معاناة أهالى الحى السادس من عنف طلاب الإخوان: ضرب وخطف وتحطيم نوافذ
بعد أسابيع من أعمال العنف والحرق والتخريب والتدمير والاعتداءات من طلاب جماعة الإخوان «الإرهابية» فى جامعة الأزهر ومدينتها السكنية، رصدت «الوطن» معاناة سكان الحى السادس بمدينة نصر، الذين يطلق عليهم طلاب الإخوان «بلطجية مدينة نصر» ليكون مبرراً للاعتداء عليهم وعلى أبنائهم وممتلكاتهم، مما وصل إلى خطف أطفال السكان إلى داخل المدينة الجامعية بمجرد مرورهم أمامها، ليمارس ضدهم أعتى أنواع الاعتداءات، حيث عبّر الأهالى عن معاناتهم من تكرار أحداث العنف يومياً، وتعرُّض نوافذ منازلهم إلى التحطيم، مطالبين الشرطة بالتعامل مع أحداث الشغب.
الوضع أمام المدينة شديد الخطورة.. بتلك الكلمات بدأ أحمد جمال، القاطن بأحد العقارات المواجهة إلى المدينة الجامعية للأزهر، وصف حال المنطقة المحيطة بالجامعة، وقال: «لم نعد نستطيع الحياة فى المنطقة، فكل يوم يخرج طلاب الإخوان عدة مرات ويقطعون طريق مصطفى النحاس دون أى أسباب أو مبررات، وفجأة نجد العشرات منهم خارج المدينة ومعهم أخشاب وبراميل وأحجار الرصيف الكبيرة، ثم يجبرون قائدى السيارات على الوقوف فى الطريق، ومن لا يستجيب يحطم زجاج سيارته، ثم يبدأون فى الهجوم على أهالى المنطقة بالسباب والإشارات البذيئة والحجارة، إلى أن يختطفوا أياً ممن يتصدون لهم ويصطحبونه إلى داخل المدينة، ونفاجأ به يعود إلينا بعد ذلك مكسر العظام والدم يسيل من كل جسده».
هنا تدخل محمد سليمان، من سكان المنطقة، قائلاً: «منذ أيام خطفوا نجل أحد الجيران وعمره 5 سنوات ويعانى من شلل أطفال، من أمام باب المدينة الساعة الواحدة ليلاً، وحين تجمّعنا للبحث عنه ألقوا به من خلف بوابة المدينة، وهو يتقيأ الدم، فأخذه والده إلى المستشفى ثم انتقل به بعد ذلك من المنطقة كلها، حفاظاً على أرواح أبنائه». وأضاف «محمد»: «هما بيستفزونا، ولما ندافع عن نفسنا، هما و(الجزيرة) يقولوا علينا بلطجية الحى السادس»، مشيراً إلى أن طلاب الإخوان يخطفون كل من يسير إلى جانب سور المدينة ويسحبونه إلى الداخل ويسحلونه ويعتدون عليه بكل أنواع الاعتداء، مدّعين أنه من أفراد الشرطة، أو من يطلقون عليهم «بلطجية الحى السادس».
بينما شكا خالد سيد، من سكان المنطقة، فى غضب شديد: «لم نعد نستطيع النوم كالعادة، خصوصاً بناتى وزوجتى، منذ أن بدأ طلاب الإخوان استخدام المقلاع بتاع الفلسطينيين وحماس وكل شبابيك البيوت المواجهة للمدينة، التى تبعد حوالى 100 متر محطمة، فهم كل ليلة وأخرى يفاجئوننا بالطوب المقذوف بالمقلاع فى الثالثة فجراً، فيستيقظ الأهالى فى فزع من صوت تحطم الزجاج». وأضاف أن: الأمن كان يتدخل ويعيد طلاب الإخوان بقنابل الغاز المسيل للدموع إلى داخل المدينة، ورغم أننا كنا نعانى من رائحة الغاز، فإنه بعد تأخر الأمن فى الحضور فى الفترة الأخيرة علمنا أن الغاز أرحم بكثير من ممارسات الإخوان».
وتظل مشاكل أصحاب المحلات هى الأكبر فى المنطقة، فالكثير منها أغلق بصفة دائمة، وشكا أمير محمد، أحد أصحاب محلات الحلاقة الذى تحول مصدر رزقه إلى ملاذ للفارين من آثار الغاز المسيل للدموع، قائلاً: «لم أدفع إيجار هذا الشهر بسبب اشتباكات طلاب الجماعة، ويتبقى شهران سأتعرض بعدهما للطرد من المحل، كما أن شركة الكهرباء رفعت عداد المحل المجاور منذ أيام، لأن صاحبه لم يستطع دفع الفاتورة، فنحن نعانى أشد المعاناة بسبب ما يفعله الطلاب».
بينما وقف محمد سعيد، طالب بكلية الدعوة وأحد سكان المدينة الجامعية، ينتظر هدوء الأوضاع حتى يتمكن من دخول المدينة بعد يوم امتحان طويل بدأ من الليلة السابقة التى سهر فيها للمراجعة النهائية قبل الامتحان، وقال: «كنت متعاطفاً مع طلاب الإخوان فى المظاهرات السابقة وشاركت فى الكثير منها، خصوصاً أسبوع الصمود، لكن حينما تحول الأمر إلى حرق وإتلاف، شعرت أن الأمور غير طبيعية، فتراجعت». وعما كان يحدث خلال مشاركته فى مظاهرات طلاب الجماعة قال: «لم أكن أشاركهم فى التخطيط، لكن حينما كانوا يبدأون مظاهراتهم عند باب مبنى كلية التجارة كنت أشارك رفضاً لاقتحام قوات الشرطة الجامعة، وللعنف الذى مارسوه، وبعد انتهاء أسبوع الصمود وجدت الأمور بدأت فى التغيير، حيث ظهرت أفكار عنف غير طبيعية، مثل الدعوة إلى الإضراب والإصرار عليه رغم عدم تفاعل أحد معه، ولكن إصرار طلاب الإخوان على الإضراب أشعرنى بأن الأمر ليس بيدهم، ثم كان إغلاقهم للكليات واعتداءاتهم المتكررة على الأساتذة والموظفين والأمن الإدارى نهاية مشاركتى معهم، فهذا عنف غير مبرر».
وتعليقاً على ما يعانيه أهالى المنطقة، قال الدكتور أحمد حسنى، نائب رئيس جامعة الأزهر، إن إدارة الجامعة تأخذ فى اعتباراتها شكاوى المواطنين من أهل المنطقة، وتعدهم بأن يشهدوا مدينة جامعية مختلفة كل الاختلاف خلال الفصل الدراسى الثانى، مضيفاً: «سوف نعيد الانضباط والهدوء إلى المدينة وإلى كل الجامعة خلال إجازة التيرم، ونعتذر لأهالى منطقة الحى السادس عما يحدث، ونؤكد أنها أفعال بلطجية وليسوا طلاب علم محترمين، وسوف نجرى عملية تنقيح للطلاب ونطرد المشاغبين من المدينة خلال فترة الإجازة».