تقدم خدماتها لـ50 ألف مواطن.. وحدة صحية بكفر الشيخ "وكر روبابيكيا"
الوحدة الصحية بقرية المنشأة الكبرى فى كفر الشيخ
50 ألف مواطن يعانون من سوء الخدمة الطبية بالوحدة الصحية في قرية المنشأة الكبرى التابعة لمركز قلين، والتي تحولت لـ"وكر روبابيكيا"، فهي توقفت منذ 5 سنوات، وامتنعت عن تقديم خدماتها للأهالي، بعدما تعطلت أجهزتها وهجرها بعض الأطباء، ما تسبب في معاناة كثيرة وقطع مسافات طويلة لمداواة المرضى، فبيان رسمي صادر عن ديوان عام محافظة كفر الشيخ، برئاسة الدكتور إسماعيل عبدالحميد طه، محافظ الأقليم، كشف عن أن هذه الوحدة قد توقفت عن تقديم خدماتها للمواطن منذ 5 سنوات؛ لعدم وجود أي مستلزمات طبية، بالإضافة لوجود مشاكل كثيرة بالكهرباء والأعمال الصحية بالمبني، بالإضافة لقيام الأطباء بالوحدة بالتوقيع في دفتر الحضور والانصراف رغم عدم تواجدهم في الوحدة.
وذكر البيان أن "ع. ا"، رئيسة التمريض، توقع للأطباء؛ وتشغل منصبها وهي حاصلة على دبلوم تمريض رغم من وجود شخصين آخرين أعلى منها مؤهلا وحاصلين على معهد فني صحي، وأن الوحدة تعاني من عجز في بعض الأدوية، كما أن كرسي الأسنان بها معطل منذ أكثر من سنتين، وآلات كشف الأسنان غير صالحة للاستخدام؛ وفقًا لمذكرة مديرة الإدارة الصحية، ما جعل المحافظ يحيل الموضوع للتحقيق بمعرفة الدكتور فيصل جودة، وكيل وزارة الصحة في المحافظة.
أهالى القرية أكدوا صحة ما جاء في بيان المحافظة، وأنهم يعانون من عدم وجود أطباء بالرغم من أن الوحدة الصحية، قوامها 4 أطباء أسنان، وطبيبان بشريان، و3 أطباء صيادلة، 8 تمريض، 3عمال، 6 موظفين، و23 رائدة ريفية، وأنها أكبر قرية في مركز قلين يتبعها 9 قرى أخرى وتخدم نحو 50 ألف نسمة، حسبما أكد محمد طارق، أحد الأهالي.
وقال طارق، إن الوحدة لا تقدم أي خدمات للأهالي، والأجهزة بها مُعطلة، والأطباء "مزوغين" والممرضات يقمن بأعمال الأطباء، بنقطع مسافات طويلة علشان نكشف على أطفالنا، وفي الشتاء يزيد معدل الإصابة بالأمراض بين الأطفال، وشكونا كثيرًا من عدم تواجد الأطباء ونقص المستلزمات لكن دون جدوى، الوحدة لا تقدم أبسط حقوق المواطن وهي الأسعافات الأولية والأدوية الأساسية كالكحة والسخونية والحساسية وأجهزة لقياس الضغط والسكر لمن يعانون".
أضافت راجية علي، أحدى أهالي القرية، أنها تعرضت لوعكة صحية قبل أيام وذهبت للوحدة الصحية ولم تجد طبيبًا ولا حتى الأدوية الأساسية، وإضطرت للذهاب لوحدة صحية مجاورة بقرية المرازقة، وتم تحويلها لمستشفى قلين المركزي.
وأضافت: "معندناش خدمات والأطباء مش موجودين، وكشف الأطباء في عيادتهم الخاصة تضاعفت أسعاره، والظروف الاقتصادية صعبة، فأهالي القرية غلابة لا يملكون من حطام الدنيا شيئًا، يعيشون اليوم بيومه".
اشارت سعاد عبدالله، ربة منزل، إلى أن الوحدة الصحية وجودها دون فائدة، "الوحدة بقت خرابة، كلها متهالكة، أدواتها مش موجودة، حتى التطعيمات فيها ناقصة، الأسنان بيخلعوا الدروس فقط، مفيش حشو ولا أى حاجة تانية، الكرسي مُعطل، والمستلزمات مش موجودة، يقفلوها احسن بدلاً من تكلفتها على الدولة، اهالينا شكو كتير للمسئولين لكن مفيش فايدة".
الدكتور أيمن سعد، مدير الوحدة الصحية، نفى صحة ماجاء فى بيان المحافظة، بشأن توقيعه هو والأطباء فى دفاتر الحضور والانصراف دون تواجدهم، كما نفى صحة ما ذُكر عن توقف الوحدة عن تقديم خدماتها منذ 5 أعوام قائلاً "الوحدة الصحية ليست متوقفة منذ 5 سنوات، جاءتنا مذكرة منذ فترة بهذا الكلام وبالتحقيق من قبل لجان مُشكلة من الإدارة الصحية ومجلس المدينة والوحدة القروية، تبين عدم صحتها، لكن لدينا نقص فى الإمكانيات وطلبنا أكثر من مرة تزويدنا بالمستلزمات والأدوية لكن دون جدوى، ونحن نعمل في ظروف صعبة وبأقل الإمكانيات، استلفنا أجهزة مُستخدمة من وحدة المرازقة الصحية، علشان نقدر نخدم الناس، وكان الرد أن الوحدة ليست مُسلمة لوزارة الصحة من قبل المقاول رغم تهالك أثاثها ووجود مشاكل في الصيانة بالصرف الصحي والكهرباء، وشغالين تطعيمات، وكشوفات باطنة وأسنان، وطلبنا تزويدنا بالأمكانيات كان الرد مفيش فلوس".
أضاف مدير الوحدة الصحية، "الوحدة مكونة من طابقين الأول يضم 6 غرف - طوارئ، كشف طبيب باطنة، معمل تحاليل، غرفة تنظيم أسرة، تعقيم، أسنان، الرعاية الخاصة بالتطعيمات، الصيدلية، حمام واحد وغرفة تذاكر، والثاني عبارة عن جزئيين أحدهما سكن للأطباء، ومكاتب للموظفين، المراقب الصحي ومخزن، الجانب الآخر، سكن للتمريض، مكتب صحي وغرفة للرائدات الريفيات، وبها مشاكل في الكهرباء والأثاث والصرف الصحي والاستراحة، وتم إجراء مقايسة لإصلاح الكهرباء والمياه والصرف الصحي، لكن لم يتم".
وأوضح قائلاً "لو الأطباء مابيحضروش يبقى فيه مخالفة، عندي دفتر حضور وانصراف ودفتر مالي وإداري، بتراقب عليه الوحدة المحلية ومجلس المدينة ووزارة الصحة، الناس بتيجي كل يوم وموظف من الوحدة المحلية بيجري حصر يومي، كرسي الأسنان معطل منذ سنوات، بيُستخدم للمريض يقعد عليه فقط حال إجراء جراحة خلع لأنه معطل، الأدوات غير صالحة، وقليلة جدًا لكن مش مشكلة ولا مسؤولية الطبيب، أحنا اشتكينا دون مجيب".