«أمريكا ترامب».. شرق أوسط جديد خلال عامين و«كله بالدولار»
ترامب
«أستطيع إدارة الحكومة وإدارة شركاتى فى آن واحد إذا أردت».. هكذا بعقلية رجل الأعمال وتاجر العقارات تحدث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى أول خطاب بعد فوزه بسباق الرئاسة، الذى يعد واحداً من أكثر السباقات الانتخابية إثارة فى تاريخ الولايات المتحدة.. خطاب أكد أن سيد «البيت الأبيض» الجديد لديه عقلية تبدو ذات طبيعة مختلفة تؤمن بأن كل شىء له مقابل وعادة ما تربطه بالمال.
هذه العقلية التى بدأت إدارتها فعلياً لـ«البيت الأبيض» فى 20 يناير 2017 تعاملت مع منطقة الشرق الأوسط بمنطق مغاير لسلفه باراك أوباما، فرسمت ملامح مرحلة جديدة يمكن تحسسها بعد مرور عامين على حكم الجمهورى «ترامب» فى التعامل مع إيران، حيث امتلك قدراً من الجرأة لإلغاء الاتفاق النووى مع «طهران» رغم المعارضة الدولية الكبيرة، ويحشد الآن لإخراجها من المنطقة إلى جانب تقليم أظافر «السلطان أردوغان»، بخطوات غير مسبوقة ضد الحليفة تركيا بإجراءات عقابية عاش معها الأتراك أصعب أوقاتهم اقتصادياً.
ومن أطراف الشرق الأوسط إلى العمق كان الفلسطينيون أكثر من اكتووا بنار قرارات «ترامب» العديدة التى تنتصر للاحتلال وفى مقدمتها بطبيعة الحال الاعتراف بـ«القدس المحتلة» عاصمة لإسرائيل.
أدخل المنطقة فى «حسبة برما».. تحركات متناقضة مع تركيا وجريئة ضد إيران ومنحازة لتل أبيب
ولأنه مقتنع بلغة المال، تحدث الرئيس الأمريكى مع حليفته السعودية عن دفع مقابل للحماية كما فعل مع دول «الناتو»، فكل شىء لديه بمقابل، وفى الوقت ذاته حرص على الرقى بعلاقة «واشنطن» مع مصر مؤكداً أهميتها، وهو الذى وجه الضربات العسكرية إلى مواقع الحكومة السورية، وهو الذى يعلن أيضاً انسحاب قواته من سوريا. بلا شك عقلية دفعت كثيراً من قادة المنطقة إلى الدخول فى «حسبة برما» ليعرفوا كيف يفكر هذا الرجل الذى وصفه معارضوه بـ«الجنون».