شماسان ومتطوعة.. "الوطن" تكشف كواليس أول "تسبحة" مسيحية في احتفال رسمي
مريم ومايكل ومارين
في تجسيد لمعنى أن "العاجز من لا يستطيع مد يده بالحب"، وقف "مريم ومايكل ومارين"، شباب من ذوي الإعاقة، على مسرح "المنارة" في حضرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، يرنمون المزمور الـ150 من الهوس الرابع بلحنه الكيهكي، بالإنجيل، بعد ختم الشيخ خالد الجارحي تلاوته لآيات الذكر الحكيم في سابقة تحدث لأول مرة، خلال احتفالية "قادرون باختلاف" أمس.
تقول مريم مكرم متطوعة، جزء من الكورال، كنا نحاول اختيار لحن قبطي له علاقة بالمناسبة، فهذه أول مرة يبدأ حفل عام بصلاة مسيحية، كما أن الكنيسة تعيش أجواء الميلاد و"التسبحة الكيهكية"، فكانت الأولوية لـ"الهوسات" والألحان الخاصة بهذا الشهر من العام، المريمي، والمزمور الـ150 من أكثر الألحان تداولا، ويقال بـ"اللحن "الكيهكي"، المرتبط اسمه بشهر "كهيك القبطي"، وباللحن السنوي طوال العام في ختام القداسات.
وبدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، "التسبحة الكيهكية" منذ الأسبوع الأول من ديسمبر، وهي تسبحة تبدأ مساء السبت من كل أسبوع وتظل طوال الليل، لتنتهي صباح الأحد بصلوات القداس الإلهي، والمزمور الـ150 جزء من "الهوس الرابع" الذي يسبح في سهرات شهر كيهك، وكلمة "هوس" قبطية تعني تسبيح أو تسبحة، وهي صلوات لتميجد الله فقط، لا غرض فيها أو طلب.
ونسبت مكرم في حديثها لـ"الوطن"، كل النجاح لرفيقيها في الكورال مايكل ومارين، قائلة: "أنا كل اللي عملته ضبط الإيقاع والنغمات وطبقات الصوت بينهم وتدريبهم على الدخلات والتسبحة معا، هما متربيين أوي وبيسمعوا الكلام ودايما عايزين يقدموا أفضل ما عندهم".
وتوضح مكرم: "كانت الصعوبة في تحفيظ المزمور بالترتيب، وكانت هناك طريقة يحفظون بها، إذ قسموه قسمان ثم رتبوه حسب نوع الآلات الموسيقية، وختموه بـصنوج، وصنوج التسبيح وحسنات الصوت، وهي في الجزء الأخير من المزمور".
وتقول نبيلة رياض، والدة مارين، الذي شارك في التسبحة على مسرح "المنارة": "مرت فقرة التسبحة بالعديد من التغيرات منذ بداية إقرارها، إذ غييرت الألحان أكثر من مرة، وقبل أيام من العرض أتت مريم مكرم لتختار اللحن النهائي، الذي وفقت جدا في اختياره، لأنه مألوف على آذان الشابان نظرا لأنهما شماسان في الكنسية بالأساس".
وتابعت فؤاد، في حديث لـ"الوطن"، أن ابنها "مارين" هو في الأصل شماس، خادم في الكنيسة يساعد الكاهن في صلاة القداس، ويحفظه الألحان معلم الكنيسة قائد الشمامسة الذي يقودهم، كما أنه يخدم في القداسات أي أنه يقف في صف الشمامسة مع زملائه في الكنيسة خلال صلوات القداس الإلهي، وتؤكد: "كان سعيدا جدا، وكان يرغب في مصافحة الرئيس لكن لم تتاح له الفرصة".
وتقول منال فؤاد، والدة "مايكل ماجد"، رفيق "مارين" بالتسبيحة، أنه بالأساس شماس أيضا، ويذهب إلى مدرسة الشمامسة في كنيسة السيدة العذراء والقديس أثناسيوس الرسولي في مدينة نصر، موضحة أنه يحضر مدرسة الشمامسة مع بقية أطفال الكنيسة دون الحاجة للذهاب لخدمة ذوي القدرات الخاصة، إذ اجتاز الثلاث مستويات، متابعة: "كان يحفظ اللحن لكن لم يكن يعرفه بلحنه الكيهكي، وتدرب على اللحن الكيهكي وأداه بشكل جيد".
وتابعت فؤاد في حديثها لـ"الوطن": "كنا متحمسين جدا، فهذه أول مرة تؤدى تسبحة مسيحية في حدث ضخم، وأن تكون هذه السابقة لذوي القدرات الخاصة، فهي ثقة كبيرة فيهم، ولافتة طيبة منهم"
بلسان الأم تضيف: "أول ما مايكل خرج على المسرح وشاف الرئيس السيسي قدامه كان مبهور جدا، لكن الحمد لله ركز في اللحن، مقدمة الشكر للرئيس ولما قدمه لهم أمس من حب وسعادة شعروا بها جميعا قبل أبنائهم".
https://youtu.be/qBuASYCjkn8