جامعة الدول و13 دولة «ضيوف شرف» بمعرض الكتاب.. واحتفاء بـ«الآباء المؤسسين»
إقبال كبير من الشباب على معرض الكتاب كل عام
نقلة نوعية يشهدها معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ50 أو يوبيله الذهبى، حيث يشهد كثيراً من التغييرات التى بدأت بنقله إلى بيت جديد بمركز المعارض المصرية بالقاهرة الجديدة، ومشاركة 20 دولة عربية، واختيار جامعة الدول العربية كضيف شرف، واحتفاء خاص بالآباء المؤسسين للمعرض والشخصيات المهمة التى أثرت فى مسيرته على مدار تاريخه.
التغيير طال نظام عرض القاعات، حيث تم تنظيم 4 قاعات منفصلة عن بعضها البعض، الأولى مخصصة للكتب الخاصة بالتراث وكتب الأزهر والسعودية، والثانية تم تخصيصها للناشرين العرب والكتب الأجنبية، أما الثالثة فهى مخصصة للناشرين المصريين، والرابعة قاعة المعرض الرئيسية، التى غالباً ما يقوم بها ناشرو الأطفال ببيع الكتب الخاصة بهم، إلى جانب القاعة المجهزة لحفلات التوقيع وإقامة الندوات، حيث تم منع إقامة حفلات توقيع فى الأجنحة، فى رغبة شديدة لجعل اليوبيل الذهبى أكثر تنظيماً من الدورات الماضية، التى كانت ذات طابع فوضوى، شكا منه الجمهور، مع إلغاء قاعات العرض المكشوف، كما كان الحال فى معرض مدينة نصر، لتكتمل حلقة التنظيم بتوحيد لون وخط اللافتات وحظر استخدام الدعاية الخاصة بالناشرين.
«المصرى»: الاهتمام بالكتب المؤسسة للثقافة العربية خلال نصف قرن.. ومؤتمرات لحقوق ملكية الكتاب المطبوع والرقمى
واعتاد المعرض بشكل دورى اختيار دولة عربية كضيف شرف كل عام، وكان يتم تجهيز جناح خاص لهذه الدولة تعرض فيه ما تشاء من كتب وتنظم فعاليات خاصة بها وندوات ومحاضرات تقوم بتنظيمها، بجانب استضافة وزير الثقافة الخاص بهذه الدولة ليفتتح المعرض، لكن فى اليوبيل الذهبى للمعرض تم اختيار جامعة الدول العربية كضيف شرف للمعرض، ما يعنى استضافة نحو 20 دولة عربية فى المعرض، بما يخلفه ذلك من زيادة من الأعباء التنظيمية والتجهيزات الخاصة به.
وقال الدكتور شوكت المصرى، مدير النشاط الثقافى والفنى وعضو اللجنة العليا للمعرض، إن نقل أرض المعرض إلى مركز مصر للمعارض بالقاهرة الجديدة كان ضرورياً بعد قيام وزارة الاستثمار بإقامة منشآت عليها، حيث إن أرض المعارض تابعة لوزارة الاستثمار وليست مملوكة للهيئة العامة للكتاب، وكان يتم استئجار الأرض منها، وبعد أن دخلت أرض المعارض بمدينة نصر مرحلة تطوير الإنشاءات كانت هناك صعوبة فى إقامة المعرض عليها والمعدات بها، وأضاف أن الحل البديل كان البحث عن مكان أكبر يليق بأهمية إقامة المعرض كحدث ثقافى كبير، وتم الاستقرار على نقله لمركز مصر للمعارض ورفض اقتراح باختيار قاعة المؤتمرات، لصغر المساحة بالنسبة لاحتياجات المعرض، فمركز مصر للمعارض أنسب خيار لما يتميز به من خدمات لوجيستية، مثل إمكانية توافر خدمة الواى فاى ووحدة تكييف مركزى وقاعات العرض والأنشطة على مستوى الشكل والتنظيم، فأصبح المعرض أكثر تنظيماً فى يوبيله الذهبى عن دوراته السابقة، وسيُقام على مساحة 40 ألف متر لعرض الكتب وعدد القاعات وصل إلى 14 بجانب متحف الطفل والمسرح الرئيسى الخارجى لعرض الأنشطة.
وتابع «المصرى» قائلاً إن المعرض هذا العام جعل من الدكتور ثروت عكاشة، باعتباره وزير الثقافة الذى افتتح الدورة الأولى للمعرض، والدكتورة سهير القلماوى، التى كانت رئيساً للهيئة العامة للكتاب حينها، شخصيتى المعرض فى دورته الحالية، مشيراً إلى أن المعرض ولأول مرة يستضيف منظمة باعتبارها ضيف شرف وهى جامعة الدول العربية، باعتبار أن هذه الدورة استثنائية، حيث إنها دورة يوبيله الذهبى، وذلك تكريماً للجامعة العربية، إضافة إلى الاحتفاء بـ13 دولة أخرى تمت استضافتها كضيف شرف للمعرض فى الدورات السابقة منذ دورته الأولى حتى الآن، فمنها بعض الدول العربية مثل السعودية والبحرين وليبيا، وهناك 7 دول غير عربية، منها إنجلترا وفرنسا والصين وإيطاليا، فالجناح الرسمى الخاص بضيف الشرف سيكون جناح جامعة الدول العربية، ولن يكون هناك جناح خاص بكل دولة من دول الجامعة، حيث تشرف الجامعة على الجناح بأكمله.
وأكد «المصرى» أن المعرض سيحتفى هذا العام بالكتب المؤسسة للثقافة العربية خلال الـ50 عاماً، وأيضاً بالكُتاب المؤسسين للثقافة العربية، مشيراً إلى أن هناك بعض المحاولات لتمثيل المشهد الثقافى العربى بشكل يليق به من خلال زيادة فى عدد الوفود العربية والأجنبية المشاركة وطرح محور خاص بالصناعات الثقافية، وتنظيم مؤتمرات ولقاءات مهنية خاصة بحقوق الملكية الفكرية الخاصة بالكتاب المطبوع والرقمى.
وأوضح «المصرى» أنه يتوقع زيادة كبيرة فى نسبة مشاركة الجمهور للمعرض هذا العام، حيث إن هيئة القوات المسلحة أعلنت أنها ستوفر شبكة نقل مجانية للمعرض بتوفير أوتوبيسات نقل عام من الميادين العامة والمواقف والدائرى وطريق الأوتوستراد ومحطات المترو، خاصة محطة مترو أرض المعارض القديمة، كما أنه سيكون هناك أوتوبيسات مجهزة مخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة وأخرى للإعلاميين وأعضاء اتحاد الكتاب، وسيكون هناك طرق نقل مخصصة للشخصيات المشاركة فى الندوات، ولأول مرة يكون هناك قائمة انتظار للمعرض، كما ستتم دعوة عدد كبير من الكتاب العالميين المعروفين ولديهم أسماء كبيرة وحاصلين على جوائز ذات قيمة عالية فى الثقافة بجانب دعوة المفكرين العرب.
وقال الدكتور أحمد عواض، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، إن ثقافتنا الحدودية تشارك فى المعرض هذا العام، حيث هناك برنامج فنى كبير يتم التنسيق له مع الدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة العامة للكتاب والزملاء فى الهيئة، ومن المقرر أن تشارك الهيئة فى المعرض بـ 35 إصداراً جديداً أو أكثر بجانب إصدارات العام بأكمله، وأضاف «عواض» أنه يتم وضع لمسات أخيرة لإصدار عناوين جديدة مميزة للهيئة تخص المسرح، أما بالنسبة للأنشطة فتقوم الهيئة بتنظيم جدول لإقامة الكثير منها على المسرح الجديد، حيث تضع الهيئة إمكانياتها تحت تصرُف الهيئة العامة للكتاب خلال فترة إقامة المعرض سواء فى إقامة معرض الحرف التراثية أو مشاركة الفرق الفنية.
وقال الدكتور أنور مغيث، رئيس المركز القومى للترجمة، إن جميع الهيئات الثقافية تتعامل مع معرض القاهرة الدولى للكتاب باعتباره موسماً ثقافياً، ولذلك تقوم بالاستعداد الجيد للمعرض، نظراً لتوافد الكثير من الجمهور على المعرض لاقتناء الكتب وحضور الندوات التى يقوم بها رواد الثقافة، وهذا العام سيكون المعرض أكثر تنظيماً، وجميع قاعاته صالات مغطاة، ما يؤدى إلى تجنب خسائر التقلبات الجوية التى كانت تحدث كل عام، وتعمل الهيئة جاهدة للحفاظ على نسبة مشاركة الجمهور السنوية، من خلال إضافة عناوين جديدة، فوصلنا إلى ما يقرب من 200 عنوان تمت إضافتها عن العام الماضى، وخلال هذا العام تم إصدار الكثير من الكتب الهامة، مثل موسوعة الهيموريطيقا للدكتور محمد العنانى، وهى عبارة عن 3 مجلدات، كما تم إصدار موسوعة ألف ليلة وليلة لتتلخص فى مجلدين، واستكمال موسوعة المسرح من كامبريدج فى 7 مجلدات ليتم طرحها فى المعرض بسعر مخفض، إضافة للعناوين الأخرى فى مختلف المجالات بداية من أدب الطفل للتاريخ للعلوم الإنسانية للفنون والعمارة.