بعد رفع الأعلام وانسحاب طرابلس.. تاريخ الأزمة بين "حركة أمل" وليبيا
موسى الصدر
أعلن وزير خارجية حكومة الوفاق الليبية محمد سيالة، اليوم الإثنين، إلغاء رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج مشاركة بلاده في قمة بيروت.
قال الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الليبية بحكومة الوفاق الوطني أحمد عمر الأربد، إن "الوزارة قررت رسميا عدم المشاركة على أي مستوى في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المزمع إقامتها بالعاصمة بيروت، وسيكون مقعد دولة ليبيا شاغرا".
كما أعلنت رئيسة مجلس أصحاب الأعمال الليبيين فرع بنغازي، فوزية الفرجاني، عن عدم حضورها قمة بيروت رغم تلقيها دعوة من رئيس مجلس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، حسب "سكاي نيوز".
وانتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وثق إزالة مجموعة من الشبان أعلاما ليبية بالقرب من مكان انعقاد القمة، ورفع مكانها رايات حركة "أمل"، فيما رفع آخرون صورا للإمام موسى الصدر، وعقب ذلك، طالب عدد كبير من النشطاء الليبيين، طالبوا في مواقع التواصل الاجتماعي رئيس المجلس الرئاسي فاير السراج باتخاذ موقف مما اعتبر إهانة للعلم الليبي وعدم المشاركة في القمة الاقتصادية العربية التي ستعقد في لبنان.
وتعود الأزمة بين حركة أمل اللبنانية وليبيا إلى اختفاء الإمام موسى الصدر "المؤسس" الذي وصل في زيارة إلى ليبيا في 25 أغسطس 1978، والتي لا تزال ملابسات اختفائه غامضة إلى حد كبير.
وكان الإمام موسى الصدر، الشخصية الدينية اللبنانية الشيعية البارزة، ومؤسس حركة أمل قد وصل إلى ليبيا في زيارة للمشاركة في احتفالات "ثورة الفاتح من سبتمبر"، التي أوصلت القذافي إلى السلطة عام 1969، بصحبة الشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين، وتمت استضافتهم في فندق الشاطئ بطرابلس، وشوهد الصدر ورفيقاه لآخر مرة في 31 أغسطس 1978.
وأعلنت السلطات الليبية حينها أن الصدر ورفيقيه غادروا طرابلس مساء 31 أغسطس على متن رحلة للخطوط الإيطالية متوجهة إلى روما، وعثرت السلطات الإيطالية فيما بعد على حقائب الصدر والشيخ يعقوب في فندق "هوليداي إن" بروما.
وانتهت تحقيقات القضاء الإيطالي إلى قرار من المدعي العام في روما عام 1979 بحفظ القضية بعد أن تأكد أن الصدر ورفيقيه لم يدخلوا إلى الأراضي الإيطالية.
ولا تزال قضية اختفاء الإمام موسى الصدر من دون نهاية، على الرغم من الجهود التي بُذلت بعد سقوط نظام القذافي بالتنسيق مع لبنان، إلا ان حالة الفوضى العارمة والانقسام والتقاتل التي تشهدها ليبيا تعيق، على ما يبدو، أي محاولة للكشف عن ملابسات اختفاء الصدر بشكل تام وبأدلة قطعية.
وفي تقرير نشرته "سكاي نيوز" تبرز فيه تفاصيل اختفاء الصدر، وغموض الواقع حتى بعد سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، لا سيما أن المسؤولين السابقين أدلوا بتصريحات متناقضة بشأنه حيث أدلى عدد من مسؤولي نظام العقيد معمر القذافي السابقين بتصريحات حول ما يعرفونه عن مصير الصدر، كان آخرها عن محمد بلقاسم الزوي الذي كان يتولى رئاسة مؤتمر الشعب العام.
وقال الزوري في حواره: "قمت بالاتصال بالتلفزيون الليبي وطالبتهم بعمل تغطية خاصة للرجل (الصدر) وإجراء حوارات موسعة، وبالفعل بعد الاحتفال ذهب فريق العمل للفندق، ولكن أبلغوهم بأنه غادر، وحينها خرجت تصريحات عن اختفاء الإمام".
وأضاف المسؤول الليبي السابق الرفيع أن سفير ليبيا في موريتانيا في ذلك الوقت أبلغه بأنه شاهد الإمام موسي الصدر في المطار(الليبي)، وكان يتأهب لتحيته، لولا الإعلان عن وصول الطائرة المتجه إلى موريتانيا.
وفي المقابل أدلى محمد إسماعيل مستشار نجل القذافي سيف الإسلام بتصريح مدو لصحيفة "نيويورك تايمز" بداية العام الجاري قال فيه إن الإمام موسى الصدر قتل بعد مشادة مع العقيد القذافي وأن جثته ألقيت في البحر، وإن السلطات الليبية كذبت حين قالت إنه غادر ليبيا.
وذكر إسماعيل أن نجل القذافي هانيبال، المعتقل في لبنان، وبقيه ابنائه وأسرته، لا يعرفون الحقيقة. وكان على ما يبدو يرد على تصريح لهانيبال نقلته وسائل إعلام لبنانية نهاية العام الماضي قال فيه إن شقيقه سيف لإسلام يملك تفاصيل كاملة عن اختفاء موسى الصدر، مشيرا إلى ان عبد السلام جلود، الذي كان يعرف بالرجل الثاني في النظام الليبي بعد القذافي لفترة طويلة والمقيم حاليا في إيطاليا، هو المسؤول عن عملية الإخفاء.