«أم أمل» بائعة الفجل والجرجير على القضبان: «وقت ما ييجى الأجل مفيش مفر منه»
«زينب» تبيع «الفجل» أمام المزلقان
30 عاماً مرت على إنشاء سوق «القلج» على القضبان، لم تغب فيها الحاجة زينب عشرى، البالغة من العمر 55 عاماً، الجالسة على شريط السكة الحديد، لبيع الفجل والجرجير لتلبية طلبات بيتها وبناتها الخمس، خصوصاً بعد وفاة زوجها، وحتى لا تمد يدها إلى الناس، واستطاعت عن طريق الجهد والكفاح والتنقل بين الأسواق المختلفة، وبينها سوق القلج، تزويج ثلاث بنات وتجهيز بنتها الرابعة، وأحياناً تأتى معها ابنتها الخامسة «سلمى» التى ما زالت فى التعليم الثانوى فى أوقات فراغها لمساعدتها.
«أم أمل» كما يلقبها الباعة الجائلون داخل السوق تستيقظ فى الرابعة فجراً يومياً، وتذهب إلى الفلاحين فى حقولهم بقرية الخانكة بالقليوبية، لشراء الفجل والجرجير الطازج، وتنتقل به إلى سوق «القلج» بالقطار، لتأخذ مكانها التى اعتادت عليه منذ سنين.
تقول «زينب» لـ«الوطن»: «صرفت على بناتى الخمسة من بيع الفجل والجرجير، دون مساعدة من أحد وماكنتش منتظرة مساعدة من الناس عشان كل واحد فيه اللى مكفيه وزيادة، وظروف الحياة بقت صعبة جداً، واللى هيساعدك المرة دى مش هيساعدك بعد كده».
وتضيف: «حالياً الحمد لله أنا جوزت ثلاث بنات والبنت الرابعة مخطوبة دلوقتى وأنا بجهزها كل فترة أشترى حاجة وربنا بيسهل معايا على طول الحمد لله، و(سلمى) بقى دى آخر العنقود سكر معقود زى ما بيقولوا، ما زالت تدرس فى الصف الثالث الثانوى، وأمنية حياتها أن تدخل كلية الصيدلة، وأنا معاها إلى آخر المشوار لتحقيق حلمها إن شاء الله».
وتنفى «أم أمل» أى خوف لديها من أية حوادث قطارات أثناء البيع على القضبان، قائلة: «لقمة العيش بقت صعبة ولكن ما باليد حيلة وقت ما ييجى الأجل مفيش مفر منه»، مؤكدة أن البيع فى السوق ده هو أحسن من المكان التانى اللى فى منطقة «الرشاح» اللى عايزين ينقلونا إليه عشان المكان هناك كله زبالة ومجارى.
واختتمت «زينب» كلامها بتأكيدها أنها سعيدة جداً بعد زواج ثلاث من بناتها وتجهيز الرابعة، وكل أمنيتها فى الدنيا أن يحقق لهن الله السعادة والستر، وتقول: «مش طالبة غير حجة وأموت هناك».