خبراء ومهندسون: بعض آثار السويس والبحيرة والإسكندرية تتعرض للتدمير
جانب من ندوة المهندسين
حذر خبراء من تعرض عدد من الآثار في محافظات السويس والبحيرة والإسكندرية للتدمير بالجرافات حينًا، وتسرب المياه الجوفية حينًا آخر دون أن تتحرك الأجهزة المسؤولة عن الآثار لحمايتها.
جاء ذلك خلال ندوة "عمارة الكنائس القبطية.. تراث.. حاضر ومستقبل"، التي نظمتها شعبة الهندسة المعمارية بالنقابة العامة، مساء أمس.
وصحح الدكتور سامي صبري، عميد معهد الدراسات القبطية وأستاذ الهندسة المعمارية بهندسة القاهرة، مقوله خاطئة شائعة تقول إن تصميم مبنى كنيسة قبطية أرثوذوكسية يكون إمَّا على شكل صليب أو دائرة أو على شكل سفينة نوح، مؤكدًا وجود علاقة تبادلية بين العمارة المسيحية والإسلامية، مشيرًا إلى أن أفكارًا معمارية فرعونية الأصل يتم حاليا نسبتها إلى إيطاليين ويونانيين!.
وانتقد "شاكر" التجاهل التام لـ1100 لوحة تاريخية أثرية شهيرة، والمعروفة باسم "وجوه الفيوم" والتي تعود بدايتها للنصف الأول من القرن الميلادي الأول، واستمرت على مدى 3 قرون.. وقال: "هذه اللوحات، والتي تم كشفها في مصر، تزعم جهات بحثية إيطالية أنها ذات أصول إيطالية، وتزعم جهات يونانية أنها يونانية الأصل، والحقيقة أنها لوحات مصرية أصيلة، ومع ذلك لم يهتم مصري واحد بتأصيلها، ولم يُكتب مقال صحفي واحد عنها في مصر، رغم أهميتها التاريخية والأثرية".
وأوضح أن التراث القبطي عمومًا يتميز بالرمزية والتلقائية والبساطة، وقال: "هناك 9 أنماط معمارية للكنائس القبطية، يحددها شكل صحن الكنيسة وطريقة وضع الأسقف فوقها، مشيرًا إلى أن الأنماط التسعة تضم كنائس القبة الواحدة والمنارة، وهي قريبة الشبه بالمساجد، وأحيانا يتم بناء قبتين أو أكثر للكنيسة الواحدة، ووصل عددها إلى 12 قبة كما هو الحال في كنيسة الرسل بالبحر الأحمر، وهناك أيضا كنائس ذات صحن مسقوف بقبوات، وثالثة ذات صحن وممرات جانبية مسقوفة بقباب وقبوات معًا، ورابعة ذات صحن مربع، والخامسة كنائس أخميم المستعرضة التي تضم ممرين و7 هياكل والسادسة الكنائس التي تأثرت بالعمارة البيزنطية، وخاصة كنيسة أيا صوفيا بالقسطنطينية، والتي تم تشييد الجامع الأزرق بالسليمانية ومسجد محمد علي بقلعة صلاح الدين على ذات طرازها المعماري.
النوع السابع من الكنائس، بحسب الدكتور سامي صبري، هي الكنائس البازيليكية، وهي أشهر طراز معماري لكنائس مصر، وتم تشييد الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وكنيسة ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية على نسقها المعماري، وهي عبارة عن ممر أوسط رئيسي بارتفاع كبير، وحوله أروقة أقل ارتفاعًا، أعلاها بلكونات تطل على الفراغ الرئيسي، وفكرتها مستوحاة من المعابد المصرية القديمة التي كانت تُشيد بذات الطريقة، ولكن الغريب أن البعض يروج على أنها على الطراز المعماري الروماني!، أما النوع الثامن من الكنائس فهي كنائس بازيليكية هيكلها مسقوف بقبة وحولها 3 حنيات متعامدة، والنوع الأخير فهي الكنائس البازيليكية على شكل صليب.
وشدَّد "شاكر" على وجود علاقات تبادلية بين العمارة الإسلامية والعمارة المسيحية، مشيرًا إلى أن الذي شيد مسجد أحمد بن طولون هو مهندس معماري قبطي، وأن الذي شيد مسجد الأقمر هو أيضا مهندس معماري قبطي، وفي رشيد بالبحيرة هناك كنائس ومساجد شيدها مهندس واحد وبناها نفس البنائين.
وقال: "مَن يدقق في واجهة مسجد الأقمر سيجدها صورة طبق الأصل من واجهة المعبد القبطي، كما أن المشربيات هي اختراع قبطي، ومع ذلك تم التوسع في استخدامها في المساجد".
وأضاف: "هناك أديرة مصرية تم تشييدها بعد دخول الإسلام مصر، وتأثرت بالفن الإسلامي، خاصة كتابة آيات الكتاب المقدس على جدرانها، وهو ما لم يكن متبعًا في أديرة مصر قبل دخول الإسلام، وكتابة الآيات القرآنية على جدران المساجد".
وتابع: "المربعبن المتداخلين، هي أكثر النقوش المستخدمة على جدران المساجد، وذات المربعين كان يتم رسمها على جدران الأديرة والكنائس في مصر قبل قرون من دخول الإسلام مصر".
وعلق صليب جمال، كاهن كنيسة أبو سيفين بأنه ليس للفن دين، وأن لكل عصر فنونه التي يتوارثها من بعده الأجيال مهما كانت دياناتهم.
وقالت الدكتورة مها أبو بك، منسق الندوة، إن التراث المعماري المصري متوارث جيلًا بعد جيل عبر 6 حضارات شهدتها مصر، منها الحضارة القبطية.
وفي نهاية الندوة، أكد المهندس الاستشاري ماجد سامي أن شعبة عمارة بالنقابة على استعداد للتصدي لأية مخالفة معمارية يتعرض لها أي من آثار مصر.