"غريب" شهيد ثغرة الدفرسوار.. "عضم أولادنا" يُلهم معركة التعمير بسيناء
"غريب" شهيد ثغرة الدفرسوار.. "عضم أولادنا" يُلهم معركة التعمير بسيناء
الشهيد سليمان غريب
"وعضم أخواتنا نلمه نلمه.. نسنه نسنه نعمل منه مدافع وندافع.. وندافع ونجيب النصر هدية لمصر".. كلمات قالها الشاعر الراحل الكابتن غزالي، والتي كانت تشعل حماس فدائي أبناء السويس في معركة الدفرسوار في حرب أكتوبر، والآن وبعد مرور 45 عاما، تشاء الأقدار أن يعثر رجال الجيش الثاني الميداني على رفات الشهيد "سليمان غريب"، في المنطقة التي استشهد فيها وهم يحفرون ويشقون الرمال لتنفيذ المشروعات وتعمير سيناء.
البطل الشهيد سليمان غريب سليمان من محاربي أكتوبر 1973، والذي تم العثور على جثمانه منذ أيام عدة عند ثغرة الدفرسوار، إذ كان طوال هذه الأعوام في تعداد المفقودين حتى عثر رفاته وزملائه.
تواصلنا مع أسرة الشهيد التي تقيم في محافظة السويس، وروت أن "سليمان" التحق بالجيش المصري عام 1969 أثناء حرب الاستنزاف، واستمر في الجيش إلى حرب أكتوبر 1973، وحينها كان يعمل سائقا لسيارة التعيينات وبعد انتهاء الحرب لم يعود، واستمرت جدته في البحث عنه بجميع المستشفيات والمعسكرات، وكانت على يقين أنه على قيد الحياة اعتقادا منها بأنه وقع في الأسر وسيعود يوما ما، إلى أن توفاها الله عام 1997.
وقال سعيد غريب سليمان، شقيق الشهيد، "كنت مع أخي في الجيش المصري وشاركنا في حربي الاستنزاف وأكتوبر 1973، وكان شقيقي سائق سيارة التعيينات بمدينة فايد، وكنت أنا بنجع حمادي، إلى أن حدثت ثغرة الدفرسوار، وعلمنا لاحقا أن السيارة التي يقودها أصابها قذيفة، وانقطعت أخباره بعدها ولم نستطع العثور عليه، واستخرجنا له شهادة وفاة بعد مضي ست سنوات على غيابه".
وأشار "سعيد" إلى أن الجيش الثاني أثناء قيامه بالحفر في منطقة الثغرة لتنفيذ بعض المشروعات، عثروا على عدة جثامين لشهداء حرب أكتوبر، منهم شقيقيه "سليمان" والذي تعرفوا على شخصيته، من خلال كارنية الجيش ورقمه العسكري، لا سيما أنهم لم يعثروا سوى على الرأس والجزء العلوي فقط.
وتابع: "كانت جدتي مستحقة لمعاش حفيدها هي وخطيبته، والتي كان عاقدا قرانه عليها، واستطاع الجيش الثاني الميداني الوصول إليها من بيانات المعاش الذي تصرفه عن خطيبها المتوفي، وتواصلوا معها ثم قامت هي بإبلاغي وشقيقي وتوجهنا إلى معسكر الجلاء بالإسماعيلية، وحضرنا الجنازة العسكرية التي أقيمت له، وتم الدفن بمقابر العائلة في السويس.
"ثغرة الدفرسوار" مصطلح أُطلق على تعقد مجريات الأحداث في نهاية حرب أكتوبر 1973، حينما تمكن الجيش الثالث الميداني من تطويق الجيش الإسرائيلي، من خلال ما عرف بثغرة الدفرسوار، وكانت بين الجيشين الثاني والثالث الميداني امتدادا بالضفة الشرقية لقناة السويس.