القصة الكاملة لإنهاء شراكة "العمل" الإسرائيلي مع حزب ليفني "هاتنوعاه"
آفي غباي وتسيبي ليفني في إحدى الجلسات
أعلن آفي غباي، زعيم حزب العمل الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، في خطوة مفاجئة، عن فك شراكة الحزب مع حزب "هاتنوعاه"، الذي تقوده زعيمة المعارضة الحالية تسيبي ليفني، وإنهاء الشراكة السياسية بين الحزبين، بعد خمس سنوات من تأسيسها في ديسمبر 2014 خلال انتخابات الكنيست الـ20.
وأوضح غباي بشكل مفاجئ خلال جلسة الكتلة المشتركة لحزب "العمل" وحزب "هاتنوعاه"، المعروفة باسم "المعسكر الصهيوني"، عن قراره فك الشراكة والاستعداد للانتخابات القادمة بدون مشاركة ليفني ضمن القائمة.
وجاء الإعلان في الجلسة أمام ليفني التي لم تكن على علم مسبق بقرار آفي غباي، وغادرت الغرفة معلنة أنها لن تعقب على الإعلان.
وجاء إعلان غباي، بحسب مصادر في حزب "العمل"، بسبب اقتناعه بأن ليفني ستحاول ابتزاز الحزب في المعركة الانتخابية لزيادة تمثيل حركتها في لائحة المرشحين من جهة، وبفعل الضغوط الداخلية في حزب "العمل" للتخلص من التحالف مع تسيبي ليفني، لأنه لم يأت بفوائد للحزب في الانتخابات، بل قد يكون سبب تراجع الحزب في الاستطلاعات المختلفة.
ويشكل قرار آفي غباي هزة في معسكر اليسار يزيد من حالة التفتت القائمة فيه، خاصة بعدما رفض الجنرال بيني غانتس، الذي أعلن الأسبوع الماضي عن تأسيس حزب جديد، الانضمام لحزب "العمل" والتحالف معه في الانتخابات العامة المقررة في التاسع من أبريل المقبل.
إلى ذلك، أعلن زعيم حزب "ييش عتيد" يائير لبيد، الذي يرجح أن يحصد، بحسب الاستطلاعات، بين 14 إلى 17 مقعدا، أنه في حال تم تشكيل تحالفات داخل معسكر الوسط واليسار، فإنه لن يتنازل عن ترشيحه على رأس المعسكر، وهو ما من شأنه أن يضمن لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عدم توحيد أحزاب اليسار في قائمة واحدة.
وانضمت ليفني، التي كانت من أعضاء الليكود، إلى حزب "كاديما" عندما أسسه شارون عام 2005، وبعدها أصبحت قائدة الحزب قبل انتخابات عام 2009. وعند إقالتها من قيادة الحزب عام 2012، قامت بالانشقاق تشكيل حزب "هاتنوعا"، الذي اعتنق مواقف مسالمة منذ البداية.
ويأتي اعلان غباي المفاجئ يوم الثلاثاء، ومحاولات ليفني تشكيل كتلة وسطية يسارية، بينما يواجه المعسكر الصهيوني الاضطرابات بسبب اظهار عدة استطلاعات بتقدم الليكود، الذي لديه 30 مقعدا في الكنيست المنتهية ولايته، على جميع منافسيه، وتقدم "يش عتيد" على المعسكر الصهيوني في اي سيناريو انتخابي.
وأظهرت بعض الاستطلاعات حصول المعسكر الصهيوني، الذي فاز بـ24 مقعدا في انتخابات عام 2015، على 8 مقاعد فقط.
ويأتي التهديد الحقيقي لفوز الليكود بالانتخابات يأتي من تحالف حزب "الصمود الإسرائيلي" بقيادة غانتس مع حزب "يش عتيد"، وأظهر استطلاع القناة العاشرة الأسبوع الماضي أن التحالف قد يحصل على 26 مقعدا، أقل بمقعد واحد من 27 مقاعد الليكود، بحسب الاستطلاع.
وكان نتنياهو أعلن أمس من البرازيل، التي يزورها للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس المنتخب جايير بولسونارو، أن تشكيل حزب "اليمين الجديد" بقيادة نفتالي بينت وأيليت شاكيد بعد الانشقاق عن حزب "البيت اليهودي" يهدد بتفتيت معسكر اليمين وضرب فرصه في الانتخابات، وصولا إلى تمهيد الأرضية لتشكيل حكومة يسار، وهو ادعاء يبدو، وفقا للاستطلاعات الحالية في إسرائيل، ضعيفا للغاية، ويأتي من باب الدعاية الانتخابية لضرب فرص حزب "اليمين الجديد".
وجدد رئيس الوزراء الإسرائيلي إعلان أنه لا يعتزم الاستقالة من منصبه، حتى في حال قرر المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية تبني توصيات الشرطة والنيابة العامة، وتقديم لائحة اتهام رسمية ضده في ملفات الفساد المنسوبة إليه.