بعد 17 ساعة.. إنقاذ مسن وابنه وحفيده احتجزتهم مياه الأمطار
المسطحات انقذ أسرة بعد احتجازها ل١٧ساعة فى كفر الشيخ
17 ساعة من الاحتجاز داخل "عشة بالبوص"، وسط البرد والثلج ببحيرة البرلس، عاشها رجل مُسن ونجله وحفيده، من الرعب والقلق خوفاً لتعرض الرجل لأزمة صحية بسبب مرضه بالالتهاب الرئوي، إثر هطول أمطار غزيرة عليهم أثناء تواجدهم بمزرعة سمكية خاصة بهم بمنطقة الشخلوبة التابعة لمركز سيدى سالم بمحافظة كفر الشيخ.
وبعد مرور هذه الساعات، ومع استغاثات نهى جميل جودة، المقيمة بقرية دمرو الحدادى، تحركت الأجهزة المعنية فى محاولة لإنقاذ الأفراد الـ3، وتمكنت شرطة المسطحات المائية من إنقاذهم عبر "لانش"، خاص بالشرطة، وانتظرتهم سيارات من الوحدة المحلية بقيادة شريف هيكل، رئيس قرية دمرو الحدادي، لتنقلهم إلى منزلهم وتذهب بالتلميذ إلى مدرسته لأداء الامتحان.
"اللاسلكي"، كان كلمة السر في إنقاذ هؤلاء، فمع دقات السابعة صباحاً، فوجئ رئيس قرية دمرو الحدادي بفتاة تستغيث به لإنقاذ والدها "المُسن" وشقيقها ونجله، مؤكدة أنهم محتجزون في إحدى العشش داخل بحيرة البرلس، وأن والدها مريض بأمراض مزمنة كالضغط والسكر والالتهاب الرئوي، وابن شقيقها لديه امتحان حيث إنه تلميذ بالصف السادس الابتدائي، في هذه اللحظات قرر رئيس القرية التحرك فوراً لأي مكان الاحتجاز، بـ"ونش وسيارة"، إلا أن صعوبة الوصول إليهم بسبب تحول كل الطرق إلى مستنقعات وبرك طينية بسبب الأمطار الغزيرة، منعهم من ذلك، فأبلغ غرفة الأزمات والعمليات بالمحافظة عبر جهاز "اللاسلكي"، وما إن سمع الدكتور إسماعيل عبدالحميد طه، محافظ الإقليم، الاستغاثة من رئيس القرية حتى قرر الدفع بكل المعدات اللازمة لإنقاذ الأسرة، مع توجيه عمل اللازم مع الرجل المُسن وحجزه في المستشفى اذا استدعى الأمر ذلك.
"اللاسلكي" كلمة السر.. والأسرة توجه الشكر للأجهزة التنفيذية في كفر الشيخ
دقائق معدودة، تم إبلاغ شرطة المسطحات المائية وتحرك الرائد علاء حجاج، بعد الاتصال بـ"مُسن"، وتحديد مكانه، وانطلق اللنش صوبهم وتم إنقاذهم وانتظرتهم سيارات لنقلهم لمنزلهم.
وقالت نهى الجميل جودة، إن والدها ذهب إلى مزرعتهم السمكية التي تبعد نحو ساعتين ونصف من محل إقامتهم، وأنه تأخر بسبب هطول الأمطار وقرر المبيت فى المزرعة لحين تحسن الأحوال الجوية، فتوجه إليه نجله وحفيده التلميذ محمد سمير، بالصف السادس الابتدائي، بسيارة ربع نقل، لكن هطول الأمطار الغزيرة احتجزتهم، وقضوا ليلتهم دون غطاء أو أكل يكفيهم، فاضطروا للتحرك سيراً على الأقدام لأكثر من 5 كيلو مترات، بحثاً عن سكن أو ملاذ يؤويهم حتى تحسن الأحوال الجوية، فوجدوا إحدى العشش بداخلها رجل استضافهم، حتى الصباح، ومع الصباح الباكر أرسلوا استغاثات لذويهم فبدأ التحرك.
وأضافت نهى: "توجهت لرئيس القرية وقلت له إن والدى مُسن ومريض بأمراض مزمنة، فكانت صعوبة الوصول وانقطاع كل السبل حائلاً أمامهم للتحرك بالمعدات المتاحة، ومع إبلاغ كل الأجهزة المعنية، تحركت سريعا وأنقذتهم، كانوا هيموتوا، أبويا مريض، وقعدوا ليلة كاملة بدون غطاء، لكن الأجهزة تحركت وخدوا سيارات وراحوا جابوا بابا وأخويا على البيت، وودوا محمد على الامتحان، وصلوه لحد المدرسة، لكن طبعاً عشنا في قلق، والحمد لله على عودتهم"، ووجهت الشكر لكل الأجهزة المعنية واللواء علي صلاح، رئيس مركز ومدينة سيدي سالم، على تحركه السريع.