"تايم" عن ترشيحها "ترامب" لـ"شخصية العام": ترك بصمته على كوكب الأرض
"تايم" في ترشيحها "ترامب" لـ"شخصية العام": ترك بصمته على كوكب الأرض
وضعت مجلة "تايم" الأمريكية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في المركز الثاني لقائمة المرشحين لشخصية العام 2018.
وقالت المجلة الأمريكية، عن سبب اختيارها له، إن "بعض رؤساء العالم لديهم خطط لتغيير العالم، ولكنهم ينفذون استراتيجياتهم خطوة بخطوة ويتم الوصول إلى ما يبغونه على المدى البعيد، بينما جاء دونالد ترامب إلى الرئاسة بشكل مفاجئ، ومع ذلك فقد أعاد كتابة قواعد السياسة في عام 2016، وأعاد تشكيل الرئاسة في عام 2017، وترك بصمته على كوكب الأرض هذا العام".
وأضافت المجلة الأمريكية، في تقريرها أمس: "لقد لعب ترامب دورًا كبيراً في جميع الاتجاهات الرئيسية خلال هذه السنة التي أوشكت على الانتهاء تقريبًا، بداية من معاركه الشهيرة مع وسائل الإعلام الاجتماعية، مرورا الموجة الشعبوية التي تجتاح أوروبا، ووصولا إلى الاتجاه الجديد للمحكمة العليا الأمريكية، ولكن تأثيراته الكبيرة لم تتحقق من خلال الإجراءات التقليدية، مثل صياغة جدول أعمال للحكم وإدارة العلاقات الدولية وتأييد التشريعات، بل بدلاً من ذلك، وفي ظل عدم القدرة على التنبؤ بما سيفعله والتي أثارت إعجاب العديد من المسؤولين وقلق العديد من الآخرين، فقد كان سبباً للانقسامات السياسية، التي أفسدت المعايير المتعارف عليها، وأضعفت سلطة الحكومة الفيدرالية من الداخل".
وأشارت المجلة الأمريكية، في تقريرها، إلى أن "ترامب شخصية فريدة من نوعها"، وقالت: "على الرغم من أن ترامب يشبه الرئيس الأسبق آندرو جاكسون في حماسته الشعبوية، وريتشارد نيكسون في مهاجمة النظام القضائي، لكن (ترامب) شخصية فريدة بلا شك، فقد أثرت قراراته في حياة الملايين، من خلال تغيير القوانين في كل شيء من سلامة منظومة المياه إلى منظومة الخدمات المصرفية في بلاده، وغير موازين القوى بين الشركات والمستهلكين، وقلب نظام السياسة الأمريكية في العالم، حيث قام بتنحية دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأوروبا وشرق آسيا، وفي المقابل قام بعقد تحالفات وتشجيع رجال أعمال أقوياء للاستثمار في بلاده".
وتابعت المجلة: "على الرغم من كل هذه الإنجازات، إلا أن هناك موجات من السخرية منه، فقد ضخم الجمهوريون من هجماته الدائمة على الصحافة والإعلام وعملية التصويت بالانتخابات الأمريكية، وقاومت المؤسسات المحلية من المحاكم إلى مجلس الوزراء تجاوزاته الرئاسية، وفي شهر نوفمبر، فرض الشعب رقابة على سلطته، مما أدى إلى عهد جديد من الحكومة المنقسمة. وجلب هذا العام عواقب وخيمة على ترامب، حيث ارتفع العجز في الولايات المتحدة، واضطربت سوق الأسهم في عهده، وثار الناخبون عليه، وأصبح المدعي العام روبرت مولر قاب قوسين أو أدنى من توريطه في قضية التدخل الروسي، فقد اختبرته الرئاسة بلا شك وكشفت عن نقاط ضعفه كما أظهرت نقاط قوته وصلابته".
وقالت المجلة الأمريكية، في تقريرها: "يحب ترامب دائماً أن يطلب من مساعديه إخراج ما يسميه بالنقاط، وهو ملخص مكون من ثلاث صفحات، يشير إلى ما يرمز إليه (ترامب)، وهو أعظم إنجازات إدارته، حيث يحب أن يروج لـ4 ملايين وظيفة تم إنشاؤها منذ الانتخابات، وبعدد الأمريكيين الذين تم توظيفهم أكثر من أي وقت مضى، وهو يتفاخر بإصدار أمر بإنشاء قوة فضائية عسكرية، وإلغاء خطة الطاقة النظيفة التي تقضي على الوظائف على حد قوله، ويتفاخر بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران من جانب واحد".
وأضافت المجلة: "عادة ما يتم الحكم على الرؤساء بشكل رئيسي من خلال قوانينهم وحروبهم، ولكن في عام 2018 كانت إنجازات ترامب تتم في الغالب في غياب كليهما".
وأشارت المجلة الأمريكية، في تقريرها، إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتمكن من إقناع مجلس الشيوخ الأمريكي من تمويل جداره الحدودي أو الموافقة على رؤيته التقييدية لسياسات الهجرة، وأوقفت المحاكم محاولته لإلغاء الحماية عن الذين يريدون أن يحققوا الحلم الأمريكي، لكنه تابع جدول أعماله المثيرة للجدل من خلال الفرع التنفيذي.
وبحسب المجلة الأمريكية فإن إجراءات "ترامب" تتسم بتأثيرات حقيقية تتجاوز الأمور المتعلقة بالشكل والسمعة، ففي نوفمبر الماضي، على سبيل المثال، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إنشاء "جيش أوروبي حقيقي"، وعلى ما يبدو جاء ذلك كرد فعل على انتقاد ترامب للناتو والعلاقات الودية مع روسيا، كما بدأت الدول الحليفة للولايات المتحدة في البحث عن شراكات مع الصين.
وفي غضون ذلك، قامت بكين بتوغلات في الأراضي المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، حيث أجرت "تدريبات" يقول المسؤولون الأمريكيون إنها غطاء للتعبئة العسكرية.
واختتمت المجلة الأمريكية: "بعد مرور عامين على فترة ترامب الرئاسية، يصعب قياس ما إذا كانت نتيجة اضطراباته ستكون كارثية أوغير متوقعة، ففي العديد من الحالات، سلط ترامب الضوء على المشكلات التي لم يتم التعامل معها منذ فترة طويلة، وفي الواقع، عجزت دول الناتو عن تمويل الأهداف الدفاعية للتحالف، وكانت الصين تخدع الولايات المتحدة في مجال الملكية الفكرية منذ سنوات وتحافظ على امتيازاتها في التجارة، ووضعت الهجرة العالمية ضغطًا على الديمقراطيات الليبرالية في جميع أنحاء العالم. حتى هيلاري كلينتون قالت في الآونة الأخيرة إن الدول الأوروبية بحاجة إلى إصلاح سياسات الهجرة الخاصة بها رداً على الأحزاب اليمينية".
وأضافت: "يمكن للديمقراطية الأمريكية أن تبدو مختلة، لكون مشكلات الكونجرس متشابكة، والنقاش العام مستقطب، لكن العديد من المؤسسات مثل الجيش والنظام القضائي والمحاكم عمدت إلى مقاومة هجمات ترامب، لقد اختبر ترامب الأمة الأمريكية، وبرهنت بعض أركان الديمقراطية الأمريكية على هذا التحدي، كما يقول المؤرخ الرئاسي تيموثي نفتالي، "إن ترامب هو أول رئيس يقوم بتقويض مؤسساتنا العامة بشكل روتيني كجزء من علامته التجارية، فقضائنا يقف أمام إدارته عندما يعبر خطًا، وتحقيقات مولر تمضي قدماً، وقد تم توجيه الاتهام إلى المقربين من الرئيس الأمريكي، وهذا لن يحدث إلا إذا كانت مؤسساتنا تتداعى، وبعبارة أخرى، فإن النظام الأمريكي يثبت مرونة كبيرة، وقد يكون ذلك أيضًا جزءًا من تراث ترامب".