«خميس» زى البوتاجاز أبوعين واحدة: 45 سنة ماطورتش نفسى
«خميس» داخل محله
يعمل وهو جالس بسبب آلام قدميه، يسند ظهره على الحائط حتى يتفادى التعب، يقوم ببيع وإصلاح البوتاجاز القديم ذى العين الواحدة، يرص العشرات منه داخل محله وسط الكراكيب المتراكمة فى كل مكان، كما يوجد براد شاى قديم بجانب يديه، حتى يستطيع عمل الشاى لنفسه وهو جالس.
نوع بوتاجاز قديم يتمسّك خميس الشامى، ببيعه معدّداً مزاياه بقوله: «أبو عين واحدة نزل بعد الباجور، وميزته أنه بيشتغل بالغاز مش الجاز، وكمان فيه ناس بيستخدموه مساعد للبوتاجاز الكبير لما الأنبوبة تفضى كأنه استبن».
منذ 45 عاماً، والرجل الستينى يعمل فى هذه المهنة، تغيّر الزمن، وتطور البوتاجاز، ونزل منه أنواع أحدث، بينما يصر «عم خميس»، على أن يعمل فى بيع وإصلاح النوع القديم ويرفض التغيير: «متمسك بيه علشان عليه إقبال من أصحاب الورش، الجزمجية والتزرية وغيرهم بيشتغلوا على ده، بيسيّحوا الفردة من القالب علشان يخلعوها، وكمان ناس بتجيبه طول الشتا علشان تدفى بيه الشقة، أنضف من الباجور علشان مش بيدخّن، ولسه ستات بيوت بتشتريه تطبخ عليه».
بلغ «خميس» سن الـ65 عاماً، وما زال يحب العمل، رغم تعبه: «الشغل بيدينى طاقة وبيريح نفسيتى، هاقعد فى البيت ليه، هاتعب». يتراوح سعر البوتاجاز بين 70 و250 جنيهاً، يتذكر «خميس» أول ما بدأ العمل كان سعره 4 جنيهات فقط: «.. وكان ليها قيمة». لم يعمل أىٌّ من أبنائه الـ5 بهذا العمل: «هما من جيل غير جيلنا، شباب متعلم مش هيشتغل فى تصليح الحاجات القديمة دى»، متمنياً أن يرزقه الله بالصحة لكى يواصل عمله دون عناء: «نفسى ربنا يسترها معايا ومارقدش فى البيت، أنا باكره قعدة البيت».