عرض مسرحى فى موقف «عام».. والدعوة «عامة»
كلما انتوى فريق العرض المسرحى «بلد الأبيض والأسود»، عرضه، تتعقد الأوضاع السياسية وتحول دون ذلك، أكثر من عام ونصف العام ومسرحية «بلد الأبيض والأسود» حبيسة الأدراج، يبحث أصحابها عن فرصة مناسبة لعرضها وكلما جاءت الفرصة تعطلها الأحداث السياسية المتوالية، وفى النهاية قرر القائمون على العمل طرح المسرحية أيا كانت الظروف، واختاروا أن تكون أماكن عرضها هى مواقف أوتوبيسات هيئة النقل العام، لإيصال الهدف من العمل إلى الفئة المستهدفة وهى عامة الشعب. المسرحية، حسب رانيا رفعت، مؤلفتها ومخرجتها، عبارة عن عرض لعرائس «الماريونيت»، تقدم من خلاله رسالة أن الحياة ليست أبيض وأسود فقط، ففيها ألوان كثيرة، والإنسان عندما يراها عبارة عن لونين فقط، أبيض وأسود، يتحول إلى إنسان جاهل، والجهل يؤدى إلى الفساد والقبح، وعدم القدرة على الانفتاح على الآخر أو تقبل الاختلاف.
تؤكد «رانيا» أن العرض نقد سياسى لأوضاع البلد، من خلال ثلاث عشرة دمية تمثل مدينتين، الأولى «الأبيض والأسود» التى يرتدى كل سكانها لونين فقط، وتمتلئ شوارعها بالقمامة، والفساد يعج كافة أرجائها، والثانية «الألوان» التى يرتدى سكانها ألوانا مبهجة، تتصاعد أحداث المسرحية عندما ينتقل سكان مدينة الألوان إلى مدينة الأبيض والأسود، وتبدأ الكائنات الملونة فى التجول فى البلد والاصطدام بالفساد والقمامة المنتشرين فى كل مكان، وهو ما يدفعهم إلى تنوير أهل مدينة «الأبيض والأسود» وتوعيتهم بضرورة القضاء على الفساد والقبح، فيحدث خلاف حاد بين أهل المدينتين، تموت على أثره الشخصيات الملونة، لكن بعد موتها تبدأ «الأبيض والأسود» فى التلون تدريجيا، للدلالة على أنها بدأت تتقبل الآخر، ويختتم العرض بأغنية «الحياة مش بس أبيض جنبه أسود.. الحياة ألوان كتيرة».