الباعة على مقهى فى شارع عبدالعزيز: لو مفيش زبون بنشترى من بعض
الباعة يشربون «الشاى» وينتظرون الزبائن
ممر متفرع من شارع عبدالعزيز بمنطقة وسط البلد، سمى بـ«ممر القهوة»، وجدناهم جالسين على كراسى خشبية، أمام كل منهم كوب شاى وشنطة بداخلها بضاعة اعتاد بيعها على المقهى، لزبون يشبهه فى بساطة الهيئة وفقر الحال.
يتوزع الباعة فى المقهى إلى ثلاثة أركان، الأول خاص بباعة الفضة، الثانى الملابس، والثالث للهواتف القديمة والـ«إكسسوارات»، التقسيم الذى جاء بالصدفة من كثرة التردد على المكان، فبات كل من البائع والزبون يعرفان وجهتهما داخل المقهى.
البضاعة ملابس وفضة وإكسسوارات.. و«محمد»: أحسن من إننا نسرح فى الشوارع
يعمل «أبو حمادة» فى المقهى منذ سنوات، واعتاد على تقديم المشاريب للبسطاء من الباعة: «دى قهوة الناس الغلابة، اللى نفسهم يكسبوا أى حاجة من القعدة هنا».
لكل بائع حكاية وحلم، قرر أن ينطلق من المقهى، ومنهم محمد السيد، خريج هندسة إنتاج جامعة عين شمس عام 2001، بحسب قوله، لكنه لم يحصل على وظيفة حتى الآن، فقرر أن يبيع الملابس المستعملة على المقهى: «باقعد مع بياعين زى حالاتى، وكل واحد معاه حاجة بيبيعها. مكان مريح لينا وللزبون للبيع والشرا من غير بهدلة، وأحسن من إننا نسرح فى الشوارع».
«القهوة مصدر رزقنا»، قالها حافظ عبدالظاهر، بائع الملابس، ثم شرب الشاى، وأكمل حواره: «إحنا غلابة وزباينا مننا فينا، بنشترى من بعض ونسلف بعض وننفع بعض، أصحاب وحبايب».
يعيش عم «حافظ» فى الزاوية الحمراء، ولديه 6 أبناء وزوجة، يصرف عليهم من بيع الملابس على المقهى: «باكسب 2 أو 3 جنيه فى القطعة، وأجمع من 20 لـ30 جنيه فى اليوم وبامشِّى حالى».
وعن سبب اختيار الباعة لهذا المقهى، يحكى «حافظ»: «معظمنا كان بيسرح بالبضاعة فى شارع عبدالعزيز، بس السريح دايماً بيتعب ويلاقى مضايقات من الحكومة بسبب إشغال الطريق، فاستقرينا فى القهوة، نشرب شاى والزبون يجيلنا».
يشاركه نفس المهنة أحمد حسن، الذى كان بائع فول، ثم أصبح دون عمل لفترة، قرر بعدها أن يبدأ مشواره فى بيع الملابس على المقهى: «قلت أشوف أى شغلانة أسترزق منها، وباطلع من اليوم بـ3 كوبايات شاى وكام جنيه من زبون عابر سبيل».
فى الكراسى المقابلة، كان أشرف أحمد، يضع الفضة داخل شنطة بجانبه، منتظراً قدوم زبون: «القهوة سوق صغير للغلابة، وكل واحد وشطارته».
يجلس محمد صابر، داخل المقهى ليلاً ونهاراً، ليبيع الـ«موبايلات» القديمة، ويحكى عن ارتباط التجار بالمكان: «كان فيه واحد اسمه الحاج حسين هو اللى بدأ الموضوع ده من سنين طويلة، والبياعين بدأوا يقلدوه، وبقت أكل عيشنا».
«إكسسوار» وبعض قطع الغيار وقواطع يبيعها محمد حسن، ويتكسب منها فى المقهى: «كل السوق فى عبدالعزيز عارفنا ولينا زبوننا، إحنا غلابة وزباينا غلابة».