مهرجان وعطلة وطهي.. هكذا يحتفل الأمازيغ ببداية عامهم الـ2969
الأمازيغ يحتفلون ببداية عام 2969
يحتفل الأمازيغ في شمال إفريقيا والعديد من دول المهجر، اليوم السبت، برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2969، والتي يطلق عليها تسمية "يناير"، والتي تعني باللغة الأمازيغية "إخف أوسغاس" وهي أول شهر في التقويم الفلاحي عند الأمازيغ.
وانقسم المؤرخون حول أصل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى فريقين، فريق يرى أن اختيار هذا التاريخ من يناير رمز للاحتفال بالأرض والزراعة، ما جعلها معروفة باسم "السنة الفلاحية"، بينما يرى قسم آخر أن رأس السنة تشير إلى الاحتفال بذكرى اليوم الذي انتصر فيه الملك الأمازيغي شاشناق على الملك المصري رمسيس الثاني في مصر، وذلك وفقا لما ذكره موقع "سكاي نيوز".
ومعظم الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية مرتبطة بالأرض والزراعة، ففي الجزائر يقام سنويًا المهرجان التقليدي "إيراد" ويلبس فيه الأمازيغ الأقعنة ويتجولون في الأحياء السكنية مرددين أهازيج مصحوبة برقصات، أما المغاربة يحتفلون بوضع عصي طويلة من القصب داخل الحقول تفاؤلاً بمحصول زراعي جيد، في حين يقطف الأطفال الزهور ويرتدون ملابس جديدة وأحيانا يحلقون رؤوسهم.
وعادة ما يذبح الأمازيغ ديكًا عند غروب شمس آخر يوم في السنة ويكون طبقًا رئيسيًا للعشاء، لكن بعض الأسر في الجزائر تفضل إعداد الأطعمة التقليدية، مثل الكسكسي والشرشرم والشخشوخة والرفيس، وتحضير الخبز بالأعشاب، وتناول المكسرات والفواكه المجففة مع توزيع حلويات على الأطفال.
وفي المغرب تعد الأسر في بعض المناطق طبق "تاكلا"، وتضع النساء بعضًا منه خارج القرية، في حين تفضل أسر أخرى أطباق "أوركيمن" و"إينودا" والكسكسي بالدجاج أو اللحم بسبعة أنواع من الخضر أو أكثر.
وتعتبر الجزائر أول دولة في شمال أفريقيا تقر رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية، إذ أصدر الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، نهاية ديسمبر 2017 قراراً باعتبار 12 يناير عطلةً وطنية رسمية مدفوعة الأجر، في سياق "جهود الدولة الرامية إلى ترقية التراث واللغة الأمازيغية".
وتطالب حركات أمازيغية بالأمر نفسه في باقي البلدان، التي ينتشر فيها الأمازيغ، خصوصًا المغرب وليبيا، وكان رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني وعد بدراسة هذا المطلب، بحسب موقع "هسبريس".
وخصصت الحكومة المحلية لمدينة مليلية المغربية، دعمًا ماليًا بقيمة 14 ألف أورو بغرض دعم احتفالات رأس السنة الأمازيغية الجديدة التي تصادف هذا الأحد 13 يناير، بعدما سمحت باستغلال "ساحة الثقافات" وسط الثغر المحتل لإبراز عادات وتقاليد وطقوس الأمازيغ.
وقالت باث بلاثكيث، رئيسة معهد الثقافة بالمدينة السليبة، إنَّ مبادرة الحكومة تندرج في إطار دعم احتفالات "إيض يناير 2969" كموروث ثقافي وإنساني وجب الدفاع عنه، مشيرة إلى أنَّ "هذه المناسبة أضحت موعدًا سنويًا تستقبله ساكنة الثغر بفرح كبير ودون أي نقد أو جدل.
وأبرزت المتحدثة أنَّ الجمهور سيتعرف عن قرب على مختلف أطباق الطهو الأمازيغية، وسيكون على موعد مع معرض للصور الفوتوغرافية التي تجسد تقاليد وعادات مناطق الريف والأطلس المتوسط، موردة أن الفرقة الغنائية الريفية "إينومازيغ" ستتحف الحاضرين بأغانيها الملتزمة التي تتغنى بهموم الإنسان الريفي.