«هدير».. من المدابغ إلى البيت: مش كل من دق على الجلود فنان
أوقات ممتعة تقضيها «هدير» فى الرسم على الجلود
تزور مدابغ الجلود فى الصباح الباكر، وتقف وسط العمال، بحثاً عن أفضل أنواع الجلود، ثم تحملها على كتفيها إلى المنزل، أو بالأحرى ورشتها المتواضعة، لتمارس هوايتها اليدوية فى النقش عليها، لتصنيع منتجات أنيقة.
هدير الجبالى، 22 عاماً، تهتم بالمشغولات اليدوية منذ الصغر، لكنها قرّرت احترافها منذ عامين فقط، واتخذتها مهنة تتكسّب من ريعها، وفى نفس الوقت تمارس موهبتها الفنية لإنتاج أشكال مميزة من الجلود: «أى حد ممكن يعمل مشغولات يدوية، لكن القليل منهم يقدر ينتج حاجة مختلفة. حب المجال هو الدافع الوحيد لتطوير مهارتنا، وده اللى باعمله فى شغلى».
خلال ممارسة «هدير» لموهبتها فى ورشتها الصغيرة، لا تعبأ بملابسها المصبوغة بمختلف ألوان الجلود، وتقوم بالنقش والحفر والدق عليها، وقصها على هيئة شنط للسيدات وأحزمة ومحافظ للرجال، ثم ترسم أشكالاً فنية عليها وتلونها لإكسابها طابعاً مميزاً.
«حبى لشغلى بيخلينى أقف وسط عمال المدابغ، وأفرز وأطلع أحسن أنواع الجلود الطبيعية، لدرجة إنى بقيت معروفة فى المنطقة، ورغم أن مهمة النقش عليها وحرقها بالنار صعبة، لكنها بالنسبة ليا ممتعة»، تقولها «هدير» التى تعلمت أساسيات الحرفة من فيديوهات على موقع «يوتيوب»، للدرجة التى أصبحت فيها ترسم بالقطر وبعظام الأرنب على الجلود وتعرضها للبيع.
لاحظت «هدير» تفضيل الزبائن اقتناء منتجات عليها صورهم الشخصية وأسماؤهم، فقامت بحفرها على الجلود: «حبى لشغلى واهتمامى به، خلّى اسمى معروف فى سوق الجلود، والناس حبت منتجاتى جداً، ولازم كل صانع أو تاجر يسعى لتقديم الجديد فى السوق، علشان يفيد غيره ويستفيد».