في ذكراه.. شقيقة السادات لـ"الوطن": كنا نحتفل بعيد ميلاده مع المسيحيين
الرئيس الراحل أنور السادات
ملامحه الأيقونية السمراء ونبرة صوته الاستثنائية تسيطر على العقول بمجرد ذكر اسمه، رغم رحيله، لتستحوذ سيرته على مساحات واسعة بالصحف والقنوات التليفزيونية تليق برئيس جمهورية حاز على جائزة "نوبل للسلام"، بالتزامن مع ذكرى ميلاده المئوية، وسط سعادة شقيقته الكاتبة الصحفية سكينة السادات بالاحتفاء الإعلامي.
"مجهود عظيم لجريدة الوطن في إعداد ملف خاص لأخويا البطل".. كلمات تقدير أثنت بها شقيقة الراحل محمد أنور السادات على الصحيفة، مؤكدة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي صاحب الفضل وراء الاهتمام الإعلامي، لتقديره الدائم لدور شقيقها في استقرار مصر، وحرصه على الإشادة بقرارت "السادات"، مبرهنًا بالإحصائيات والتقارير الموثقة على رجاحة عقل الرئيس الأسبق، على عكس "الهجوم المبرح" من الإعلام اليساري عليه خلال حكمه للبلاد، على حد قولها.
ذكريات الاحتفال بميلاد "رجل الحرب والسلام" استرجعتها "سكينة" بعد مرور 100 عام على ولادته، راوية لـ"الوطن": "مكنش في تورتة وجاتوهات أيامها، إحنا ناس فلاحين"، لتستبدل الأم "الأكل الأفرنجي" بـ"الخبز الريفي" واللحوم والخضراوات، محتفلين بمولده مع أهالي قرية "ميت أبو الكوم" المسيحيين، المصادف لأعياد ليلة ميلاد يسوع، موضحة: "الاحتفال بعيد ميلاده كان حدثا فرعيا في اليوم، وكان سعيدا بمشاركة جيرانه الأقباط العيد".
الحديث عن ميلاده، استدعى في أذهانها شعورها بالحرمان منه في مرحلة طفولتها، فهو "الضابط الغائب"، المحتجز تحت قبضة الاحتلال الإنجليزي، تتنظره الأسرة بلهفة كل أسبوعين، عند تقديم المعارضة طلب الإفراج عنه، فتُحضر الأم أشكالا متنوعة من الأطعمة التي تحبها، أهمها "صينية البطاطس"، لكنه لم يعد، منتظرين بشغف 14 يوما أخرى، حتى تمكن "السادات" من الهرب، بعد عدة أشهر، متخفيًا في جلباب وعمامة، طامسًا ملامحه الحادة بالشارب والذقن، طارقًا باب المنزل فجرًا، ليدب الفزع في أرجاء البيت، حتى طمأن الأب زوجته وأبناءه بأنه "أنور السادات".
رغم انشغاله بالعمل مع الضباط الأحرار وبعدها رئاسة الجمهورية وإدارة الحرب ضد إسرائيل، إلا أنه كان يخصص أوقاتا لرؤية أسرته في منزله بـ"ميت أبو الكوم"، ومعرفة أحوالهم، مناقشًا الأزمات العائلية بهدوء وحسم، مشددًا على ضرورة التعفف، وعدم ذكر قرابتهم له للحصول على مميزات، حتى أتى موعد الوادع الأخير، الذي استقبلته العائلة أمام قبر أول شهيد طلعة طيران "عاطف السادات"، حيث اعتادوا على استقبال ذكرى أكتوبر بزيارة مدافن العائلة، لحين مجيء "بطل الحرب" من الاحتفالات بالطائرة الهليكوبتر، ليشهد عام 1981 تواجده بالمقابر بالمنوفية، ولكن هذه المرة تحت التراب بجوار أبويه وأخيه البطل.