"أشهر ميكانيكية في مصر" مهددة بـ"بتر ساقها".. وأمها: "قلبي اتقطع"
أميرة سيد
بعد شهرتها القوية في منطقتها وعبر الصحف والمواقع الإلكترونية، لتصبح من ألمع الميكانيكيين في مصر، على مدى ما يقرب من عامين، انقلبت حياتها رأسا على عقب قبل 12 شهرا، بعد رحلة طويلة بين المستشفيات أفقدتها مهنتها وحياتها البسيطة التي حاولت فيها تربية ابنتها وكلبيها في ورشتها، لتكون مُعرضة اليوم لأسوأ مصير لم تتخيله وهو "بتر ساقها".
أميرة سيد.. عُرفت بـ"أشهر ميكانيكية في مصر"، و"الأسطى جعفر" بين أصدقائها، في عام 2016، بعد أن قررت ترك كلية الهندسة والاتجاه للميكانيكا نظرا لـ"هوسها بالسيارات"، لتتحدى رفض المجتمع لذلك في بادئ الأمر، حتى وصل بها ذلك للتضحية بزواجها والمضي قدما في تنفيذ حلمها مع ابنتها الصغيرة، بينما كان عمرها 24 عاما.
قبل حوالي عام، عانت الشابة العشرينية من ألم وورم شديد في الفخذ الأيمن، لتتجه إلى أحد المستشفيات الحكومية سريعا، ويخبروها أنه نتيجة "خُراج" لتجري عملية بسببه، ولكنها بعد شهرين اكتشفت وجود "صديد"، لتزور طبيبا آخرا يخبرها أن تلك العملية كانت خاطئة وأنها تعاني من "تسوس بالعظمة"، لتتجه إلى طبيب ثالث يخبرها بالأمر نفسه وأهمية تنظيف العظمة وتركيب جهاز حديدي بها سريعا، وفقا لوالدتها رسمية شوشة.
صدمة قوية تلقتها أسرة "أميرة" بسبب خطأ العملية الأولى وأهمية إجراء العملية الثانية، لتنقشع سريعا مشاعر السعادة والفخر التي عرفها المنزل البسيط وتتبدل محلها أخرى محفوفة بالحزن والقلق والتردد، ليكتشفوا لاحقا ارتفاع تكاليف تلك العملية ويتقدمون بطلب لإجرائها على نفقة الدولة، وبالفعل يتم قبوله ونقلهم لمستشفى حكومية جديدة ولكنهم لم يتمكنوا من الحصول على سرير به.
وفي خضم رحلة طويلة بين المستشفيات لإمكانية إجراء العملية، تمكنت الأسرة من التواصل مع جمعية "مصر الخير" الخيرية التي تكفلت بمصاريف العملية، التي تمت بنجاح وتركيب الجهاز الحديد لتبدأ الأم العشرينية محاولة استعادة حياتها القديمة تدريجيا، ولكنها لم تتمكن من ذلك لتصطدم في إحدى المرات بجهازها الحديد في أحد جدران المنزل، بعد شهر، ما يسبب لها نزيفا بالساق، نقلت على فوره للطبيب الذي أجرى لها عملية ربط جديدة.
"قعدنا 3 أيام في المستشفى بننقلها دم بـ7 آلاف جنيه والأنيميا بتنزل منها بشكل مخيف ووصلت لـ3.4 لحد لما النزيف وقف".. كلمات محفوفة بالقلق والتوتر والألم الشديد تحدثت بهم الأم الخمسينية، التي فوجئت لاحقا بعد ساعات معدودة من عودة النزيف لنجلتها مجددا وانخفاض الأنيميا إلى 2.5، قائلة: "في اللحظة دي بنتي قالتلي ودوني البيت أموت فيه أحسن، وقطعت قلبي كأني أنا اللي هموت".
عدة مستشفيات حاولت الأم ونجلتها التوجه إليها لكنها رفضت استقبال الحالة، نظرا لانخفاض الأنيميا بذلك الشكل المخيف الذي وصفه البعض بـ"أنها على وشك الموت"، لتتمكن رسمية شوشة من التواصل مع أحد العاملين بمكتب وزيرة الصحة الذي وجه سريعا بنقل "الأسطى جعفر" إلى مستشفى الهلال وإجراء الفحوصات اللازمة لها، والتي كشفت قطع بشريات الساق أثناء عملية ربط الجهاز، وأن الأمر يحتاج لتركيب شريان صناعي.
انتقلت الشابة الميكانيكية لاحقا إلى معهد ناصر، بعد توجيه مكتب الوزيرة بتوفير مكان به، الذي تمكث به لمدة 3 أيام، لعلاج الأنيميا الشديدة التي تعاني منها، استعدادا لإجراء العملية اليوم، ومفاجأتها بأن الأمر من الممكن أن يصل إلى "بتر الساق اليمنى"، لتقضي الأم الدقائق المتبقية في الصلاة والدعاء لتتجاوز ابنتها الشابة ذلك الأمر دون فقدانها لساقها ولحياتها التي تنتظرها.