، وفى هذه السنة نشرت جماعة الإخوان سيلاً من الكتب ضد الدولة ورؤسائها، وكان أبرزها لـ«زينب الغزالى» و«جابر رزق»، ومنظومة سيد قطب، فكل هؤلاء فجّروا فى التيار الإسلامى حقداً غير عادى ضد رجال ثورة 23 يوليو، وساد بين الإسلاميين فكر التكفير والعنف، فكل هؤلاء ملأوا عقول الإسلاميين بالحقد ضد السادات، وانتهى الأمر باغتياله.
وأضاف سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية: «حين تمت واقعة اغتيال السادات احتفلت قيادات الإخوان داخل السجون بهذا الحادث الأليم، بعد أن تحقق لهم المخطط الذى كانوا يحلمون بتنفيذه، لأنهم كانوا يكفّرون رئيس الدولة، والتكفير يُعتبر رخصة وإذناً بالقتل، وظهرت أيادى الإخوان بصورة واضحة فى الفتنة التى شهدتها الكلية الفنية العسكرية، فكان صالح سرية وكارم الأناضولى على اتصال بزينب الغزالى. وفى ظنى أن السبب الرئيسى لتحريض الإخوان ضد السادات أنهم لم ينسوا ثأرهم القديم، فالسادات كان عضو اليسار فى محكمة الشعب عام 1954 وحكمت على 7 منهم بالإعدام، منهم عبدالقادر عودة ويوسف طلعت».
وقال الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد العام السابق: «عندما سألوا حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان، متى وكيف تكون خطوتكم التنفيذية، أى وصولكم إلى السلطة، تحدّث عن ضرورة توافر ثلاثة أنواع من القوة؛ قوة العقيدة والإيمان، وقوة الوحدة والارتباط، وقوة الساعد والسلاح، حينما لا يجدى غيرها، وهو بذلك أول من وضع بذرة العنف فى منهج الجماعة، فاستخدام السلاح فى مواجهة الحكومات والأفراد له خطره وأثره، سواء على أمن واستقرار المجتمع، أو على الأرواح والدماء، فضلاً عن أنه يعطى المشروعية لكل من يمتلك السلاح بالقفز على السلطة.